تكرّرت حادثة مشابهة لمأساة الطفل المغربي "ريان" في إحدى قرى محافظة المنيا بشمال الصعيد، على الضفة الغربية لنهر النيل، حيث تعرض مزارع يُدعى "طه محمد" لحادث سقوط في بئر عميقة بمنطقة الظهير الصحراوي الغربي في محافظة المنيا، وتوفي بعد ساعات من عمليات الإنقاذ المضنية، بينما تواصل السلطات جهودها حالياً لاستخراج الجثمان ودفنه.
تفاصيل الحادثة
وكشفت المحافظة أنها تلقت بلاغاً، مساء الثلاثاء، يفيد بسقوط شخص يُدعى "طه محمد عبد العزيز حسن"، البالغ من العمر 30 عاماً والمقيم بعزبة عزاقة التابعة لقرية طوخ الخيل في دائرة مركز المنيا، داخل بئر عميقة بعمق يصل إلى حوالي 25 متراً في مزرعة بالظهير الصحراوي الغربي.
وأوضحت أن الحادثة وقعت في قرية 8 بمركز المنيا، حيث أظهرت التحقيقات أن المتوفى سقط أثناء تجوله بالقرب من البئر، ما تسبب في انزلاق قدمه.
وحسب روايات الأهالي لوسائل إعلام محليّة فإن البئر يبلغ طولها 40 متراً وعرضها 70 متراً، مؤكدين أن الشاب علق على بعد 30 متراً في البئر.
وحاول أهالي الشاب إنقاذه دون جدوى، وتواصلوا معه لفترة قصيرة بعد سقوطه، حيث أكد لهم أنه تعرض لكسر في ذراعه. وانقطع الاتصال به بعد 5 ساعات، تاركاً خلفه 3 أطفال وزوجة.
جهود مكثّفة لانتشال الجثمان
وبعد استلام المحافظ للبلاغ، أصدر تعليماته فوراً بسرعة الدفع بفريق الإنقاذ البري للحماية المدنية، وتم إرسال عدد كبير من معدات المحافظة، بما في ذلك 4 لوادر كبيرة وحفار ودقاق ومولد كهربائي.
لكن على الرغم من جهود الإنقاذ المبذولة لساعات، تأكدت وفاة "طه" اختناقاً في قاع البئر الرملي. وتواصلت عمليات الحفر لاستخراج الجثمان، بينما باشرت الأجهزة الأمنية التحقيق في الواقعة.
حادثة الطفل ريان تعود للأذهان
وأعاد حادث "طه" إلى الأذهان مأساة الطفل المغربي "ريان" التي وقعت في فبراير/شباط 2022، حيث سقط الطفل ريان، في بئر بعمق 32 متراً، مثيراً اهتمام العالم، وبقي عالقاً نحو 5 أيام، وسط محاولات حثيثة لإنقاذه لتتمكن فرق الإنقاذ بالفعل من إخراجه لاحقاً من البئر، لكنه فارق الحياة بعدما ظل أكثر من 100 ساعة محبوساً داخلها.
وتعتبر وفاة "طه" فاجعة إنسانية تُضاف إلى سلسلة الحوادث المأساوية التي تقع بسبب عدم تأمين الآبار في محافظات مصر من قبل الجهات المعنية، ما يؤدي لسقوط الأشخاص داخل الآبار وتعرّضهم لإصابات خطيرة جرّاء ذلك قد تتسبب حتى في وفاتهم، فضلاً عن النفايات أو المواد الكيميائية الخطرة التي تتراكم داخل هذه الآبار غير المؤمّنة وتلوث المياه، ما يشكل خطراً على الصحة العامة والبيئة.