ارتبط بالديانة المسيحية وانتشر في العصر الحديث بسبب أفلام الرعب.. ماذا نعرف عن رهاب الرقم 666؟

رهاب الرقم 666، والذي يسمى باللغة اللاتينية "Hexakosioihexekontahexaphobia"، له علاقة ببعض المعتقدات والخرافات الدينية المسيحية.

وهذا الرهاب هو رهاب محدد، ما يعني أن الشخص المصاب به سيعاني من قلق أو خوف شديد وغير عقلاني عندما يواجه الرقم 666 على وجه التحديد.

ومن أجل تشخيص هذا الرهاب الغريب، يجب أن يكون رد فعل المصاب تجاه هذا الرقم شديد، لدرجة أنه قد يكون معيقاً ومزعجاً لحياتك اليومية.

ما قصة رهاب الرقم 666؟

ظهر الرقم 666 عند المسيحيين في الكتاب المقدس في سفر الرؤيا "سفر الوحي"، في نسخة الملك جيمس، وتشير الآية التي تحكي عن هذا الرقم إلى أن "عدد الوحش" هو "ست مئة وستة وستون" أو 666، والذي يدل على الشيطان، والهلاك والموت القريب، وهذا ما جعله يشكل إشارة خوف ورهاب عند البعض.

كما هو مكتوب، فإن الأحداث المصورة في سفر الرؤيا مخيفة للغاية، عندما ينظر إليها على أنها نسخ حرفي لما سيأتي، الشيء الذي يفسر السبب الذي يجعل متبعي الديانة المسيحية يعيشون حالةً من الخوف والخطر المحيط بهم جراء رهاب الرقم 666.

رهاب "Hexakosioihexekontahexaphobiaّ" في الثقافة الشعبية

يمثل انتشار الرقم 666 في الثقافة الشعبية سبباً آخر للرهاب الذي يسببه، وذلك كونه أصبح يستخدم بشكل كبير في أفلام الرعب، خصوصاً خلال المقدمة، وخاصة تلك التي تحكي عن العلاقة بين هذا الرقم والمسيح الدجال.

فيما تستخدم بعض الأفلام سيناريوهات يوم القيامة، بالاعتماد على دلالات الأرقام المروعة، مثل رقم 666، الذي أصبح رمزاً للموت والشيطان، أو رقم 13 الذي يشتهر على أنه رقم شؤم وتعاسة.

ومن أشهر الأمثلة على الخوف من الرقم 666 إعادة تسمية طريق سريع مشهور في جنوب غرب أمريكا بهذا الرقم. 

وبعد هذا التغيير الذي تم سنة 1926، فقد أثبت قسم نيومكسيكو من الطريق السريع 666 أنه خطير من الناحية الإحصائية.

في عام 1986، وجد الباحثون أن 23% من جميع الحوادث التي تنطوي على إصابات في منطقة شيبروك كانت في الطريق السريع 666.

إذ أصبح الطريق السريع 666 معروفاً في النهاية باسم طريق الشيطان السريع، وقد تمت إعادة تسميته رسمياً في عام 2003 إلى الولايات المتحدة 491.

أعراض رهاب الرقم 666

باعتباره يدخل في خانة الرهاب المحدد، يمكن أن يتضمن رهاب الرقم 666، والذي يسمى كذلك الرهاب السداسي أعراضاً مثل:

• الشعور بالغثيان أو الدوار عند مواجهة الرقم 666.
• الشعور بالعجز عن السيطرة على الخوف حتى مع إدراك أنه غير معقول.
• مواجهة صعوبة في العمل في الحياة اليومية بسبب الخوف. 
• خوف فوري وشديد عند التعرض للرقم 666.
• التعرق أو ضربات القلب السريعة أو صعوبة التنفس أو الإحساس بضيق في الصدر.
• اتخاذ خطوات كبيرة لتجنب الرقم، غالباً إلى حد أن هذا يولد مشاكل في حياتك.

