بين يديْ “سواريز” و”مارادونا”.. لحظات قاسية لن تنساها جماهير المونديال

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/10 الساعة 12:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/10 الساعة 12:03 بتوقيت غرينتش
هدف مارادونا الشهير باليد في مرمى إنجلتر - أرشيف

إلى جانب الشغف الجماهيري، ومتعة مباريات كرة القدم، والأجواء الجميلة، التي عادة ما تصاحب مباريات كأس العالم، إلا أن هناك لقطات سيئة وأخرى صنفت ضمن خانة الأسوأ في التاريخ.

من يد مارادونا الشهيرة في مونديال المكسيك سنة 1986، والتي أهلت الأرجنتين لربع النهائي على حساب الإنجليز، إلى يد لويس سواريز في مونديال 2010، والتي منعت هدف منتخب غانا في آخر لحظات مباراة ربع النهائي، وحرمته من تحقيق إنجاز إفريقي ببلوغ نصف النهائي كأول منتخب إفريقي يحقق ذلك التأهل التاريخي.

ربما تكون اليدان الأوروغوانية والأرجنتينية، من أسوأ اللقطات في تاريخ كأس العالم لكرة القدم، نظراً لأسباب ليس أولها مساهمتها في تحويل مسار مباريات، وعبور مستحق لفرق منافسة في كأس العالم.

قصة يد سواريز

كان المنتخب الغاني في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا الأقرب للتأهل من نظيره الأوروغواني، فبعد انتهاء الشوطين الأول والثاني بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله سجلهما كل من مونتاري لغانا ودييغو فورلان للأوروغواي، لجأ الفريقان للأشواط الإضافية، والتي كان فيها الغانيون قاب قوسين من بلوغ نصف النهائي من خلال كمية الفرص الضائعة أمام مرمى الأوروغواي.

وفي اللحظة الأخيرة من المباراة، سدد لاعب منتخب غانا أديياه الكرة برأسه باتجاه المرمى، وتجاوزت الكرة حارس منتخب الأوروغواي باتجاه الشباك، في طريقها لإعلان عبور المنتخب الغاني لنصف النهائي، إلا أن مهاجماً آخر تحول لحارس لمنتخبه، هو الأوروغواني الشهير لويس سواريز، والذي أبعد الكرة بيده عن المرمى، وحرم غانا من الهدف.

طرد سواريز، وتحصل الغانيون على ركلة جزاء وضيعوها، وانتقلت المباراة إلى ركلات الترجيح، لتعبر الأوروغواي لنصف النهائي بفضل يد سواريز، ويطلق على المبارة اسم مباراة القرن.

لاعب منتخب الأوروغواي لويس سواريز - رويترز
لاعب منتخب الأوروغواي لويس سواريز – رويترز

فلقد حملت المباراة معها إلى جانب خيبة الأمل الغانية والإفريقية، يداً أخرى كان لها الفضل في تغيير مسارات التأهل، والعبور في تاريخ كأس العالم بعد اليد الأشهر لدييغو مارادونا ضد الإنجليز في التاريخ الكروي.

ومن المفارقات الجميلة أن المنتخبين سيلعبان في المجموعة نفسها ضمن مباريات كأس العالم قطر 2022، ضمن مباريات المجموعة الثامنة، في مباراة تعوّل عليها الجماهير الغانية والإفريقية في الثأر من رفقاء سواريز.

قصة يد مارادونا 

كان يوم 22 يونيو/حزيران 1986 هناك بأرض المكسيك بأمريكا اللاتينية شاهداً على أبرز الأحداث، التي صنفت ضمن فضائح التحكيم في المونديال، القصة كان بطلها الحكم التونسي علي بن ناصر إلى جانب الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا، والضحية كان المنتخب الإنجليزي.

وبدأت القصة في الشوط الثاني، وتحديداً الدقيقة الحادية والخمسين حين تابع مارادونا الكرة بيده في الشباك بدلاً من الرأس، ولم يتابعها الحكام، وسط هتافات غاضبة من الجماهير الإنجليزية.

