انتشرت لقطات فيديو مفزعة بعد تحطم طائرة مروحية من طراز "بيل 206″، خرجت عن سيطرة قائدها بعد وقت قصير من الإقلاع في مدينة ميديلين الكولومبية، الإثنين 26 فبراير/شباط 2024، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة The Sun البريطانية، الأربعاء 28 فبراير/شباط.
حيث صوَّر أحد ركاب الطائرة مقطع الفيديو الذي تكاد تقشعر له الأبدان، بعد أن بدأت المروحية تهتز في عنف، وتتقلب من جانب إلى آخر. ويظهر في الفيديو ركاب الطائرة وهم يحاولون التشبث بفرص النجاة، بينما تدور المروحية في الهواء، وتتصاعد المحنة المروعة التي باغتتهم بعد ثوانٍ من الإقلاع.
يُسمع في الفيديو خليط من هدير الطائرة وضوضاء تكاد تصم الآذان، أمَّا الأشخاص الستة الذين كانوا على متنها، فكانوا متجمدين من الخوف.
بينما كشفت اللقطات أن المروحية أخذت تدور في الجو بسرعة كبيرة، ثم اصطدمت بأحد المباني، وينقطع الفيديو، ثم يعود وقد استقرت الطائرة في وضع ثابت.
Helicopter crash in Colombia 🇨🇴 passengers and pilot safe. pic.twitter.com/1omPUeb8hw
— Shakil (@WheelOfLife2030) February 29, 2024
حسب الصحيفة البريطاني، فقد وقع حادث تحطم طاشر في مدينة ميديلين الكولومبية المعروفة بازدحامها. ومن المفرح أن جميع من كانوا على متن الطائرة نجوا بأعجوبة من هذه المحنة المروعة.
كان من المفترض أن تستغرق الرحلة 12 دقيقة فقط، تُحلق فيها المروحية بركابها إلى أحد المطاعم الفاخرة، إلا أن الطيار فقد معظم سيطرته على المروحية بعد ثوان من الإقلاع، فتهاوت في دوران سريع، ثم اصطدمت بمبنى مطعم آخر على بُعد أمتار قليلة.
ثم تدحرجت المروحية إلى ركن من المبنى، ونشبت في هوائي اتصالات مرتفع، وبقيت معلقة في الهواء، وقد انقلبت رأساً على عقب.
ورد كذلك مقطع فيديو لبداية الحادثة يُسمع فيه شهود عيان وهم يصرخون ذعراً، وبعضهم يصوِّر الحادثة، وتُسمع أصواتهم وهم يقولون: "سقطت [المروحية]، لقد ماتوا".
لكن مشيئة الرب أرادت أن يعلق حطام المروحية في المبنى، فهُرع أكثر من 70 عامل إنقاذ إليها، وتمكنوا من إخراج من كانوا على متنها، ونقلوهم إلى بر الأمان.
فيما ظهرت بعد ذلك لقطات أخرى من داخل الطائرة، يُسمع فيها راكب يُدعى فرانسيسكو سالاس، وهو يبلغ من العمر 36 عاماً ويقيم في تكساس، وهو يتصل بخدمات الطوارئ ويُحدّثهم بمزيج من اللغتين الإسبانية والإنجليزية.
ثم يتصل بعائلته، ويُجري مكالمة هاتفية غلب عليه فيها الفزع، ويُخبرهم فيها بأنه يحبهم، ويودّعهم بكلمات خشي أن تحمل وداعه الأخير لهم.
كان سالاس مع صديقته لويزا أوسوريو على متن الطائرة، وقال لصحيفة The Daily Mail البريطانية، إنه حسبَ أنه مقبل على الموت لا محالة، و"كان هاتفي معي، فأجريت مكالمة فيديو مع أمي وأبي"، و"ودَّعت أخي، إذ كانت لحظات عصيبة، فأردت أن أودّعهم جميعاً، وأشكرهم".
فيما قالت لويزا لصحيفة Noticias Caracol الكولومبية إنهم شاركوا في الرحلة لتسجيل محتوى يعرضونه على شبكات التواصل الاجتماعي، ولمّا وقعت الحادثة ظنوا أنهم لن يخرجوا منها سالمين.
تروي لويزا أن المروحية "أخذت تدور بسرعة كبيرة، وقلنا لأنفسنا: (سنموت هنا)"، إلا أنها علقت بعد ذلك، ثم جاء رجال الإنقاذ وقالوا "لا تتحركوا ولو أدنى حركة"، وشرعوا في العمل لإخراجهم.
كان على متن المروحية أيضاً امرأتان من كوستاريكا، إحداهما تُدعى ساندي فيلالوبوس مارين (34 عاماً)، وكارين ريفيرا بيكادا (36 عاماً)، وكولومبي يُدعى خايمي أندريس إيشيفيري.
بينما نجا الطيار بريان ميشيل ألفاريز (32 عاماً) بعد إصابته بجروح طفيفة، وظهر في مقطع فيديو آخر وهو يخرج من المروحية نازلاً على سلم مثبت على الهوائي الذي نشبت فيه الطائرة. وأُصيب مساعد الطيار خايمي إيشيفيري بكسرٍ في ساقه.
استعانت إدارة إطفاء ميديلين بعدة رافعات لإزالة المروحية من الموقع في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، 27 فبراير/شباط. وتحقق السلطات المحلية الآن في الحادثة، وتتحرى عما إذا كانت وقعت لمشكلة فنية في المروحية أم لسبب آخر. وقد أُوقفت مؤقتاً تصاريح رحلات الطائرات المروحية منذ الحادثة.
