مع اقتراب بطولة كأس العالم تتجه الأنظار في العادة إلى منتخب البلد المضيف على الظهور بشكل جيد، ومستوى يتناسب مع حجم أهم حدث رياضي.
قطر الصغيرة من حيث المساحة الجغرافية، الكبيرة من حيث الطموح والقدرة على مواجهة الصعاب والتحديات الكبيرة، سيكون منتخبها العنابي تحت الأنظار، خاصة مع التطور الكبير الذي شهدته كرة القدم من التتويج بكأس آسيا 2019 إلى التأهل التاريخي لنصف بطولة الكونكاكاف.
ما جعل المراقبين يعلقون آمالاً كبيرة على منتخب قطر، الذي يقع في المجموعة الأولى الصعبة جداً إلى جانب منتخبات هولندا والسنغال والإكوادور.
تطور منتخب قطر لكرة القدم
منتخب قطر لكرة القدم شهد تطوراً كبيراً في الفترة الأخيرة تحت قيادة المدرب الإسباني فليكس سانشيز، وقد أعد العنابي العدة لكأس العالم منذ سنين، وحطم الأرقام القياسية في كأس آسيا 2019 في الإمارات باستقباله هدفاً وحيداً وكان في النهائي، قبل أن يتوج باللقب حينها.
كما توج نجوم قطر بمعظم ألقاب تلك البطولة مثل: اللاعب القطري المعز علي هداف البطولة، وأكرم عفيف أفضل لاعب في البطولة، وسعد الشيب أفضل حارس في البطولة.
وشارك العنابي استعداداً لكأس العالم في عدة بطولات؛ مثلَ كوبا أمريكا والكونكاكاف التي وصل فيها لنصف النهائي، وخاض مباريات مع عدة منتخبات أوروبية، وإفريقية، وينتظر أن يستفيد المنتخب القطري كثيراً من هذه التجربة.
ولعل السبب الرئيسي والفضل في هذا التطور، وقفزة المنتخب القطري، يعود إلى أكاديمية أسباير، وهي الأكاديمية ذاتها التي تخرج منها الجيل الحالي للعنابي، وتعتبر من أفضل الأكاديميات في العالم، وقد حظيت بالثناء الكبير من أساطير كرة القدم عليها مثل بيليه ومارادونا.
وحسابياً يمكن القول إن المنتخب القطري في مجموعة ليست سهلة المنال، إلا أنني أعتقد أنهم سيتأهلون.
حوافز المنتخب القطري
قبل سنوات لم يكن أبداً في الحسبان أنّ قطر تستطيع استضافة "المونديال"، فلو تحدثت مع شخص قبل 10 أعوام مثلاً، وسألته: هل قطر تستطيع تنظيم كأس العالم 2022؟
سيجيبك بكل تأكيد لا.
ولكنها برهنت للعالم جميعاً أنها قادرة على ذلك، والحلم الذي انتظرناهُ أصبح حقيقةً، وقد واجهت قطر الكثير من المصاعب، فواصلت على النهج الصحيح وتخطت جميع المصاعب، من هجوم كبير عليها، ومطالبات بسحبه من قبل بعض الدول الأوروبية، وها هي حالياً على بعد أيام من انطلاق المونديال.
تنظيم المنافسات
نظمت قطر العديد من البطولات حتى هذه اللحظة استعداداً لكأس العالم، كان الجميع يثني عليها وعلى تنظيمها، مثل: كأس العالم للأندية، وكأس الخليج العربي 24، وكأس العرب الأخيرة 2022، وكأس آسيا 2011.
المنشآت الرياضية
منذ تأسيسها قامت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر بالعديد من المشاريع الرياضية، مثل: ملعب البيت الذي صمم على شكل الخيمة العربية، للدلالة على الثقافة العربية والتاريخية للمجتمع القطري.
ومن الأمور أيضاً التي تميز كأس العالم في قطر، قرب المسافة بين الملاعب، فمثلاً يمكنك أن تشاهد أكثر من مباراة في اليوم الواحد في أكثر من ملعب، وستكون هذه تجربة استثنائية.
ومنذ أنْ أعلِنَ عن استضافة الدوحة لكأس العالم قطر 2022، عام 2010 ونحن جميعاً ننتظرُ هذه البطولة بلهفة، فلأول مرة ينظم بلد عربي العرس الكروي والحدث الرياضي الأكبر في العالم، فوجود هذه النسخة من المونديال هناك في الدوحة، يعطيها نكهة خاصة.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.