أظهرت مقاطع فيديو أُفرج عنها مؤخراً عناصر الشرطة الأمريكية، في إحدى مقاطعات كاليفورنيا، اللحظة التي أطلقت فيها الشرطة النار على فتاة غير مُسلَّحة تبلغ من العمر 15 عاماً، التي أُبلِغ عن اختطافها، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية الإثنين 1 أبريل/نيسان 2024.
الصحيفة أشارت إلى أن القصة تعود إلى 27 سبتمبر/أيلول 2022، عندما كان ضباط مقاطعة سان برناردينو يبحثون عن سافانا غرازيانو، التي اشتُبِه أنَّ والدها أنتوني غرازيانو اختطفها بعدما أطلق النار على والدتها وأرداها قتيلة في اليوم السابق.
حاصر النواب سيارة أنتوني غرازيانو على جانب الطريق السريع في هيسبيريا، على بعد 80 ميلاً (128,7 كيلومتر) شرق لوس أنجلوس. وعندما خرجت سافانا من السيارة أطلقوا النار عليها فقتلوها.
وفاة المراهقة برصاص الشرطة الأمريكية
فيما أُعلِنَت وفاة سافانا في المستشفى. كما أصيب والدها أنتوني برصاص ضباط الشرطة الأمريكية ولفظ أنفاسه في مكان الحادث، رغم أنَّ المقاطع لم توضح متى حدث ذلك.
بينما أثار إطلاق النار قلقاً على المستوى الوطني؛ حيث تساءل المنتقدون عن كيفية قتل شباط في الشرطة الأمريكية لفتاة مراهقة مُكلَّفين بإنقاذها.
نقلت شبكة NBC News عن المسؤولين في مكتب نقيب الشرطة، عقب واقعة إطلاق النار، زعمهم أنَّه من غير الواضح ما إذا كانت سافانا قد أُصِيبَت برصاص الضباط أم والدها، وقالوا إنَّ الضباط لم يدركوا أنها هي عندما نزلت من السيارة. ولمدة عامين تقريباً، رفضوا نشر لقطات الفيديو لواقعة إطلاق النار.
لكن يوم الجمعة 29 مارس/آذار الماضي، كشفت إدارة الشرطة في ولاية كاليفورنيا عمَّا يقرب من عشرة ملفات فيديو للصحفي المستقل جوي سكوت، الذي قدَّم طلباً للحصول على السجلات قبل 18 شهراً.
تُظهِر المقاطع -التي حصلت صحيفة The Guardian على نسخ منها، وتتضمن لقطات مأخوذة بمروحية دورية الشرطة- ضباطاً يطلقون النار على سافانا بينما كانت تتبع تعليماتهم بالتحرك نحوهم.
كما تشير مقاطع الفيديو أيضاً إلى أنَّ الضباط أطلقوا النار عليها بعدما نوّه اثنان منهم إلى أنَّ الفتاة هي التي خرجت من السيارة. وتوضح اللقطات وتعليق نقيب الشرطة على الفيديو أنها قُتلَت على يد الضباط، وليس والدها.
مزيد من التدقيق مع الشرطة الأمريكية
حسب "الغارديان" ستزيد هذه اللقطات من التدقيق في سلوكيات قسم شرطة مقاطعة سان برناردينو، الذي يتعرض بالفعل للهجوم بعدما قتل ضباطه الشهر الماضي رايان غاينر، وهو صبي مصاب بالتوحد يبلغ من العمر 15 عاماً.
إذ كان رايان يمر بنوبة تتعلق بالصحة العقلية عندما أطلق عليه ضابطان النار فقتلاه في غضون ثوانٍ من مواجهته. وأثار القتل مخاوف بشأن استخدام القوة المميتة ضد الأطفال والفشل في تهدئة الأزمات.
بحسب صحيفة Los Angeles Times، تحقق وزارة العدل في كاليفورنيا في قضية قتل سافانا بموجب قانون يتطلب إجراء تحقيقات في قتل الشرطة لأشخاص عُزَّل. وستضع هذه اللقطات مزيداً من الضغط على قسم الشرطة الذي يعاني من ورطة بالفعل.
إذ بخلاف مقتل رايان غاينر، واجه ضابط انتقادات بعدما أظهره مقطع فيديو، نشرته صحيفة The Sun، الأسبوع الماضي، وهو يلكم رجلاً قيد الاعتقال في هيسبيريا ويركع على جسده.
في ديسمبر/كانون الأول، أُلقِي القبض على وكيل نقيب الشرطة للاشتباه في أنه كان تحت تأثير الكوكايين، واستقال من منصبه. وفي العام الماضي، واجه القسم أيضاً دعاوى قضائية تتعلق بالقتل والاعتقال الخطأ.