يقول الأطباء إن الجمع بين فحص دم بسيط والذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تشخيص مرض "الإنتان" مبكراً وتحديد المرضى الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة، بحسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 30 مارس/آذار 2024.
و"الإنتان" حالة خطيرة لا يستجيب الجسم فيها للعدوى بصورة سليمة، وقد تتطور إلى تلف في الرئتين والكليتين والكبد وأعضاء أخرى، وحين يكون هذا الضرر شديداً، قد يؤدي إلى الوفاة، حيث يقدر عدد الوفيات الناجمة عن الإنتان بنحو 11 مليون حالة وفاة سنوياً في أنحاء العالم.
بحسب الصحيفة، فإن هذا النهج المزدوج الجديد باستخدام فحص الدم والذكاء الاصطناعي يمكنه اكتشاف الحالة مبكراً وإنقاذ الأرواح، وفقاً لخبراء جمعوا بين البصمة الجزيئية الفريدة للإنتان وأدوات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بخطر الإصابة بتلف الأعضاء والوفاة.
وستُعرض النتائج التي توصلوا إليها في المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية، في برشلونة، خلال أبريل/نيسان 2024.
من جانبها، قالت الدكتورة ليزا ميلهامار، من جامعة لوند في السويد: "من المهم أن نحدد المرضى الذين يشتبه في إصابتهم بالإنتان قبل ظهور تلف الأعضاء. ونظراً إلى الصعوبات المرتبطة بالتشخيص في الوقت المناسب وحقيقة أن الإنتان يقتل ملايين الأشخاص حول العالم كل عام، كان من الضروري إيجاد نهج بديل".
وقالت ميلهامار إنَّ فحص الدم المدعوم بنموذج ذكاء اصطناعي شخصي لتحديد المخاطر، "سيمكننا من إنقاذ الأرواح، عن طريق توفير تشخيص أدق للإنتان، وتحديد من قد يُصاب بأعراض أكثر خطورة".
تفاصيل الدراسة
ودرس الباحثون 1364 عينة بلازما من بالغين في قسم الطوارئ بمستشفى جامعة سكون Skåne السويدية، يُشتبه في إصابتهم بالإنتان، بين سبتمبر/أيلول عام 2016 ومارس/آذار عام 2023. ووجدوا من بين 1073 مريضاً مصابين بعدوى، 913 مصاباً بالإنتان.
ثم حلل الفريق البروتينات المرتبطة باستجابة الجسم المناعية للإنتان؛ لمعرفة إن كان يوجد نمط محدد. وصمموا بصمات جزيئية من تحليلهم، استُخدمت لتدريب نموذج ذكاء اصطناعي للتنبؤ بمن يرجح إصابته بصدمة إنتانية.
وحدد الباحثون أيضاً بروتينات تتنبأ بالخلل الوظيفي في ستة أنواع مختلفة من الأعضاء، من بينها القلب والكبد والكليتان. ثم صنفوا المرضى إلى خمس فئات من الخطر بناءً على احتمالية إصابتهم بخلل وظيفي في الأعضاء، وبعدوى، وعرَّضتهم لخطر الوفاة.
وأضافت الدكتورة ميلهامار: "اختبار سريع يوفر تشخيصاً أكثر دقة للإنتان ويمكنه أيضاً التنبؤ بالأكثر عرضة للإصابة بأعراض أخطر- يبدو الآن احتمالاً واقعياً. وأي بحث مثل هذا يحتاج إلى التحقق السريري، ومن الضروري تذليل كثير من العقبات قبل استخدام هذه المؤشرات الحيوية في العيادة. لكننا نتصور أن هذه الأداة يمكن نشرها في أنحاء العالم لتصبح مستقبلَ الكشف المبكر عن الإنتان".