توصلت دراسةٌ أُجرِيَت على 1719 مريضاً بسرطان الأمعاء، أجراها باحثون هولنديون وبريطانيون، أن أولئك الذين شربوا كوبين على الأقل من القهوة لديهم خطر أقل لتكرار الإصابة بسرطان الأمعاء.
بحسب ما نشرت صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 23 مارس/آذار 2024، فإن تأثير القهوة يعتمد على كمية الجرعة، إذ شهد أولئك الذين شربوا أكثر انخفاضاً أكثر في التعرض لهذا الخطر.
وأظهرت الدراسة أن الأشخاص المصابين بالمرض، والذين يستهلكون هذه الكمية هم أيضاً أقل عرضة للوفاة لأي سبب مباشر، مما يشير إلى أن القهوة تساعد أولئك الذين يُشخَّصون بالإصابة بثاني أكبر مرض سرطاني قاتل في المملكة المتحدة.
وقال الخبراء إن النتائج "واعدة"، وتوقعوا أنه إذا أظهرت دراسات أخرى التأثير نفسه، فقد يشجِّع ذلك 43 ألف بريطاني يُشخَّصون بالإصابة بسرطان الأمعاء سنوياً على تناول القهوة. ويودي هذا المرض بحياة حوالي 16,500 شخص سنوياً -45 شخصاً يومياً.
كان المرضى الذين تناولوا 5 أكواب على الأقل يومياً أقل عرضة لعودة الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 32% من أولئك الذين شربوا أقل من كوبين، وفقاً للدراسة التي موّلها الصندوق العالمي لأبحاث السرطان (WCRF) ونُشِرَت في المجلة الدولية للسرطان.
بالمثل، يبدو أيضاً أن المستويات الأعلى من استهلاك القهوة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بفرص الشخص في البقاء على قيد الحياة.
ومرة أخرى، كان أولئك الذين شربوا كوبين على الأقل يومياً أقل عرضة للوفاة مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك. وكما هو الحال مع خطر تكرار الإصابة بالمرض، فإن أولئك الذين تناولوا 5 أكواب على الأقل شهدوا انخفاض احتمالات وفاتهم بنسبة 29%.
من جانبها، قالت رئيسة فريق البحث، الدكتورة إلين كامبمان، أستاذة التغذية والأمراض بجامعة فاخينينجن الهولندية، إن المرض يعود لدى واحد من كل 5 أشخاص يُشخَّصون بإصابتهم به ويمكن أن يكون قاتلاً.
لكنها أكدت أن الفريق وجد علاقةً قوية بين الاستهلاك المنتظم للقهوة وانخفاض خطر الإصابة بالمرض، وليس علاقة سببية بينهما.
وهذه الدراسة هي الأحدث التي تُظهِر أن القهوة تقلل من خطر الإصابة بالسرطان. وهناك بالفعل أدلةٌ قوية على أن القهوة تقلل من خطر الإصابة بسرطان الكبد والرحم، وبعض الأدلة على أنها تقلل أيضاً من خطر الإصابة بسرطان الفم والبلعوم والحنجرة وسرطان الجلد. وترتبط القهوة بالفعل بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.
حيث قال البروفيسور مارك جونتر، المؤلف المشارك للدراسة ورئيس قسم علم الأوبئة والوقاية من السرطان في كلية الصحة العامة في كلية لندن الإمبراطورية، إن النتائج كانت "استفزازية للغاية؛ لأننا لا نفهم حقاً سبب وجود مثل هذا التأثير للقهوة على مرضى سرطان الأمعاء".
وأضاف: "تحتوي القهوة على مئات المركبات النشطة بيولوجياً، والتي لها خصائص مضادة للأكسدة، وقد تكون وقائية ضد سرطان الأمعاء. وتقلل القهوة أيضاً من الالتهابات ومستويات الأنسولين -التي ارتبطت بالإصابة بسرطان الأمعاء وتطوره- ويمكن أن يكون لها تأثيرات مفيدة محتملة على ميكروبيوم الأمعاء.
لكنه قال: "مع ذلك، نحن بحاجة إلى مزيد من الأبحاث للتعمق أكثر في البيولوجيا التي تجعل للقهوة مثل هذا التأثير على سرطان الأمعاء والبقاء على قيد الحياة".