احتج مشاهير "تيك توك" على مشروع قانون طُرِح عبر الكونغرس الأمريكي، من أجل حظر تطبيق الفيديو الشهير في الولايات المتحدة، وأوضحوا أن لقمة عيشهم باتت "في خطر"، حيث يعتمدون عليه بشكل رئيسي لجنْي الأرباح، وفق ما نقل موقع Axios الأمريكي.
والأربعاء، افق مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة، على مشروع قانون يمنح شركة بايت دانس الصينية المالكة لتيك توك مهلة ستة أشهر، لتصفية الأصول الأمريكية لتطبيق الفيديوهات القصيرة، أو مواجهة الحظر.
ويعد هذا أكبر تهديد يواجهه التطبيق منذ عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب؛ إذ وافق المجلس على مشروع القانون بأغلبية 352 صوتاً مقابل 65، في تصويت غير متوازن بين الحزبين، لكنه يواجه مساراً أكثر غموضاً في مجلس الشيوخ، حيث يفضل البعض نهجاً مختلفاً لتنظيم تطبيقات تثير مخاوف أمنية ومملوكة لشركات أجنبية.
بدورها، وجّهت وجهت المنصة دعوة "غير عادية" من أجل حث منشئي المحتوى على الاتصال بممثليهم، ما دفع مشاهيرتيك توك للحديث عن الفوائد المالية والمجتمعية للتطبيق ودوره باعتباره مصدراً رئيسياً للأخبار.
بحسب أكسيوس، فقد اجتمع النائب الديمقراطي من كاليفورنيا روبرت غارسيا مع منشئي المحتوى، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء 12 مارس/آذار 2024، في مبنى الكابيتول الأمريكي؛ للاحتجاج على التشريع المقدم من الحزبين، والذي يهدف إلى إجبار شركة ByteDance الصينية على سحب استثماراتها من تيك توك بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي المزعومة منذ فترة طويلة.
ينشر منشئو المحتوى الذين يستخدمون هاشتاغ # KeepTikTok مقاطع فيديو لحشد متابعيهم، وغالباً ما يقولون إنَّ حظر التطبيق، وهو ليس بالضبط ما يقترحه مشروع القانون، من شأنه تقييد حرية التعبير.
"لقمة عيشنا على المحك"
في السياق، قالت إميلي سويفت، إحدى مستخدمي تيك توك ومالكة مختبر لتطوير الأفلام في ولاية كونيتيكت، لموقع أكسيوس: "لقمة عيشنا على المحك"، وأضافت أنَّ نحو 80% من عملائها هم أشخاص وجدوها عبر التطبيق.
ولم تتضح بعد التداعيات السياسية المترتبة على تهديد أحد التطبيقات التي تضم أكثر من مليار مستخدم -معظمهم من الشباب- خلال عام الانتخابات، في حين دفع الانهيار المحتمل لتيك توك بعض المستخدمين إلى إجراء دعواتهم الأولى إلى الكونغرس على الإطلاق.
من جانبه، قال أنتوني كلارك، أحد منشئي المحتوى، والذي يركز على السياسة في بالم سبرينغز بولاية كاليفورنيا، لموقع أكسيوس: "إذا كنت تتلقى سيلاً من المكالمات باستمرار طوال اليوم، إلى درجة تزعجك، فيجب أن تأخذ في الاعتبار أنَّ هذه مسألة مهمة لناخبيك وللشعب الأمريكي".
حملة غير مسبوقة
وبدأ تدفق المكالمات إلى مكاتب الكونغرس في 6 مارس/آذار الحالي، قبل أسبوع واحد من تصويت مجلس النواب لتمرير مشروع القانون في عملية تصويت حظيت بمتابعة كثيفة، فيما تعهد الرئيس بايدن بالتوقيع عليه، لكن مصير مشروع القانون في مجلس الشيوخ غير واضح.
وقالت جوليغريس بروفك، إحدى كبار المساعدين في الحزب الجمهوري، لموقع أكسيوس: "الهواتف تعمل بجنون للاستماع إلى الطلاب والشباب والبالغين وأصحاب الأعمال الذين يشعرون جميعاً بالقلق من خيار فقدان الوصول إلى متابعيهم عبر المنصة".
وفق أكسيوس فقد شرع تيك توك، هذا الأسبوع، في حملة شرسة لممارسة الضغط، تتضمن أيضاً زيارة من رئيسه التنفيذي، في الوقت الذي يحذر فيه مكتب التحقيقات الفيدرالي منذ سنوات من أنَّ تيك توك ربما يشكل مخاطر على الأمن القومي بسبب علاقة الحكومة الصينية بالتطبيق.
أكثرية الأمريكيين ترفض حظر تيك توك
يشار إلى 35% من الأمريكيين الذين استُطلِعَت آراؤهم، في يناير/كانون الثاني، عارضوا بشدة حظر استخدام تيك توك في الولايات المتحدة، بينما أيده 31% بشدة.
ومن بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، عارض 46% الحظر بشدة، بينما أيده 21% بشدة.
وكانت المخاوف الرئيسية للمشاركين في الاستطلاع هي مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال والمراهقون في استخدام التطبيق وانتشار المعلومات الخطأ فيه.
لكن من جانب آخر، يكون الأشخاص الذين يغمرون الكونغرس بالمكالمات يستخدمون طريقة ستجلب لهم نتيجة عكسية، إذ قالت كاثي ماكموريس رودجرز، رئيسة مجلس الطاقة والتجارة بمجلس النواب والجمهورية من واشنطن، لصحيفة Politico، إنَّ هذا الطوفان من المتصلين غير المستنيرين "لم يكشف سوى عن مدى قدرة تيك توك على استهداف رسالة معينة وتدليسها".
على صعيد آخر كذلك، لفت موقع أكسيوس إلى أنه "ليس من الواضح ما هي التغييرات التي يمكن أن تطرأ على التطبيق في حال تغيرت ملكيته"، بينما لم يستجب تيك توك لطلب الموقع للتعليق.