ومع استمرار الأحداث الساخنة في المباراة، سجل مارادونا أحد أشهر وأجمل الأهداف في تاريخ كأس العالم وكرة القدم عموماً، بعد مراوغته 7 لاعبين من الإنجليز، واضعاً هدفه الشهير والثاني في شباك الإنجليز.

هدف مارادونا المذهل أمام إنجلترا عام 1986 (رويترز)
هدف مارادونا المذهل أمام إنجلترا عام 1986 (رويترز)

وتمكن الإنجليز يومها من تقليص الفارق في الدقيقة الحادية والثمانين، عبر نجمهم غاري لينكير، إلا أن إنجلترا خرجت من البطولة بفضل يد دييغو مارادونا، وتصبح فضيحة لا تزال الجماهير الإنجليزية تتغنى بها حتى الساعة.

وأصبحت مواجهة إنجلترا والأرجنتين بمثابة كلاسيكوهات البرازيل، والأرجنتين، وألمانيا وإيطاليا، والبرازيل وإيطاليا، بفضل تلك اللحظة، والثأر الذي يتمنى الإنجليز أخذه من منتخب الأرجنتين.

وليستمر مسلسل الثأر الإنجليزي إثارة، وسخونة، فقد تواجه المنتخبان في مونديال فرنسا عام 1998 في ثُمن النهائي، وتأهلت الأرجنتين بفضل ركلات الترجيح بعد انتهاء المباراة الحماسية والقوية بهدفين لهدف، وقد كانت التعبئة الإنجليزية الإعلامية والجماهيرية لتلك المباراة كبيرة، والنتيجة، والأداء، والتشويق الذي صاحب تلك المباراة خير دليل على ذلك.

لقطات أخرى مؤثرة في المونديال

وإلى جانب يد سواريز، ومباراة غانا والأوروغواي، ويد مارادونا التاريخية، حملت بطولات كأس العالم معها مباراة صنفت ضمن الظلم الكروي، وأخرى ضمن أسوء لقطات العنف، وتعمد إيذاء اللاعبين.

ففي مونديال 2010 وأثناء مباراة ثمن النهائي بين ألمانيا وإنجلترا، حرم حكم المباراة اللاعب فرانك لامبارد من هدف صحيح بعد تجاوز الكرة خط المرمى الألماني.

 وقد كان الهدف سيساهم في عودة منتخب بلاده للمباراة، خاصة أن المنتخب الألماني متقدم حينها بهدفين لهدف، وفي الشوط الأول، وترتب على المباراة خروج المنتخب الإنجليزي الذي يصنف من أكثر المنتخبات من ناحية سوء الحظ و"المظلومية الكروية".

 أما عن اللقطات العنيفة، فقد تسبب مدافع منتخب كولومبيا كاميلو زانيغا في إصابة اللاعب البرازيلي نيمار وأقعده عن كأس العالم وعن الملاعب لشهور.

ففي مواجهة ربع النهائي من البطولة التي استضافتها البرازيل عام 2014، حرم منتخب السامبا من جهود نجمه في مواجهة ألمانيا في نصف النهائي، والتي انتهت بنتيجة تاريخية في الماراكانا البرازيلية وبنتيجة قاسية 7-1، في فضيحة لن تنساها البرازيل التي خرجت بمآسٍ كثيرة من بطولتها المفضلة.

Shutter Stock/ منتخب البرازيل الشهير بلقب السيليساو
Shutter Stock/ منتخب البرازيل الشهير بلقب السيليساو

ولعل تلك اللحظات من أبرز ما يمكننا أن نبرزه في مقالنا هذا، في انتظار ما سيسفر عنه مونديال قطر 2022 من أحداث ولقطات ستحفظ في تاريخ كأس العالم، ونحن على بعد أيام قليلة من ذلك.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد المختار
معد برامج وكاتب صحفي
محمد المختار، محرر أخبار ومُعِد برامج وكاتب صحفي، تخرج في معهد الصحافة بتونس، وحاصل على ليسانس الآداب من جامعة نواكشوط
تحميل المزيد