سجَّل ليونيل ميسي وإنزو فرنانديز هدفين جميلين في الشوط الثاني؛ ليقودا الأرجنتين للفوز 2-صفر على المكسيك المقاتلة في المجموعة الثالثة بكأس العالم لكرة القدم يوم السبت الماضي، ليُحيي "راقصو التانغو" آمالهم في البطولة.
وفي مباراته الدولية الخامسة، سجل إنزو فرنانديز هدفه الأول للأرجنتين ضد المكسيك في الجولة الثانية من مرحلة المجموعات لكأس العالم، من صناعة ليونيل ميسي إلى إنزو فرنانديز على وجه الخصوص، ليثير هذا الهدف قصة لا تحدث إلا في الدراما.
سنعود بالزمن إلى الوراء قليلاً وتحديداً عام 2016 بعد خسارة الأرجنتين للقب كوبا أمريكا أمام تشيلي بركلات الترجيح، وأعلن ميسي اعتزاله دولياً بعد ذلك بضغط كبير عليه وعلى الفريق.
وقبل أن يتراجع عن قرار الاعتزال ويواصل رحلته مع المنتخب الأرجنتيني حتى فوزه بكوبا أمريكا عام 2021، كتب إنزو فرنانديز "وهو ما زال شاباً صغيراً" عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، رسالة عاطفية لميسي يثنيه فيها عن قرار اعتزاله.
وجاءت الرسالة كالتالي:
"كيف سنقنعكم بأننا أموات، وأننا لم نشهد في حياتنا سوى 1٪ من الضغط الذي يقع الآن على عاتقكم؟".
"تستيقظ في الصباح وتنظر في المرآة وأنت تعلم أن حشداً من أكثر من 40 مليون شخص لا يريدون منك فقط القيام بأشياء مثالية، بل يفرضون عليك مطالبهم بشكل يبعث على السخرية".
"كيف سنقنعك بأننا لا نستطيع أن نفهم أنك إنسان، شخص ذو موهبة لا مثيل لها، أفضل لاعب على هذا الكوكب ولكنه شخص على أي حال، كيف يمكننا إقناعك إذا لم نتوقف للحظة لإدراك أنك لست مسؤولاً عن الغضب الذي يتسبب في خسارتنا، غالباً بسبب ما نشعر به من إحباطات سابقة يتم إيقاظها".
"دعونا ننظر في المرآة ونسأل أنفسنا إذا كنا نسأل 1٪ مما نطلبه من هذا الصبي الذي لا نعرفه حتى".
"كيف نقنعك أنه من الصعب علينا أن نرى العالم كله يصفق لك، في إجازتك قد تستلقي على الشاطئ، لكن هناك تجري وتمثل ألواننا، وفي المقابل نتحقق من المسافة التي قطعتها أو إذا غنيت النشيد الوطني أم لا؟".
"افعل ما تريد يا ليونيل، لكن رجاءً فكر في البقاء. ابقَ لتستمتع، هذا ما سلبه هؤلاء الناس منك. في عالم من الضغط السخيف، أخذوا أجمل شيء في لعبتنا، المتعة.. كما طفل كنت تحلم به بالتأكيد لتمثيل بلدك والاستمتاع".
"مشاهدتك تلعب باللونين الأزرق والأبيض هي أعظم فخر في العالم، العب من أجل المتعة لأنه عندما تستمتع بوقتك، لا تعرف مقدار المتعة التي نحظى بها.. شكراً وآسف".
وعقب هذه الرسالة لم يدُر بخلد إنزو فرنانديز أنه سيلعب يوماً ما إلى جوار مييسي، بل ويسجل هدفاً من صناعته، ليشهد مونديال قطر لحظة درامية لم يتخيلها حتى كُتاب السيناريوهات.
وحسم البديل فرنانديز النقاط الثلاث عندما أطلق تسديدة رائعة سكنت الشباك في الدقيقة 87.
وبهذا الفوز، استعادت الأرجنتين توازنها بعد الخسارة المفاجئة في المباراة الأولى 2-1 أمام السعودية.
وقفز المنتخب الأرجنتيني إلى المركز الثاني بثلاث نقاط، متخلفاً بنقطة واحدة وراء بولندا المتصدرة قبل مواجهة الفريقين في ختام دور المجموعات. وتحتل السعودية المركز الثالث ولها ثلاث نقاط بالتساوي مع الأرجنتين لكنها تتأخر بفارق الأهداف.
ويمكن للأرجنتين أن تتأهل إلى أدوار خروج المهزوم إذا فازت على بولندا يوم الأربعاء.