بدأت سلطات مدينة "كيب تاون" تحقيقاً بعد اجتياح رائحة كريهة للغاية أجواء المدينة الجنوب أفريقية، حيث فحص المسؤولون مرافق الصرف الصحي بحثاً عن أي تسريبات، قبل اكتشاف أنَّ مصدر الرائحة كان سفينة تصدير رست في ميناء المدينة، تحمل على متنها 19 ألف رأس ماشية حية قادمة من البرازيل إلى العراق.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت في تقرير لها، الثلاثاء 20 فبراير/شباط 2024، إن زاهد بدرودين، المسؤول عن المياه والصرف الصحي في مكتب رئيس البلدية، كتب على وسائل التواصل الاجتماعي أنَّ المحققين أكدوا أنَّ رائحة الصرف الصحي المنتشرة في أجواء أجزاء من المدينة كانت صادرة عن سفينة الماشية.
من جانبها، انتقدت جماعات الرفق بالحيوان ممارسة تصدير الحيوانات الحية، قائلة إنَّ تلك الرائحة الكريهة "التي لا يمكن تخيّلها" تشير إلى ما عانته الحيوانات من أوضاع قاسية على متن السفينة.
في السياق ذاته، قالت الجمعية الوطنية لمنع القسوة على الحيوانات (SPCA) إنَّها أرسلت مستشاراً بيطرياً على متن السفينة، لتقييم صحة الحيوانات، مؤكدة على معارضتها الشديدة لتصدير الحيوانات الحية عن طريق البحر.
كما قالت الجمعية في بيانٍ لها: "تشير هذه الرائحة إلى الظروف المُروّعة التي تتحمّلها الحيوانات التي أمضت بالفعل أسبوعين ونصف الأسبوع على متن السفينة، وسط تراكم البراز والأمونيا". وأضافت أنَّ "الرائحة على متن السفينة كانت كريهة إلى درجة يستحيل تخيّلها، ومع ذلك تتحمّل الحيوانات ذلك كل يوم".
وفقاً للموقع الإلكتروني لمنصة "Marine Traffic"، المعنية بتوفير بيانات السفن ومواقعها في الموانئ، فإنَّ السفينة البالغ طولها 190 متراً هي سفينة مواشٍ ترفع العلم الكويتي. ووفقاً للجمعية الوطنية لمنع القسوة على الحيوانات، رست السفينة في مدينة "كيب تاون" لتحميل العلف للماشية.
بينما أدان أيضاً حزب "التحالف الديمقراطي" في جنوب أفريقيا نقل المواشي الحية. وقال الحزب في بيانٍ إنَّ "تصدير الحيوانات الحية يُعرّضها لظروف خطيرة- كما يتضح من هذه الواقعة- مثل التعرّض لمستويات خطيرة من الأمونيا والبحار الهائجة والإجهاد الحراري الشديد والإصابات المختلفة والإرهاق، وحتى الموت".
في وقتٍ سابق من هذا الشهر، عادت إلى أستراليا سفينة تحمل أكثر من 16 ألف رأس من الماشية والأغنام، كانت متجهة أيضاً إلى منطقة الشرق الأوسط، بعد أن تقطّعت بها السبل في البحر لمدة شهر تقريباً، بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
حيث رفضت الحكومة الأسترالية طلباً لإعادة تصدير الحيوانات مرة أخرى من خلال طريق أطول يمر عبر جنوب أفريقيا، قائلة إنَّها غير قادرة على التأكّد من أنَّ "ترتيبات نقل الماشية الحية إلى وجهتها النهائية ملائمة لضمان صحتها وسلامتها".