أثار لاعب كرة القدم الفرنسي، من أصول مغربية ماثيو إلياس كندوزي، البالغ من العمر 23 سنة، الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار صورته ضمن تشكيلة منتخب فرنسا، الذي يستعد لمقابلة منتخب المغرب في مباراة نصف نهائي مونديال قطر 2022.
إذ تساءل عدد من متابعي كأس العالم عن سبب تمثيل هذا اللاعب الذي يحمل الجنسية المغربية، إلى جانب الفرنسية، منتخب الديوك، في الوقت الذي اختار فيه عدد من لاعبي المنتخب المغربي تمثيل بلدهم الأم، حتى وإن كانوا قد وُلدوا وعاشوا في بلدان أخرى، ويحملون جنسياتها، أبرزهم أشرف حكيمي، وحكيم زياش، ورومان سايس.
بدأ من فرنسا وعاد إليها بعد مشاكله في نادي أرسنال الإنجليزي
وُلد ماثيو كندوزي في مدينة بواسيه التي تقع في الشمال الغربي لفرنسا، في 14 أبريل/نيسان من سنة 1999، من أب مغربي وأم فرنسية.
إذ ظهرت موهبته في كرة القدم عندما كان طفلاً، فقامت عائلته بضمه إلى أكاديمية باريس سان جيرمان، وهو في سن السادسة، واستمر في التكوين داخل أسوارها منذ سنة 2005، إلى غاية 2014.
وبعد ذلك انتقل للعب ضمن نادي لوريان الفرنسي في الدرجة الثانية، لينتقل إلى الفريق الأول سنة 2016، ويستمر معه إلى غاية سنة 2018، لكن النادي عرف انتكاسات كثيرة، ولم يتمكن من تحقيق أي انتصارات خلال تلك المواسم.
وبعد ذلك تمكن كندوزي من الانتقال إلى نادي أرسنال الإنجليزي، في فترة الانتقالات الصيفية سنة 2018، بصفقة قدرت بحوالي 7 ملايين جنيه إسترليني.
وكانت أول مباراة له رفقة أرسنال ضد النادي الذي تكون على يده، باريس سان جيرمان، إذ تمكن من التألق ومساعدة فريقه الفوز، ومن هناك بدأت رحلة تألقه في الدوري الإنجليزي، وحصد عدة ألقاب، من بينها أفضل لاعب في النادي.
لكن وبالرغم من موهبته الكروية، كان ماثيو كندوزي كثير المشاكل بين لاعبين النادي الإنجليزي، وغير منضبط داخل وخارج الملعب، مما جعل مدرب النادي ميكيل أرتيتا يقرر إبعاده عن اللعب في الفريق الأول، ومنعه من التدريب سنة 2020.
ومباشرة بعد ذلك، تمت إعارته خلال موسم 2020/ 2021 إلى نادي هيرتا برلين الألماني، ثم إلى نادي أولمبيك مارسيليا الفرنسي، خلال موسم 2021/ 2022.
وبعد انتهاء الموسم، قرر النادي الفرنسي التعاقد مع اللاعب ذي الأصول المغربية، بعد أن تم فسخ عقده مع النادي الإنجليزي أرسنال.
ماثيو كندوزي.. لاعب المنتخب الفرنسي في دكة الاحتياط
بالرغم من حمله الجنسية المغربية، إلى جانب الفرنسية، فإن ماثيو كندوزي دائماً ما كان يفضل حمل قميص المنتخب الفرنسي، وأشار إلى ذلك في أكثر من تصريح صحفي، معبراً عن رغبته في تمثيل الديوك لا غير.
إذ إنه ابتداء من سنة 2016، أي عندما كان في بداية مساره الكروي الاحترافي، مثل كندوزي منتخب فرنسا لأقل من 18 سنة، ثم انتقل إلى منتخب أقل من 19 سنة، في السنة الموالية، وتدرج بين الفئات إلى أن تمكن من حجز مقعد له بين لاعبي منتخب الديوك الرئيسي، ابتداء من سنة 2019، لكنه لم يتمكن من خوض ولا أي مباراة إلى غاية الآن، بسبب وجوده في دكة الاحتياط.
كما أنه يعتبر واحداً من لاعبي المنتخب الفرنسي الذي ينافس منتخب بلده الأصلي المغرب، إلا أن المدرب لم يعطِه فرصة اللعب بين التشكيلة الرسمية، طيلة أدوار مونديال قطر 2022.
رفض المنتخب المغربي لتمثيل الديوك
قدم المغرب أكثر من فرصة للاعب ماثيو كندوزي من أجل الانضمام إليه، عندما كان المنتخب تحت قيادة المدرب الفرنسي هيرفي رونار.
إذ اقترح رونار على كندوزي الانضمام إلى منتخب المغرب سنة 2017، من أجل المشاركة في مونديال روسيا 2018، إلا أنه رفض عرضه.
وعاد مدرب أسود الأطلس، سنة 2018، بعد كأس العالم، لتقديم نفس العرض إلى اللاعب الذي كان ضمن تشكيلة نادي أرسنال الإنجليزي، من أجل الانضمام إلى المنتخب المغربي، والمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا 2019، لكن الجواب كان بالسلب مرة أخرى.
وفي تصريح سابق له عبر قناة "كنال + رياضة" الفرنسية، قال الكندوزي إن حلمه دائماً كان هو حمل قميص المنتخب الفرنسي، وهو الأمر الذي يعمل جاهداً من أجل تحقيقه.
وأشار في نفس التصريح إلى أن السبب الذي دفعه للعب رفقة المنتخب الفرنسي لفئة أقل من 19 سنة، هو تحقيق حلم الوصول إلى الفريق الأول.
وبعد تصريحاته هذه، التي انتشرت في وسائل الإعلام نهاية سنة 2018، لم يتم ضم اسم ماثيو إلياس الكندوزي إلى لائحة اللاعبين المرشحين للعب في صفوف المنتخب المغربي، خصوصاً خلال إقصائيات، ونهائيات كأس العالم، سواء من طرف المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش، أو المغربي وليد الركراكي، الذي تمكن من قيادة المغرب إلى نصف النهائي، حيث سيلتقي منتخبا فرنسا والمغرب.
لكن وبالرغم من اختياره اللعب ضمن منتخب الديوك، فإن ماثيو سيكون شاهداً على مباراة بلده الأم، والبلد الذي يحمل جنسيته من دكة الاحتياط فقط، كون المدرب الفرنسي يعتمد على لاعبين آخرين في التشكيلة الرئيسية للمنتخب.