يمكن أن يظهر رهاب "Hexakosioihexekontahexaphobia" بطرق مختلفة، وبما أن تجنب الرقم 666 هو أحد الأعراض الشائعة لهذه الحالة، فإن الشخص المصاب بهذا الرهاب قد يبذل قصارى جهده لمنع نفسه من مواجهته، الشيء الذي يجعل المصاب يقوم ببعض التصرفات الغريبة، من بينها نذكر:

• القيادة لمسافة أبعد من اللازم للتأكد من أن عداد المسافات الخاص بهم لا يقرأ 666.
• رفض دخول المباني التي يوجد بها 666 في العنوان.
• اتخاذ خطوات لتجنب الفواتير التي يبلغ مجموعها 666، إما عن طريق إضافة أو طرح عناصر لتغيير المبلغ.
• التخلص من بطاقات الخصم أو بطاقات الائتمان التي تتضمن الرقم 666.

وكما هو الحال مع أي رهاب، يمكن أن تتراوح أعراض رهاب السداسي من تلك التي يمكن السيطرة عليها إلى الشديدة، وفي الحالات الخطيرة قد تحتاج إلى زيارة الطبيب.

طرق التشخيص

قبل أن يتم تشخيص الإصابة برهاب الرقم 666،  من المحتمل أن يخضع المصاب لمقابلة سريرية شاملة مع أخصائي الصحة العقلية. 

قد يسأل الطبيب عن الأعراض، وسيحاول تحديد ما إذا كان قد عانى من أي مشاكل أخرى تتعلق بالصحة العقلية في الماضي.

يتم تشخيص العديد من اضطرابات الصحة العقلية بناءً على معايير من "الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية".

أحد الجوانب الرئيسية لتشخيص الرهاب هو المستوى الذي يعطل فيه الحياة اليومية. 

ورغم أنه قد يشعر المريض بعدم الارتياح تجاه الرقم 666، فإنه لا يرقى إلى مستوى الرهاب السداسي، إلا إذا أدى هذا الانزعاج إلى خوف شديد، لدرجة أنه يسبب مشاكل ملحوظة في الأنشطة اليومية.

أسباب الرهاب السداسي

قد يكون من الصعب تحديد سبب أي رهاب، في حالة رهاب السداسي قد يكون له عنصر ثقافي، حيث يُنظر إلى الرقم 666 بشكل سلبي في العديد من الأوساط الدينية.

وتشمل العوامل الأخرى التي يمكن أن تلعب دوراً ما يلي:

التثبيط السلوكي: تشير الأبحاث إلى أن التثبيط السلوكي، أو الاستعداد الوراثي للحساسية تجاه القلق، يزيد من خطر إصابة الشخص برهاب معين مثل رهاب السداسي.

التجارب: التجارب المؤلمة أو المرهقة المرتبطة بالرقم 666 يمكن أن تُسهم في تطور الرهاب.

الوراثة: أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين لديهم أفراد في العائلة يعانون من الرهاب أو اضطرابات القلق هم أكثر عرضة للإصابة ببعض أنواع الرهاب المحددة.

طرق العلاج الممكنة 

يعتمد مسار علاج رهاب الرقم 666 إلى حد كبير على أهداف الشخص، ورغبته في الحد من هذه النظريات الدينية أو الثقافية التي يتبعها.

العلاج النفسي

غالباً ما يكون العلاج النفسي مفيداً جداً للرهاب، هناك طريقتان شائعتان هما العلاج بالتعرض، أو العلاج السلوكي المعرفي.

الدواء

في حين أن العلاج النفسي هو بشكل عام الخط الأول من العلاج لأنواع معينة من الرهاب، إلا أن الدواء قد يكون منطقياً في بعض الحالات.

قد يوصي الطبيب بتناول الدواء في البداية عند بدء العلاج أو في ظروف معينة من المحتمل أن تدل على الإصابة بالرهاب.

طرق التعامل مع رهاب الرقم 666

أثناء سعيك للحصول على مساعدة متخصصة للتخلص من هذا الرهاب، قد تجد نفسك تكافح في حياتك اليومية بسبب هذا الرهاب. 

إذ يمكن المساهمة في التقليل من الأعراض من خلال ممارسة العديد من الأنشطة من بينها التنفس العميق أو اليوغا أو التأمل، وهي التي تساعد على تقليل التوتر.