قال موقع Middle East Eye البريطاني، في تقرير نشره يوم الإثنين 26 فبراير/شباط 2024، إن الحرب المستمرة التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة، زادت من صعوبة بيع التمور الإسرائيلية في الأسواق الأوروبية على أعتاب شهر رمضان المبارك، وذلك وفقاً لتقارير صحفية إسرائيلية.
إذ إن ثلث صادرات التمور الإسرائيلية السنوية، التي يصدرها المنتجون الإسرائيليون، تحدث خلال شهر رمضان، لكن مخاوف المقاطعة أدت إلى محاولات لتقليص ذكر مكان زراعة هذه التمور القادمة من إسرائيل.
بيع التمور الإسرائيلية حول العالم
قالت صحيفة Haaretz إن حملة إعلانية تبلغ قيمتها 550 ألف دولار لترويج تمور المجدول الإسرائيلية، عُلقت استجابة لمخاوف المقاطعة، وقد اشتدت حملات التدقيق والفحص ضد المنتجات الإسرائيلية بين الجاليات والمجتمعات المسلمة بأوروبا؛ في أعقاب المجازر التي يرتكبها الاحتلال بغزة.
في حديثه مع صحيفة Haaretz، قال رجل أعمال ذو علاقة بصناعة التمور: "أي شخص يقترب من الأرفف ويرى أن (المنتجات والسلع) تقول (صُنع في إسرائيل) سوف يفكر مرتين. نسبة كبيرة من التمور تُباع خلال شهر رمضان، وأينما تستطيع [المجتمعات المسلمة] أن تشتري من شخص آخر، فسوف يحاولون معاقبتنا".
بيع التمور الإسرائيلية يواجه حملات مقاطعة
في السنوات الأخيرة، كانت هناك حملة متنامية عن طريق حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل (BDS) لتطبيق الضغط الاقتصادي على الشركات الإسرائيلية لإنهاء الاحتلال.
بالنظر إلى أهمية هذه الثمار في شهر رمضان وارتباطها بالشعائر الإسلامية، يحاول كثير من المسلمين التأكد من أن تمورهم تأتي من مصادر مقبولة أخلاقياً.
تعد إسرائيل أحد أكبر منتجي التمور في العالم، لا سيما تمور المجدول المشهورة. وبذلت حركة المقاطعة جهوداً متضافرة كي تضمن أن المستهلكين قادرون على اتخاذ خيار واعٍ وتجنب شراء التمور الإسرائيلية.
قال أحد منتجي التمور الإسرائيليين: "توجد منظمات تدخل المتاجر الكبرى في أوروبا، التي لديها تمور تحمل علامتنا التجارية، وتلصق عليها ملصقات تقول إن المشترين (يسهمون في الإبادة)"، وذلك خلال حديثه مع صحيفة Haaretz.
التمور الإسرائيلية تُزرع في مستوطنات غير قانونية
تقول منظمة حملة التضامن مع فلسطين إن غالبية تمور المجدول الإسرائيلية تُزرع في مستوطنات غير قانونية بالضفة الغربية المحتلة، عن طريق المستوطنين الإسرائيليين.
ويحذّر دائماً النشطاء الذين يقاومون الاحتلال الإسرائيلي، الناس من أنه يجب عليهم أن يفحصوا الملصقات التي تشير إلى منشأ التمور قبل شرائها.
وقد يكون الأثر الاقتصادي على إسرائيل كبيراً جداً. إذ إن حصة إسرائيل البالغة 50% من سوق تمور المجدول، تجعلها الأكبر حول العالم في هذا السوق وبفارق كبير.
بلغت قيمة صادرات التمور الإسرائيلية 338 مليون دولار في 2022، مقارنة بصادرات دولة الاحتلال من جميع أنواع الفواكه الأخرى للعام نفسه، وذلك وفقاً لبيانات وزارة الزراعة الإسرائيلية.
وفي محاولة للتصدي لحملات المقاطعة، يعمل المنتجون الإسرائيليون مع بعض المشترين لتغيير الملصقات على منتجاتهم؛ في محاولة للتعتيم على منشأ التمور، وذلك وفقاً لصحيفة Haaretz.
تقلص صادرات التمور الإسرائيلية
في حين تقلصت صادرات التمور الإسرائيلية إلى تركيا بنسبة 50% في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث تبلغ نسبة صادرات إسرائيل من التمور إلى تركيا نحو 10% من إجمالي صادرات التمور الإسرائيلية.
