لا شكَّ أن قوانين كرة القدم قد عرفت عدة تطورات، واختلافات، على مر السنين، خلال بطولة كأس العالم، وذلك من أجل تحسين ظروف اللعب، والتقليل من المشاكل التي تحصل في رقعة الميدان.
وغالباً ما يكون السبب وراء القوانين المستجدة هو ملاحظة بعض المشاكل، أو الخروقات، بين المنتخبات المشاركة في البطولة العالمية، مما يضطر الفيفا لإحداث تغييرات جديدة.
وعرف مونديال قطر 2022 حصة مهمة من التغيرات الحاصلة في قوانين الساحرة المستديرة، التي أضيفت إلى التغيرات الأخرى، التي طرأت منذ سنوات.
البطاقات الحمراء والصفراء والسماح بتبديل اللاعبين
عرفت النسخة التاسعة من كأس العالم، التي أقيمت في المكسيك، سنة 1970، إصدار قانونين جديدين، كان أولها هو إشهار البطاقتين الصفراء والحمراء لأول مرة، بعد أن تم تجريبها في أولمبياد سنة 1968.
وكانت البطاقات الصفراء والحمراء عبارة عن أداة تواصل سهلة بين اللاعبين والحكم، الذي كان يجد سابقاً صعوبة في التواصل مع اللاعبين، عندما تكون لغاتهم مختلفة.
فيما كان القانون الثاني عبارة عن السماح للمدرب بإجراء تبديلين في صفوف اللاعبين خلال المباراة، الأمر الذي يساعده على اختيار لاعب جديد من الممكن أن يكون أداؤه أفضل، أمام الخصم.
لعب المباراتين الأخيرتين من دور المجموعات في وقت واحد
بعد أن كان المنتخب الجزائري ضحية لمؤامرة بين منتخبي ألمانيا الغربية، والنمسا، والتي سميت بفضيحة خيخون، في مونديال سنة 1982، بسبب اتفاق بين المنتخبين الأوروبيين، من أجل ضمان التأهل للدور 16، على حساب الجزائر.
قرر الاتحاد الوطني لكرة القدم إصدار قانون جديد، وهو إقامة المباراتين الأخيرتين من دور المجموعات في وقت واحد، وذلك من أجل منع حصول نفس هذه المؤامرة في المستقبل.
وفي تفاصيل المباراة، التي جمعت النمسا وألمانيا الغربية، فقد اتفق الفريقان على منح هدف لصالح المنتخب الألماني، لكي يضمن التأهل للدور المقبل، وهذا ما حصل بالفعل، مما جعل الجزائر خارج المنافسة بعد أن أصبحت نقاطه أقل، ولا تؤهله للمرور للدور 16، بالرغم من أنه كان المرشح الأكبر للمرور.
منع حارس المرمى من التقاط الكرة باليد
ومن بين القوانين التي تم تعديلها، هي منع حارس المرمى من إلتقاط الكرة باليد، وإعادة رميها، في حال إرجاعها له من طرف اللاعب بالقدم.
وكانت آخر مباراة كرة قدم تم فيها اعتماد نفس هذا الأسلوب، ضمن نهائي كأس العالم، كانت تلك التي جمعت بين منتخبي مصر وإيرلندا سنة 1990.
إذ إن المنتخب المصري أراد الحفاظ على التعادل خلال مباراته ضد إيرلندا، في الدور الأول من المونديال، من أجل ضمان الفوز، فقام اللاعب هاني رمزي بتمرير الكرة لحارس المرمى أحمد شوبير، الذي كان يعيدها له باليد، وتكرر هذا المشهد بشكل مستمر خلال المباراة، التي وصفتها الجماهير على أنها الأكثر مللاً في تاريخ كأس العالم حينها.
وقد تم اعتماد هذا الأسلوب في التقاط الكرة من حارس المرمى مرة أخرى، سنة 1991، خلال مباراة أخرى جمعت بين نادي بوكا جونيورز الأرجنتيني، ونادي أوريتني البوليفي، بعيدا عن كأس العالم.
وارتأت الفيفا تغيير القانون بعد ذلك، ومنع حراس المرمى من إلتقاط الكرة باليد، عند حصولهم عليها من طرف زميلهم، عن طريق رميها بالقدم، خصوصاً أن بعض الحراس كانوا يحتفظون بها لوقت طويل قبل إعادة رميها، خلال مباريات سابقة، في بطولات مختلفة.
حكم خامس في مباريات كأس العالم
بعد أن تم تحديد وجود حكم رابع في مباريات القدم خلال سنة 1991، تم تغيير هذا القانون في مونديال سنة 2006، الذي نظم في ألمانيا.
إذ أصبح الفيفا يسمح بوجود حكم خامس في المباراة، من أجل المساعدة في حل المشاكل التي تتسبب في جدل تحكيمي خلال المباراة.
ويتمحور دور الحكم الخامس في الجلوس بالقرب من الشاشة، من أجل مراقبة تفاصيل المباراة هناك، والرجوع إليه رفقة بقية الحكام المتواجدين بالقرب من المرمى.
قوانين جديدة في مونديال قطر 2022
أما فيما يخص أبرز القوانين التي عرفها كأس العالم خلال دورة قطر 2022، فقد تم تطبيق العديد منها، أولها كان السماح بإجراء خمس تبديلات بين اللاعبين في المباراة الواحدة.
كما تم اعتماد كرات جديدة، بداخلها جهاز استشعار، يحدد ما إذا كان هناك تسلل أم لا، إذ إن البيانات التي تقدمها تبين نقطة الركلة بشكل دقيق، ليكون التحكيم أكثر مصداقية.
كما أنه خلال مونديال قطر تم تطبيق قانون احتساب الدقائق الضائعة خلال المباراة، وتعويضها كاملة خلال الوقت البدل الضائع، من بينها لحظات احتفال اللاعبين بعد تسديد الهدف، مما جعل فترة اللعب طويلة مقارنة بالنسخ السابقة من المونديال.