رغم أن أعمارهم صغيرة فإن أشكالهم تبدو أكبر.. لماذا يظهر أصحاب الجيل z في سن أكبر؟ 

عربي بوست
تم النشر: 2024/04/17 الساعة 08:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/04/17 الساعة 08:52 بتوقيت غرينتش
أبرز سمات جيل Z - المصدر: Shutterstock

في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بينما كان العالم يعبر عتبات تكنولوجية جديدة، ويستعد لمواجهة تحديات اجتماعية واقتصادية غير مسبوقة، كان هناك جيل ينمو في الظل، مسلحاً بالتكنولوجيا كما لم يحدث من قبل، ومدفوعاً بقيم ومبادئ تختلف جذرياً عن تلك التي شكّلت الأجيال السابقة. 

هذا الجيل، المعروف بجيل Z، يمثل الآن القوة الديناميكية التي تقف وراء العديد من التحولات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في مجتمعاتنا. وُلدوا في عصر الإنترنت، والهواتف الذكية، والواقع الافتراضي، تمكنوا من استخدام هذه الأدوات ليس فقط كوسائل للترفيه، ولكن كمنصات للتعبير عن الذات، والتعلم، وإحداث تغيير اجتماعي.

جيل Z ليسوا مجرد مستهلكين سلبيين للمحتوى الرقمي، بل هم صناع تغيير يقودون حركات اجتماعية، يبتكرون حلولاً لمشكلات عالمية، ويشكلون رؤى جديدة للمستقبل. هذا الجيل، الذي يعتبر الأكثر تنوعاً وشمولية في التاريخ، يسعى إلى بناء عالم يتسم بالمساواة والعدالة للجميع. إنهم يتحدون التقاليد، يكسرون الحواجز، ويعيدون تعريف معايير النجاح والسعادة.

جيل Z.. تحديد العصر والتأثيرات الكبرى

بحسب تحليلات "مركز بيو للأبحاث"، يُعرف العام 1996 كالنقطة الفاصلة التي تميز نهاية جيل الألفية، والذي يغطي مواليد الأعوام ما بين 1981 و1996، ليُفسح المجال بعدها لبزوغ جيل Z، ابتداءً من مطلع عام 1997. 

<strong>جيل Z.. تحديد العصر والتأثيرات الكبرى – البمصدر: Shutterstock </strong>
جيل Z.. تحديد العصر والتأثيرات الكبرى – البمصدر: Shutterstock

الآن، وصل أقدم أفراد هذا الجيل إلى سن السابعة والعشرين، يُشير تعريف الموسوعة البريطانية "بريتانيكا" إلى أن جيل Z عاش طفولته ومراهقته في ظل أحداث عالمية جسام مثل الأزمة الاقتصادية العالمية للأعوام 2007-2008، وهجمات 11 سبتمبر، وجائحة كوفيد-19. 

هذه الأحداث جنباً إلى جنب مع الانتشار الواسع للإنترنت، والحياة الرقمية، والتكنولوجيا المتقدمة، لعبت دوراً محورياً في تشكيل هوية وخصائص هذا الجيل.

أبرز سمات جيل Z الرقمية والتحديات

أبناء جيل Z، المعروفون أيضاً بـ"المواطنين الرقميين"، لم يعاصروا عالَماً بدون هواتف ذكية أو وسائل تواصل اجتماعي، ما مكّنهم من الولوج الفوري إلى المعلومات والتواصل العالمي المستمر. 

هذا الواقع الجديد خلق ظواهر مثل "متلازمة الفومو" (FOMO)، حالة الخوف من الغياب عن الأحداث المهمة، التي تغذي بدورها القلق الاجتماعي والاضطرابات النفسية. بالإضافة إلى ذلك، جيل Z يُعد الأكثر براغماتية، متأثراً بالأزمات الاقتصادية التي عايشها آباؤهم. 

<strong> – المصدر: Shutterstock أبرز سمات جيل Z الرقمية والتحديات</strong>
– المصدر: Shutterstock أبرز سمات جيل Z الرقمية والتحديات

هم يسعون للأهداف بفاعلية، مفضلين الفرص التي تقدمها الحرية الوظيفية والمشاريع المؤقتة على الاستقرار الوظيفي التقليدي، ما يعكس استعدادهم للتغيير المستمر والمنافسة.

على صعيد آخر، يواجه أفراد جيل Z تحديات بالغة تتعلق بالصحة العقلية، حيث تزيد العزلة والاكتئاب نتيجة الانغماس المفرط في العالم الافتراضي وعلاقاته السطحية. أيضاً هم مستهلكون مدروسون يقيمون الخيارات المتعددة قبل اتخاذ

 قرارات الشراء، ويميلون لدعم العلامات التجارية التي تعكس قيمهم الشخصية والسياسية، ما يؤدي إلى زيادة تمحيصهم وجدية في التعامل مع الاستهلاك. تنبع هذه الخصائص والتحديات من الظروف الفريدة التي نشأ وترعرع فيها جيل Z، مما يجعلهم قوة فعالة ومؤثرة في تشكيل مستقبل المجتمعات العالمية.