جدير بالذكر أن حملات كثيرة أطلقها نشطاء العام الماضي، من أجل وقف بيع التمور الإسرائيلية، حيث سبق أن أطلقت منظمة أصدقاء الأقصى (Friends of Al-Aqsa) البريطانية، حملة تدعو المسلمين في المملكة المتحدة إلى تجنّب شراء التمور الإسرائيلية، التي تغزو المتاجر، تزامناً مع قدوم شهر رمضان المبارك.
وتحت شعار "تفقَّدوا الملصق" (Check The Label)، دعت المنظمة الجمهور إلى تفقد ملصقات منتجات التمور في المتاجر قبل شرائها، وحثتهم على تجنب شراء تلك التمور إن وجدوا مكان إنتاجها "إسرائيل" أو "الضفة الغربية" أو "وادي الأردن".
وقامت المنظمة بتوزيع آلاف المنشورات خارج المساجد في مختلف أنحاء البلاد، دعت إلى مقاطعة التمور الإسرائيلية، واحتوت على معلومات توعوية حول تلك المنتجات.
ويقوم النشطاء بتوزيع منشورات بالمساجد والشوارع والمراكز والمؤسسات وعلى أبواب المتاجر الكبرى، باللغات العربية والإنجليزية والبنغالية والأوردية، تدعو المستهلكين إلى مقاطعة التمور التي تحمل ماركة إسرائيلية أو ماركة وادي الأردن.
كما وفرت المنظمة صوراً وأسماء بعض العلامات التجارية الإسرائيلية لمنتجات التمور، داعيةً الناس إلى التعرف عليها وتجنب شرائها. كما دعت جميع المعنيين بالسلام والعدالة إلى مقاطعة جميع السلع والبضائع الإسرائيلية.
وقالت المنظمة، في بيانها الخاص بالحملة: "في رمضان، احرصوا على ألا تفطروا بطعم الفصل العنصري"، وأضافت: "إسرائيل أكبر منتج في العالم لتمور المجدول، دعونا نحرص على عدم شراء التمر الذي يدعم الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي لفلسطين ونظام الفصل العنصري".
100 ألف طن من التمور الإسرائيلية
تشير التقديرات إلى أن إسرائيل تُنتج أكثر من 100 ألف طن من التمور سنوياً، ومجموع الايرادات الإسرائيلية من التمور في السنة يُقارب 100 مليون دولار، والغالبية العظمى منها تباع خلال شهر رمضان المعظم.
وتأتي أغلب التمور الإسرائيلية من مستوطنات غور الأردن المحتل، كما يأتي بعضها من مزارع إسرائيلية في جنوب أفريقيا، حيث تنضج التمور في خريف جنوب أفريقيا الذي هو ربيع النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وبحسب المنظمة، فإنه يتم تصدير 50% من التمور الإسرائيلية إلى أوروبا، وتُعتبر المملكة المتحدة ثاني أكبر مستورد للتمور الإسرائيلية في أوروبا.
كذلك فقد سبق أن أطلق ناشطون متضامنون مع القضية الفلسطينية في الولايات المتحدة حملة لمقاطعة التمور المستوردة من أسواق الاحتلال الإسرائيلي، مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
وأعلنت مؤسسة (مسلمو أمريكا من أجل فلسطين) عن حملتها المتجددة سنوياً، قبل شهر رمضان من كل عام، على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، تحت وسم "# قاطعوا_التمور_الإسرائيلية".
وقالت المؤسسة، في بيان، نها العام الماضي، إن "المقاطعة فعالة للغاية، حيث انخفضت حصة السوق الأمريكية من واردات التمور الإسرائيلية إلى 16.5% عام 2021".
وعن أسباب المقاطعة، قالت المؤسسة في بيان لها على موقعها الإلكتروني، إن "نحو 60% من التمور الإسرائيلية تُزرع في مستوطنات غير شرعية على أراضٍ فلسطينية وباستخدام الموارد الطبيعية المسروقة مثل المياه". وأضافت المؤسسة أن العمال الفلسطينيين المضطرين إلى العمل في هذه المزارع بسبب حاجتهم المادية "يتقاضون أجوراً زهيدة، ولا يتم تعويضهم عن عملهم الشاق".
ونشرت المؤسسة في بيانها وعلى حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، أسماء العلامات التجارية لبعض شركات التمور الإسرائيلية الموجودة في الأسواق الأمريكية، مثل "جوردان ريفر" و"سينسيرلي نتس٫ و"أوربان بلاترز" وغيرها.