نظام ذكاء اصطناعي و20 ألف كاميرا! قطر تستعد لتوفير “آمنِ” تجربة مشاركة في مونديال كرة قدم

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/14 الساعة 17:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/15 الساعة 21:36 بتوقيت غرينتش
استاد لوسيل أكبر الملاعب المشيدة لاحتضان مباريات مونديال قطر 2022 / الأناضول

لن يتمكن "مسيئو التصرف" من مشجعي مونديال كأس العالم المنتظر في قطر، من الهروب من أعين 20 ألف كاميرا نصبت في الملاعب الثمانية وحدها، ضمن نظام أعدته الدوحة لضمان سلامة وأمان الجماهير، بحسب ما نشرته  صحيفة The Telegraph البريطانية، الإثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.  

وتنطلق ضربة بداية كأس العالم 2022 بقطر، في نسختها الثانية والعشرين، في بطولة استثنائية تقام خلال الفترة من 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري حتى 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

بحسب الصحيفة البريطانية، فقد أنشأت الدوحة مركز مراقبة متطوراً، تكمن  مهمته في نقل التعليمات إلى طاقم الأمن على الأرض، للتعامل مع أي مشكلة فور أن تبدأ.

تقول هيئة التنظيم إن برامج الذكاء الاصطناعي التي سيتم استخدامها شديدة التطور، والكاميرات قوية بما يكفي لمراقبة أي تجاوزات أو اعتداءات بين المتظاهرين. 

وقد تأسس هذا النظام المركزي تحسباً لنهائيات كأس العالم ويتحكم في جميع الملاعب الثمانية عن بُعد، فبإمكان الموظفين الجالسين خلف الشاشات ضبط درجة الحرارة في الملعب، وإغلاق الأبواب وفتحها، والتحقق من تدفق الجماهير ومعرفة عدد الأشخاص بأي منطقة من الملعب في أي وقت. 

معالجة المشاكل قبل وقوعها 

من جانبها، لا ترى السلطات القطرية أن هذا يمثل أي مشكلة للخصوصية، بل ترى أن المراقبة المكثفة إلى جانب البيانات التي تقدمها عن حركة الجماهير والازدحامات المحتملة، ستمكنها من تحديد المشكلات المحتملة قبل تطورها. يقول رئيس التكنولوجيا في اللجنة المنظمة نياس عبد الرحمن: "سلامة وأمن المشجعين لهما الأهمية القصوى. نريد أن نضمن سلامة وأمان البطولة".

حيث قال عبد الرحمن إن الكاميرات التي يمكنها التقاط وجه في الحشد من الجانب الآخر للملعب  شديدة التطور لدرجة أن بإمكانها العثور على طفل ضائع في بحر من الناس عن طريق تقنية التعرف على الوجه. وبإمكان الذكاء الاصطناعي التقاط المدخنين. إذ يُمنع التدخين في جميع الملاعب الثمانية. وجميعها مغلقة حالياً ولا يُسمح بدخولها إلا للموظفين المعتمدين من الفيفا وموظفي التنظيم المحليين.

وأقر عبد الرحمن بأن بعض برامج الذكاء الاصطناعي تواجه صعوبة بالغة في التمييز بين تعبيرات المشجعين الغاضبين من أداء فريقهم ومن يهمون بارتكاب أعمال عنف، ورسومات الوجه قد تؤثر أيضاً على التقديرات.

على أن المسؤولين عن التنظيم في قطر لا يتوقعون حدوث أعمال عنف على نطاق واسع. وأخطر سلوك محظور سيضطرون إلى التعامل معه على الأرجح هو وقوف المشجعين المتحمسين على المقاعد. وقال عبد الرحمن: "في هذه الحالة نبلغ طواقم الأمن وسيطلبون منهم الجلوس في مقاعدهم. فهدفنا الحفاظ على أمن المباراة، وأن يستمتع بها المشجعون ويعودون إلى ديارهم بذكريات جميلة عن كأس العالم في قطر".

بإمكان برنامج الذكاء الاصطناعي عدّ المشجعين في منطقة معينة من الملعب ومعرفة إن كان العدد أكبر من السعة المخطط لها. ويمكنه أيضاً استخدام تقنية التعرف على الوجه لمراجعة آلاف الساعات من التسجيلات في أرشيفه. 

فيما قال عبد الرحمن ومدير المركز أحمد حمد المهندي، إن هذه المراقبة المكثفة ليست بغرض الملاحقات القضائية أو جمع البيانات وإنما الحفاظ على الأمن.

استعدادات مستمرة في قطر

وتواصل وحدة الدفاع ضد أسلحة الدمار الشامل في قطر، مسحاً أمنياً لملاعب بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، قبيل انطلاقها؛ لتأكيد خلوها من المواد الكيماوية والمشعة.

فيما قالت وزارة الداخلية القطرية في أكتوبر/تشرين الأول 2022،  إن أكثر من 50 ألف شخص تدربوا على ضبط الأمن خلال كأس العالم لكرة القدم بالتوافق مع معايير الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) وبمساعدة قوة أمن دولية تحت قيادة قطرية.

أضافت الوزارة أن "مشاركة قوات من دول صديقة بمهارات متخصصة ستشكل إضافة حقيقية للقوى الأمنية للبطولة.. وستعمل هذه القوى تحت مظلة قيادة قطرية موحدة". وتقدم تركيا ثلاثة الآف من شرطة مكافحة الشغب وقالت إنهم يعملون تحت القيادة التركية، بحسب رويترز.

تحميل المزيد