لماذا يظهر جيل Z أكبر من أعمارهم 

في ظل البحث الدائم عن أسرار الشباب ومظاهر التقدم في العمر، توصلت دراسات عدة إلى نتائج تبين أن الجيل الجديد، وبالأخص جيل z، قد يظهر أكبر سناً مما هو عليه فعلياً. الأستاذة ميرديث جونز من جامعة برونيل بلندن، تشارك في هذه الأبحاث مؤكدة أن الفارق بين العمر البيولوجي والمظهر الخارجي لهؤلاء الأفراد لا يرجع إلى تسارع في الشيخوخة على المستوى الخلوي، بل يعود في الأساس إلى عوامل أخرى، من بينها الرعاية الذاتية المفرطة التي يميل إليها الكثير من المشاهير الأكبر سناً، الأمر الذي يخلق نمطاً يتبعه الشباب.

يضاف إلى ذلك، النضج المبكر والضغوطات النفسية الكبيرة التي يواجهها هذا الجيل في عالم يتميز بسرعة التغيرات، مما يعطي انطباعاً بأنهم أكبر مما هم عليه فعلاً. ولكن، الإشكالية ليست في جيل زد بحد ذاته، بل في الأجيال السابقة التي ترفض التقدم في العمر بطريقة طبيعية.

<strong>لماذا يظهر جيل Z أكبر من أعمارهم – المصدر: Shutterstock</strong>
لماذا يظهر جيل Z أكبر من أعمارهم – المصدر: Shutterstock

من جانب آخر، يلقي الدكتور روس بيري، المدير الطبي لإحدى العيادات التجميلية البارزة في الولايات المتحدة الأمريكية، الضوء على توجه شائع بين الشباب، وخاصة الفتيات من جيل Z، نحو الخضوع لإجراءات تجميلية مختلفة مثل حشو الشفاه، حقن البوتوكس، والمكياج شبه الدائم للحواجب، والشفاه والرموش. 

هذه الإجراءات، بالتجمع مع عادات ضارة أخرى كالسهر، والتدخين، والإفراط في استخدام الشاشات، لا تسهم فقط في تغيير المظهر الخارجي؛ بل وتضعف البشرة، مما يؤدي إلى ظهورها بمظهر أكبر سناً.

كيف يمكن أن تحافظ على مظهر الشباب 

في عصر السعي وراء الجمال الأبدي ومحاولات التصدي لعلامات الزمن، يقدم خبراء التجميل سلسلة من النصائح الذهبية لأبناء جيل Z، بهدف الحفاظ على بشرة شابة تعكس أعمارهم الحقيقية وتحافظ على نضارتها وصحتها. 

من بين أبرز النصائح يجب الابتعاد عن منتجات الريتينول، التي قد تكون قاسية وتؤدي إلى نتائج غير مرغوبة، يتصدر قائمة التوصيات. يُشدد الخبراء أيضاً على أهمية اعتماد نظام العناية بالبشرة مبكراً، مع التركيز على الثالوث الأساسي:

1. غسول.

2. مرطب. 

3. واقي شمس، ابتداءً من العقد الثاني من العمر "20 سنة".

<strong>كيف يمكن أن تحافظ على مظهر الشباب – المصدر: Shutterstock </strong>
كيف يمكن أن تحافظ على مظهر الشباب – المصدر: Shutterstock

كما ينصح بتجنب اللجوء إلى الإجراءات التجميلية في سن مبكرة والانتظار حتى مراحل لاحقة من العمر لتجربة مثل هذه التدخلات. استخدام منتجات العناية بالبشرة المناسبة للعمر وتجنب المواد الكيميائية القاسية التي يمكن أن تضر أكثر مما تنفع، خاصةً تلك التي تُستخدم في سن مبكرة جداً، يُعد ضرورياً للحفاظ على صحة الجلد.

كما يؤكد الخبراء على أهمية العناية الشاملة بالجسد من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن، وشرب كميات كافية من الماء، لتعزيز الصحة الداخلية والخارجية. التقليل من التعرض للشاشات لا يساعد فقط في الحفاظ على صحة البشرة، بل يحسن أيضاً الحالة النفسية، التي لها تأثير مباشر على المظهر العام.

وأخيراً، يُحذّر الخبراء من التأثيرات السلبية للحزن واليأس، اللذين يمكن أن يدفعا الأفراد إلى تبني عادات غذائية سيئة واستهلاك منتجات العناية بالبشرة التي قد لا تكون ضرورية، مما يُسرّع من ظهور علامات الشيخوخة. الحل يكمن في التوعية والتركيز على العناية الصحيحة بالنفس من جميع الجوانب.

علامات:
تحميل المزيد