تعتبر قمصان لاعبي كرة القدم واحدة من بين أهم رموز الفريق الذين يلعبون إلى جانبه، إذ إنه يشير إلى الانتماء، سواء أكان الفريق نادياً، أم منتخباً، ومساحة للتعبير عن رسائله، إضافة إلى الإعلانات التي تطبع عليه، وتعتبر من بين مصادر ربح الفرق الكروية.
وقد مر قميص لاعبي كرة القدم بعدة تغيرات، سواء تعلق الأمر بالقماش، أم التصميم، أم اللون، ليصل إلى شكله النهائي الحالي، والذي يوفر اللاعبين الراحة خلال المباريات.
قمصان لاعبي كرة القدم من القطن والصوف
لأن بداية رياضة كرة القدم لم تكن لها قواعد، إذ يمكن لمجموعة من الناس اللعب بشكل جماعي؛ لم يتم التفكير في تخصيص قمصان موحدة لللاعبين، فكان كل شخص يرتدي ما يحلو له.
وفي سنة 1879، قام الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بإنشاء قواعد من أجل تحديد كل فريق، عن طريق زي رسمي، ليتمكن المتفرجون من التمييز بين لاعبي الفريقين.
وكانت بداية صناعة الزي الرسمي للاعبي كرة القدم مختلفة تماماً عما هو موجود حالياً، إذ إن القمصان كانت مصنوعة من القطن والصوف، والسراويل كانت طويلة، تتجاوز الركبة.
وكان يقوم اللاعبون بصناعة قمصانهم بشكل فردي، كل واحد من طرف خياط مختلف، الأمر الذي جعل كرة القدم لعبة للأشخاص الميسورين مادياً، لأنهم الوحيدون القادرون على تحمل تكلفة خياطة قمصانهم الخاصة.
ومع مرور الوقت، أصبحت إدارة الفرق هي من يتكلف بصناعة قمصان اللاعبين، إذ إن التصميم الذي كان شائعاً، خلال نهاية القرن 19، هو ذو الرقبة المستديرة، لكنه لم يدم طويلاً، لتتحول بعض التصميمات على شكل حرف V، وسراويل أقصر.
تغيير قميص حارس المرمى وترقيم اللاعبين
على الرغم من توحيد قمصان اللاعبين، إلا أن حارسي المرمى كانوا يرتدون اللون نفسه، إلى حدود سنة 1909، حيث تم سن قانون يفرض تغيير لون قميص حارس المرمى، من أجل تمييزه عن باقي اللاعبين.
وفي سنة 1928، ومن أجل التفريق بين اللاعبين بشكل أحسن في الملعب، تمت إضافة الأرقام في الجهة الخلفية من القميص، إذ تم تطبيقها أول مرة في كأس الاتحاد الإنجليزي، في المباراة التي جمعت مانشستر سيتي وإيفرتون.
وكانت طريقة ترقيم اللاعبين خلال هذه المباراة، ابتداءً من رقم 1 إلى 11 من أجل لاعبي نادي إيفرتون، ومن 12 إلى 22 من أجل لاعبي مانشستر سيتي.
البوليستر يعوض الصوف لراحة اللاعبين
لأنها كانت مصنوعة من الصوف والقطن، الذي يمتص العرق والماء، في حال كانت المباراة تمر في أجواء ممطرة، لم تكن قمصان لاعبي كرة القدم مريحة، فتم تغييرها من طرف شركة "أمبرو" خلال سنوات الخمسينيات، التي صنعت قمصاناً جديدة من مادة لامعة، وكان أول من يرتديها هو فريق بولتون، سنة 1953، في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.
وفي بداية التسعينات، وجدت مادة النايلون والبوليستر مكانها في صناعة قمصان لاعبي كرة القدم، وذلك كونها مريحة خلال المباريات الطويلة.
ومنذ ذلك الوقت، أصبحت القمصان تصنع من هذه المواد، بفضل قدرتها على امتصاص أقل للسوائل، إذ إنها تمتص فقط 0.4% من وزنها، عكس القمصان التي كانت تصنع من القطن، والتي تمتص 7% من وزنها.
إذ إن ألياف النايلون والبوليستر تساعد على تبخر المياه التي تتدفق عليها، وتمنع القماش من امتصاصها، لتكون بذلك كأن القماش يتنفس.
قمصان تساعد على تعديل درجة الجسم خلال اللعب
ولقمصان البوليستر عدة خصائص، غير امتصاص السوائل، أهمها مساعدة اللاعب على الحفاظ على برودة وجفاف جسمه في حال ارتفعت درجة حرارة جسمه، أو درجة حرارة الجو.
أما في حال كانت درجة الحرارة منخفضة، فإن القمصان تعمل على تدفئة جسم اللاعب، والشعور بالراحة، على الرغم من أن أحوال الطقس تستدعي ارتداء ملابس ثقيلة.
وخلال السنوات الأخيرة، أصبحت الماركات المصنعة لقمصان لاعبي كرة القدم توفر خدمات مختلفة، من بينها خدمة التدليك، التي تساعد على زيادة قوة العضلات خلال اللعب، والتعافي من التعب والجهد المبذول بشكل سريع.