ودّع العالم، مساء الجمعة 12 أبريل/نيسان 2024، واحد من بين أشهر صنّاع الموضة الإيطاليين في العالم، وهو مصمم الأزياء روبيرتو كافالي، عن عمر يناهز 83 سنة.
وحسب بلاغ شاركته الصفحة الرسمية للمصمم العالمي، قالت فيه: "ببالغ الحزن نقول اليوم وداعنا الأخير لمؤسسنا روبرتو كافالي، من بداياته المتواضعة في فلورنسا، نجح روبيرتو كافالي في أن يصبح اسماً معروفاً عالمياً ومحبوباً ومحترماً من قبل الجميع".
أما فاوستو بوجليسي، المصمم المسؤول عن تصميمات الشركة منذ سنة 2020، فقد كتب بدوره عبر حسابه على إنستغرام: "ارقد بسلام، سوف نفتقدك، وأنت محبوب من قِبل الكثيرين لدرجة أن اسمك سيستمر كمنارة إلهام للآخرين، وخاصة بالنسبة لي".
روبرتو كافالي والبداية من فلورنسا
وبالرغم من بدايته المتواضعة في عالم الأزياء، فإن كافالي تمكن من خلق العديد من صيحات الموضة، التي ما زال يتم اعتمادها إلى يومنا هذا، أشهرها الملابس بطبعات النمر، وسروال الجينز المرن.
وقد كانت بداية روبيرتو كافالي من مدينة فلورنسا في إيطاليا، حيث وُلد في عائلة لها تاريخ طويل في مجال النسيج والأزياء.
وقد أنشأ الماركة الخاصة به، والتي تحمل اسمه، في أوائل السبعينيات، حيث قرر أن يطلق تصاميم تمتاز بالجرأة، وتجمع بين الأناقة الكلاسيكية والعصرية، من بينها السترات والجينز والفساتين القصيرة المصنوعة من الدنيم المرقعة.
إلا أن انتشار علامته التجارية البسيط خارج أوروبا، جعل روبيرتو كافالي يواجه العديد من التحديات، التي جعلته يفكر في غلق مشروعه، وإنهاء ما بدأه في عالم الأزياء.
جينز لا مثيل له في الأسواق.. نقطة تحول كافالي
تمكن كافالي من العودة بقوة والمنافسة بأزيائه مع بداية التسعينيات، من الصعود بقوة في عالم الموضة، بعد أن قدم مجموعته الخاصة بالجينز المرن، الذي تدخل في صناعته خيوط ليكرا التي تجعله سهل الارتداء.
وكانت قبل ذلك ترتدي من ملابسه العديد من النجمات الفرنسيات العالميات، مثل بريجيت باردو وصوفيا لورين، عندما كان يملك متجراً له في سان تروبيه الفرنسية.
إلا أن عرض الأزياء الذي عرض فيه سراويل الجينز هذه، سنة 1993، والذي ارتدتها على منصة العرض العارضة الشهيرة ناعومي كامبل، جعلت منه ينتشر بشكل كبير في جميع أنحاء العالم.
وقد تحول هذا الجينز، الذي أطلق عليه في البداية اسم "Cavalli Jeans" إلى قطعة لا غنى عنها في عالم الموضة، وقد أصبح هذا الجينز المتوفر دائماً في الأسواق يحمل اسم "Just Cavalli".
وبعد هذه الثورة التي حققها، تمكن روبيرتو كافالي منذ منتصف التسعينيات فصاعداً، من إطلاق مجموعات في كل المجالات الممكنة، وفتح متاجر في جميع أنحاء العالم، تقوم بإنتاج كل شيء بدءاً من المجوهرات والعطور والنظارات الشمسية، وحتى ملابس الأطفال والأدوات المنزلية والإكسسوارات.
ولأنه اشتهر بجلد النمر، وجلود الحيوانات في تصميماته، فقد أنتج كذلك سلسلة من ماركات المشروبات الكحولية الفاخرة، والتي تأتي معبأة في زجاجة مغطاة بجلد الثعبان.
وتحمل أسماء الطبعات التي يعتمدها في تصاميمه كل من مولتو مثير، طباعة حيوانية مولتو ومولتو، مولتو إيتاليانو، وهي التي ميزت مساره في عالم الأزياء، والتي جعلته معروفاً بين الماركات العالمية الأخرى التي دخل في منافسة معها.
هكذا عُرف روبيرتو كافالي بين عشاق الموضة
حسب ما صرحت به نينا جارسيا، رئيسة تحرير مجلة Elle، في رسالة بالبريد الإلكتروني في عام 2020، قالت: "أحب روبرتو في المبالغة، لكنه لم يفقد وجهة نظره أبداً، حتى عندما كان التبسيط في التصميم هو القاعدة، كان يؤمن بالاختلاف، لقد ألبسنا الملابس معتقداً أن الحياة والموضة يجب أن نعيشها بأقصى سرعة".
فيما قال بيتر دونداس، الذي شغل منصب كبير مصممي العلامة التجارية ثم مديراً إبداعياً لاحقاً قبل مغادرته في عام 2016 ليبدأ علامته التجارية الخاصة، وذلك في مقابلة له، إن كافالي كان يمثل "نجم البوب الموجود داخل الجميع".
كان السيد كافالي يُلبس نجوم البوب، وكان من بينهم جينيفر لوبيز، وبيونسيه، وكريستينا أغيليرا، وشاكيرا، وفرقة سبايس جيرلز، الذين صمم لهم ملابس لجولة لم شملهم عام 2007.
وقد كان روبيرتو كافالي صاحب نمط لباس معين يُعرف به، وهي الملابس ذات الألوان البرونزية، ويحمل السيجار بشكل دائم، وله أسلوب حياة شبيه بنجوم الروك والبوب.
كما أنه كان محباً للعيش بين الطبيعة والبحر، حيث عاش مع عائلته في مزرعة قديمة، وكان يربي العديد من الحيوانات من بينها الببغاوات والكلاب والقطط.
وعلى قدر ما كان مختلفاً في نمط عيشه، كان كل هذا يظهر في نقوش الأقمشة التي اخترع طرقاً جديدة لطباعتها وصبغها ومعالجتها، من خلال مزج المواد والألوان والأنماط والمطبوعات بأسلوب يمثله فقط.