عرف العالم، يوم الجمعة 10 مايو/أيار 2024، عاصفة شمسية قوية، تشكّلت من خلالها مناظر مذهلة من ألوان مختلفة في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية على مستوى السماء.
وبالرغم من أنه كان يحكى أن هذه العاصفة الشمسية ستكون سبباً في انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات بمختلف أشكالها، إلا أنه حسب ما نشرته "apnews"، لم تتوفر أية تقارير تؤكد ذلك.
فيما أصدرت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي تحذيراً نادراً من عاصفة جيومغناطيسية شديدة، التي من المتوقع أن تستمر طيلة نهاية الأسبوع، وبداية الأسبوع الموالي.
إذ تشكلت هذه العاصفة على شكل شفق قطبي، وظهرت بشكل بارز في بريطانيا؛ إذ تم التقاط العديد من الصور من طرف المواطنين، الذين عاشوا هذه الظاهر، في كل من لندن وجنوب إنجلترا.
تفاصيل عن العاصفة الشمسية
حسب نفس المصدر، نقلاً عن كريس سنيل، خبير الأرصاد الجوية في مكتب الأرصاد الجوية البريطانية، قال إن هذه الظاهرة انتشرت في كل البلاد، إضافة إلى مناطق أوروبية أخرى، من بينها براغ وبرشلونة.
إذ تم تحذير كل من مشغلي محطات الطاقة والمركبات الفضائية في المدار، وكذلك الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، من طرف الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وذلك خوفاً من حدوث أي طارئ، الشيء الذي ألزمهم من أجل اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
فيما تمت الإشارة إلى أن العاصفة الشمسية لن يكون لها أي أثر على سكان الأرض، أي أنهم غير ملزمين بفعل أي شيء من أجل الوقاية منها.
إلا أنها يمكن أن تنتج أضواء شمالية في أقصى الجنوب في الولايات المتحدة مثل ألاباما وشمال كاليفورنيا، ذات البقع خضراء اللون.
وهذه البقع التي تأتي على شكل شفق قطبي، تظهر بشكل جيد جداً من خلال عدسات الهواتف، أي أفضل بكثير مما يمكن رؤيته بالعين المجردة، حسب ما أشارت إليه الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA).
الآثار المحتملة للعاصفة
تعتبر العاصفة الشمسية التي حصلت سنة 1859 هي الأشد، وقد أدت إلى ظهور الشفق القطبي في أمريكا الوسطى وهاواي.
فيما أنه منذ بدأت الدورة الشمسية الحالية في ديسمبر/كانون الأول 2019، لم يشهد المراقبون سوى ثلاث عواصف جيومغناطيسية شديدة.
أما العاصفة التي ضربت خلال سنة 2024، فمن المتوقع أن تشكل خطراً على خطوط نقل الجهد العالي لشبكات الكهرباء، وليس الخطوط الكهربائية الموجودة عادة في منازل الناس.
ومن الممكن أن تتأثر الأقمار الصناعية أيضاً، مما قد يؤدي بدوره إلى تعطيل خدمات الملاحة والاتصالات هنا على الأرض.
وعلى سبيل المثال، أدت عاصفة مغناطيسية أرضية شديدة في عام 2003 إلى انقطاع التيار الكهربائي في السويد وإلحاق أضرار بمحولات الطاقة في جنوب أفريقيا.
ويجب الإشارة إلى أنه حتى بعد انتهاء العاصفة، يمكن أن يتم تشويه الإشارات بين الأقمار الصناعية لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأجهزة الاستقبال الأرضية أو فقدانها.
إلا أنه يبقى العدد الكبير المتواجد من الأقمار الصناعية يجعل فكرة الانقطاع التام غير واردة، فيما ستكون الانقطاعات لمدة قصيرة، ولن يدوم طويلاً.
ما الذي حصل خلال العاصفة الشمسية؟
وقد أنتجت الشمس توهّجات شمسية قوية، منذ يوم الأربعاء 8 مايو/حزيران 2024؛ ما أدى إلى سبعة انفجارات للبلازما على الأقل.
وهذا الشيء يمكن أن يحتوي كل ثوران، يُعرف باسم الانبعاث الكتلي الإكليلي، على مليارات الأطنان من البلازما والمجال المغناطيسي من الغلاف الجوي الخارجي للشمس، أو الإكليل.
وقالت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) إن التوهجات تبدو مرتبطة ببقعة شمسية يبلغ قطرها 16 مرة قطر الأرض.
وكل ذلك جزء من النشاط الشمسي الذي يتصاعد مع اقتراب الشمس من ذروة دورتها التي تبلغ 11 عاماً.
وقالت ناسا إن العاصفة لا تشكل تهديداً خطيراً لرواد الفضاء السبعة على متن محطة الفضاء الدولية المتواجدين في الفضاء في نفس فترة العاصفة.
إلا أن مصدر القلق الأكبر هو زيادة مستويات الإشعاع، ويمكن للطاقم الانتقال إلى جزء محمي بشكل أفضل من المحطة إذا لزم الأمر.
كما يمكن للإشعاع المتزايد أن يهدد بعض الأقمار الصناعية العلمية التابعة لناسا؛ إذ قال أنتي بولكينن، مدير قسم علوم الفيزياء الشمسية في وكالة الفضاء، إنه سيتم إيقاف تشغيل الأجهزة الحساسة للغاية، إذا لزم الأمر، لتجنب الضرر.
في حين يقوم العديد من المركبات الفضائية التي تركز على الشمس بمراقبة كل الأحداث.