أصغر لاعب طرد في المونديال، ويدين بحياته إلى كلبه الذي أنقذه من الموت.. “ريجوبرت سونج” الذي يحمل آمال الكاميرونيين في قطر

يدخل منتخب الكاميرون منافسات كأس العالم قطر 2022، بهدف تجاوز خيباته المستمرة في المنافسة، فقد فشلت الكاميرون في تحقيق أي فوزٍ منذ كأس العالم إيطاليا 1990، والتي شهدت مشاركة تاريخية لزملاء روجي ميلا. 

ويستعين منتخب الكاميرون بتجربة وخبرة واحدٍ من أساطيره، ويتعلق الأمر باللاعب السابق والمدرب الحالي لمنتخب الأسود غير المروّضة، ريجوبرت سونج، الذي يُعتبر صاحب أكثر المشاركات مع الكاميرون. 

أرقام قياسية كثيرة لروجوبرت سونج في كأس العالم

وُلد ريجوبرت سونج بمدينة نكانغليكوك الكاميرونية في اليوم الأول من يوليو/تموز 1976، لأمه برناديت سونج، وأبيه الراحل بول سونج، وعلى هذا النحو، لم يكن سونج يعرف والده، لكنه مع ذلك كان ينسب كل نجاحه له، فقد كان غياب والده عن حياته قوة دافعة قوية له.

خلال سنوات مراهقته، بدأ سونج في مداعبة كرة القدم، وقد عرف عليه استبداده عند ممارسة اللعبة بمسقط رأسه، وما ساعده على ذلك قوته البدنية الهائلة التي سمحت له باللعب ضد لاعبيين يكبرونه عمراً بكثير.

بحيث بدأ سونج مسيرته الكروية مع نادي تونير ياوندي في موسم 1994/1993، وفي عام 1994 جاءت اللحظة الحقيقية لريجوبرت سونج، والتي غيّرت مساره في عالم كرة القدم، وذلك بعد نجاحه في اختبارات الكشافة الفرنسية لنادي ميتز، وهي اللحظة التي أدرك فيها ريجوبرت أنه سيكون ثرياً في النهاية.

انتقل حينها سونج إلى نادي ميتز الفرنسي في نفس السنة، واستمر معه حتى موسم 1997، بحيث لعب 123 مباراة وسجل 3 أهداف.

بانتقاله إلى ميتز، كان حلم سونج في ارتداء القميص الكاميروني قد تحقق، حين استُدعي للمشاركة في نهائيات كأس العالم أمريكا 1994، في تلك المسابقة، دخل تاريخ كأس العالم من خلال حصوله على بطاقة حمراء في مباراة فريقه مع البرازيل، ليصبح أصغر لاعب كرة قدم يحصل على بطاقة حمراء في تاريخ بطولة كأس العالم، حين كان عمره 17 سنة فقط.

كما كان لسونج رقم ثانٍ، إذ اشترك مع قائد منتخب الكاميرون حينها روجي ميلا في رقمٍ غريب، وهو أكبر فجوة عمرية بين زميلين في تاريخ كأس العالم، بلغت 24 عاماً و42 يوماً، فقد كان روجي ميلا يبلغ من عمر 42 عاماً و35 يوماً، أما ريجوبيرت سونج فكان يبلغ من العمر 17 عاماً و35 يوماً.

وفي موسم 1997/1998 انتقل إلى نادي ساليرنيتانا الإيطالي، ولعب معه 4 مباريات، وسجل هدفاً واحداً.

وفي عام 1998، كانت النقلة الكبيرة لسونج، حين وقّع مع نادي ليفربول الإنجليزي، ولعب معه حتى عام 2000، وشارك معه في 33 مباراة. 

وكان سونج مع موعد مع المشاركة في كأس العالم فرنسا 1998، أين دخل تاريخ كأس العالم برقمٍ آخر حين طُرد في مباراة الكاميرون مع تشيلي، فأصبح أول لاعب يُطرد من كأسي عالم مختلفين، وكان الوحيد حتى طُرد زين الدين زيدان من نهائي 2006 فشاركه الرقم.

 وفي عام 2000 انتقل إلى نادي وست هام يونايتد الإنجليزي، ولعب معه حتى عام 2002، وشارك معه في 24 مباراة، وفي موسم 2002/2001 أعير إلى نادي كولن الألماني، ولعب معه 16 مباراة.

وفي عام 2002 انتقل سونج إلى نادي لينس الفرنسي، ولعب معه حتى عام 2004، وشارك معه في 65 مباراة وسجل 4 أهداف.

كما أنه كان على موعد مع المشاركة مع منتخب الكاميرون في كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي، ومن حسن حظ سونج أنّه لم يتحصّل على بطاقة حمراء لثالث مرة. 

