يتعيَّن على الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي أن تنحي جانباً الهزيمة المفاجئة أمام السعودية، التي تسببت في جرح غائر لكرامتها، وأن تستدعي الروح القتالية لجيل سابق واجه انتكاسة مماثلة في 1990، إذا أرادت الفوز بكأس العالم للمرة الثالثة.
وبدأت محاولة ميسي الخامسة والأخيرة لتخليد اسمه مثل دييغو مارادونا بين الأرجنتينيين، من خلال الفوز بأكبر لقب في كرة القدم بشكل كارثي، حيث تجرّعت الأرجنتين هزيمة منكرة 2-1 أمام السعودية، أمس الثلاثاء، في واحدة من أكبر مفاجآت البطولة على مر تاريخها.
هل التاريخ يعيد نفسه مع الأرجنتين؟
ومع ذلك، قد يتشجع ميسي وفريقه البائس حين يتذكر ما حدث قبل 32 عاماً، عندما بدأت الأرجنتين كأس العالم في إيطاليا بخسارة مفاجئة أمام الكاميرون، لكنها واصلت طريقها لتبلغ النهائي.
وقال مدافع الأرجنتين السابق بابلو زاباليتا: "هل مازلنا نستطيع الفوز بها؟ بالطبع نعم"، مستشهداً بنسخة 1990، رغم أن الفريق القادم من أمريكا الجنوبية خسر المباراة النهائية وقتها أمام ألمانيا الغربية.
وأضاف وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز: "لا يزال المشوار طويلاً، لكن الأرجنتين الجريحة ستضحك في النهاية".
ولم ينطق لاعبو الأرجنتين من الصدمة أثناء مغادرتهم ملعب لوسيل، بعد خسارة سجلهم الرائع بعدم الهزيمة في 36 مباراة متتالية، بينما احتفل السعوديون بجنون من حولِهم.
فيما استعاد لاعبو الأرجنتين حماسهم، وتحوّل تركيزهم إلى مباراتين صعبتين قادمتين في المجموعة الثالثة ضد المكسيك وبولندا.
وقال ميسي لزملائه: "حان الوقت الآن لنكون متّحدين أكثر من أي وقت مضى لإظهار قوتنا الحقيقية، الأمر متروك لنا لإصلاح ما فعلناه بشكل سيئ".
لنفعلها من أجل ميسي وروح مارادونا
ووجَّه المدرب ليونيل سكالوني الرسالة نفسها لفريقه قائلاً: "ليس لدينا أي خيار سوى رفع المعنويات والمضي قدماً، سنحلل الهزيمة بهدوء، ويجب أن نعمل على الجوانب التي لم تسِر على ما يرام".
وقد يركز سكالوني في التدريبات على ضرب مصيدة التسلل، بعد أن وضع ميسي ولاوتارو مارتينيز الكرة في الشباك 4 مرات فيما بينهما في الشوط الأول، أمام منتخب السعودية، لكن الحكم احتسب هدفاً واحداً فقط لصالح ميسي من ركلة جزاء.
ورغم أن الأرجنتين عزَّزت دفاعها في الآونة الأخيرة، ليواكب قوتها الهجومية الضاربة، عانى الفريق من فترة عدم تركيز لمدة عشر دقائق مجنونة، سجل خلالها السعوديون هدفين ليقلبوا المباراة.
ويجب على سكالوني أن يعيد بسرعة الصلابة الدفاعية التي خدمت الأرجنتين كثيراً لتحقق سجلاً رائعاً بعدم الهزيمة منذ منتصف 2019، لتحتل المركز الثالث في التصنيف العالمي، وتصبح أبرز المرشحين للقب في قطر.
وفجّر المنتخب السعودي مفاجأةً من العيار الثقيل؛ ليصعق الأرجنتين ويخرج منتصراً عليه 2-1، في واحدة من كبرى المفاجآت في تاريخ المونديال، في اللقاء الذي جمع بينهما على استاد لوسيل، الثلاثاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني، ضمن منافسات الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثالثة في نهائيات كأس العالم 2022.