منذ أن نجح المنتخب الأرجنتيني في الفوز بكأس العالم في نهائي مونديال قطر لـ2022، تضجّ وسائل التواصل الاجتماعي بالأخبار والصور المتعلقّة بنتيجة المباراة النهائية وخسارة فرنسا أمام الأرجنتين.
وكانت من أبرز الأخبار المتداولة على نطاقٍ واسع، صورة تُظهر قدرة أسطورة كرة القدم دييغو مارادونا على التنبؤ سلفاً بفوز الأرجنتين في قطر، وكذلك صورة أخرى تظهر تأثر الرئيس الفرنسي إيميل ماكرون بخبر الخسارة.. فما حقيقة هذه الأخبار؟
هل تنبَّأ مارادونا بفوز الأرجنتين؟
تناقلت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي صورة قالوا إنها تُظهِر الأسطورة الكروية دييغو مارادونا وهو يحتفل بكأس العالم ويتنبّأ بفوز الأرجنتين في مونديال قطر الذي سيأتي بعد عقود.
وبإرفاق عبارة "يد تحمل الكأس ويد تشير إلى علم قطر في مونديال المكسيك عام 1986″، ألمح المعقّبون إلى أن إشارة مارادونا لم تكن من باب التصادف بل من باب المعرفة المسبقة بالفوز المنتظر لبلاده.
لكن الصورة في الحقيقة ليست لقطة واحدة من ضمن مجموعة صور غنيّة تتبّع فرحة واحتفال مارادونا فور إطلاق الحكم صافرة انتهاء المباراة مُعلناً تتويج الأرجنتين بكأس العالم، واللقطة التي يظهر فيها اقتراب يد مارادونا من علم قطر مُنتقاة خصيصاً لخلق إيهامٍ بوجودٍ نوعٍ من التنبؤ المستقبلي.
عند العودة للقطات احتفال مارادونا يمكن إيجاد صور متعددة له تختلف كل واحدة منهما حسب الزاوية المأخوذة منه، ويبدو مارادونا فيها وهو يلتفت بوجهه ويده إلى جهات متباينة، وتظهر وراءه مختلف الأعلام والآلاف المؤلفة من الأشخاص، وبذلك يكون خبر التنبؤ مضللاً.
وكانت الكثير من الحسابات تناقلت هذه الصورة والزعم بالتنبؤ مُرفقة بالعلامة المائية لقناة الجزيرة القطرية، قائلةً إن حساب الجزيرة على منصة تويتر هو الناشر لهذا الخبر.
يظهر في الصورة المتداولة أن الجزيرة نشرت هذه التغريدة في الساعة العاشرة والنصف صباحاً من يوم 14 ديسمبر/كانون الأول 2022، لكن عند العودة لحساب الجزيرة نجد أنه لا يوجد أيّ تغريدة مماثلة في ذلك اليوم، وأن الجزيرة قد نشرت شيئاً آخر بخصوص المونديال في ذلك التوقيت.
بالإضافة إلى ذلك، بيّن البحث العكسي لتعقب الصور أن فكرة "تنبؤ مارادونا بفوز الأرجنتين في مونديال قطر" قد بدأ تداولها منذ أشهرٍ قبل بداية المونديال، بما في ذلك الحسابات غير الناطقة بالعربية.
دموع ماكرون بعد الخسارة
بعد فوز الأرجنتين على المنتخب الفرنسي، وحرمان فرنسا من الفوز بكأس العالم لعام 2022، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورة للرئيس الفرنسي إيميل ماكرون وهو يضع رأسه على يديه واجماً، وقالت الحسابات إن هكذا أصبح حال الرئيس الفرنسي بعد خسارة منتخبه، فقد وجد في الحزن والدموع ملاذاً لإراحة ألمه.
بالبحث العكسي للصور، يتبيّن أن الصورة مضللة؛ لأنها في الحقيقة صورة قديمة ولا علاقة لها بنهائي مونديال قطر 2022، ولا بالخسارة أمام الأرجنتين.
وكانت هذه الصورة قد جرى تداولها مع صور مشابهة أخرى في شهر مارس/آذار 2022، وذلك بعد إجرائه لمكالمة مطوّلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورفض الأخير للتراجع عن قرار غزو أوكرانيا.
وقالت منصات الأخبار المختلفة حينها إن قصر الإليزيه وراء نشر الصور، وإن حزن ماكرون البالغ الظاهر في اللقطات يعود لفشله في إقناع بوتين عن تغيير قراره تجاه أوكرانيا.
إلا أن الظهور الفعلي الأول لصورة ماكرون وهو يتكئ برأسه على يديه يُحيلنا إلى مجموعة الصور التي نشرتها المصوّرة الفرنسية الرسمية لإيميل ماكرون في 4 مارس/آذار 2022، وقالت فيها إنها التقاطات للرئيس الفرنسي أثناء وبعد مكالماته الدوليّة، لكنها لم تحدد مع من كانت هذه المكالمات وفي أيّ مواضيع.