لعب بعدها سونج مع نادي غلطة سراي التركي بين العامين 2004 و2008، ثم انتقل بعدها لنادي ترابزونسبور التركي الذي اعتزل معه بعد مشاركته الرابعة في كأس العالم جنوب إفريقيا 2010. 

كان ريجوبرت سونج اللاعب الوحيد الذي لعب في كأس العالم لسنوات 1994، 1998، 2002، 2010.

وعندما قرر خلع قميص "الأسود غير المروّضة" بعد رحلة امتدت 16 عاماً كان قد لعب سونج مع الكاميرون 137 مباراة دولية وأحرز خلالها 4 أهداف.

كما أن مسيرته الدولية تتزين بمشاركته في 8 بطولات لكأس الأمم الإفريقية، من بينها البطولتان اللتان فازت بهما الكاميرون عامي 2000 و2002، كما كان قائداً لمنتخب بلاده في 5 من هذه البطولات.

سونج يدين بالحياة لكلبه الذي أنقذه من الموت المحقق

في الثالث من أكتوبر/تشرين الأوّل 2016، كان ريجوبير سونج مع لحظة مأساوية في حياته، عندما كافح الأطباء الكاميرونيون والفرنسيون لأيام لإنقاذ حياته، بعد أن أُصيب بسكتة دماغية.

وكان سونج قد أصيب بجلطة دماغية في منزله في ياوندي مما أدى إلى دخوله في غيبوبة.

ووفقاً لما سرده سونج بعد تعافيه من الجلطة، أنّه مدين بالحياة لكلبه الذي أنقذه من الموت، بعد أن بدأ بالنباح عندما كان سونج بين الحياة والموت، ليتفطّن أحد الجيران ويستدعي الإسعاف. 

لولا كلبه لمات. ومع ذلك، تم الإبلاغ على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي والعديد من المواقع الإخبارية أنه قد مات بالفعل.

ويذكر سونج أنه عندما كان في الغيبوبة، رأى والده الذي أخبره أنه بخير!

يعتقد سونج أن معجبيه وعائلته وأقاربه، وعلى وجه الخصوص، رئيس بلاده، بول بيا، هم الذين دفعوا 78 ألف دولار، ثمن فواتير الطبية التي أنقذه.

مسيرة تدريبية متواضعة لا تعكس تاريخ سونج

مسيرة سونج التدريبية متواضعة جداًـ ففي أواخر عام 2015، وردت أنباءٌ عن أن سونج كان على وشك أن يصبح مديراً للمنتخب التشادي، لكن لم يتم وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق بين الطرفين لأسباب غير معروفة.

وفي فبراير/شباط 2016، تم تعيين سونج مدرباً للمنتخب الكاميروني المحلي المكون من لاعبين مقيمين في الكاميرون.

ومع فشل منتخب الكاميرون في الفوز بكأس إفريقيا 2021 والتي احتضنتها الكاميرون، قام صامويل إيتو رئيس الاتحاد الكاميروني بالاستعانة بصديقه ريجوبرت سونج من أجل قيادة فريق الأسود غير المروّضة. 

كان أمام سونج مهمة تأهيل الكاميرون إلى كأس العالم، ومن أجل ذلك كان عليه خوض مباراتين حاسمتين مع منتخب الجزائر في شهر مارس/آذار 2022. 

ورغم انهزامه في ياوندي بهدف لصفر، نجح سونج في كسب رهان التأهل إلى المونديال، وذلك بعد أن حقق فوزاً في آخر ثواني مقابلته مع الجزائر.

ومنذ تأهله لكأس العالم لم يحقق سونج مع الكاميرون سوى فوزٍ واحد، جاء أمام منتخب بوروندي في تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2023. 

الخسارة مع سويسرا تؤجل حلم الكاميرونيين 

يأمل الكاميرونيون في أداء مونديال مشرّف يذكرهم بإنجازهم في كأس العالم إيطاليا 1990، خصوصاً بعد تولي ريجوبرت سونج مسؤولية تدريب الأسود غير المروّضة، الذي يمتلك خبرة واسعة من خلال مشاركاته الأربعة في المونديال. 

 وفي أوّل مقابلة له في كأس العالم قطر 2022، فشل سونج في تحقيق أوّل فوز للكاميرون في كأس العالم منذ مونديال 1990، عندما تكبّد أول خسارة له في المنافسة، بعد انهزامه ضد منتخب سويسرا بهدف اللاعب الكاميروني الأصل، بريل إمبولو الذي سجله في الدقيقة 48. 

ويبدو أن مهمة سونج ستكون صعبة في تحقيق نتائج جيدة، إذ عليه الفوز بمباراتيه المقبلتين، إذا أراد تحقيق التأهل، وهذا ما لم يحدث في تاريخ مشاركات الكاميرون منذ مونديال 1990.

ويواجه منتخب الكاميرون بقيادة سونج منتخب صربيا في الجولة الثانية، ومنتخب البرازيل في آخر جولة.