لا شك أن تربية 22 ابناً وابنة تمثل تحدياً كبيراً، خاصة بالنسبة لألكسندر وأوكسانا بافلوف، اللذين يقيمان في ياكوتسك، شرق سيبيريا، المعروفة بأنها أبرد مدينة في العالم وتنخفض درجات الحرارة فيها إلى 64 درجة مئوية تحت الصفر، حسب ما جاء في تقرير لصحيفة The Daily Mail البريطانية الثلاثاء 6 فبراير/شباط 2024.
رحّب الزوجان بصانعة المحتوى على اليوتيوب في منزلهما لتصوير مقطع فيديو عن الجهود الاستثنائية المطلوبة للعيش في هذا الطقس المتطرف. وتتكون عائلتهما الكبيرة من 22 ابناً وابنة، 18 منهم بالتبني، وتتراوح أعمارهم بين 6 إلى 37 عاماً.
في البداية، تبنّى الزوجان بافلوف ثلاثة أطفال في مايو/أيار عام 2003، ثم وسّعا أسرتهما تدريجياً على مر السنين. وتخلى ألكسندر عن وظيفته في الهندسة ليقدم مزيداً من الدعم في المنزل مع نمو عائلته.
رغم أن ثمانية من أبنائهما استقلوا بحياتهم وصارت لهم عائلاتهم وانتقلوا للعيش خارج المنزل، لا يزال لدى الزوجان بافلوف 14 طفلاً تحت رعايتهما. وأعربت أوكسانا عن امتنانها للحظات السعيدة التي يتشاركونها خلال العطلات، والاستمتاع بأنشطة مثل الطبخ وممارسة الألعاب.
يبدأ ألكسندر يومه مبكراً، ويغامر بالخروج لجمع الثلج في أبرد مدينة في العالم لتوفير مياه الشرب النظيفة، وهي مهمة ضرورية بسبب اعتماد الأسرة على حاويات المياه الاحتياطية في غياب إمدادات المياه المركزية.
تحدي كبير في أبرد مدينة في العالم
بينما يستيقظ الأطفال للذهاب إلى المدرسة وسط درجات حرارة شديدة الانخفاض، ويُمنح أصغرهم فترة راحة من المدرسة في الأيام شديدة البرودة.
رغم هذا المناخ القاسي، تحافظ عائلة بافلوف على درجة حرارة داخلية مريحة تصل إلى 77 درجة فهرنهايت (25 درجة مئوية) باستخدام مرجلين يعملان بالغاز، ويبلغ متوسط تكاليف التدفئة 200 دولار شهرياً. وتتكون وجبة الإفطار عادة من فطائر ياكوت التقليدية ومربى التوت محلية الصنع.
كما أن المساحة المحدودة في المنزل تستلزم تنظيم الوجبات على مرتين لضمان حصول جميع الأطفال على طعام كافٍ قبل التوجه إلى المدرسة، ويصطف الأبناء في طابور طويل أمام دورة المياه.
بينما تختار العائلة الملابس بعناية لتتحمل ظروف الطقس القاسية داخل أبرد مدينة في العالم، فيرتدون سراويل عازلة وسترات شتوية خاصة. واحتياطات السلامة لها أهمية قصوى؛ حيث يرافق الأشقاء الأكبر سناً الصغار إلى المدرسة لحمايتهم من قضمة الصقيع. وقرب الأسرة من المدارس وتوفر الحافلات يضمنان النقل الآمن للأطفال.
رغم هذه الظروف الصعبة، يعطي الزوجان بافلوف الأولوية لرفاهية وراحة أبنائهما، وخصصا لهما صالة ألعاب رياضية داخلية، ويتلقيان أيضاً دعماً حكومياً لتغطية النفقات الشهرية للطعام والملابس. وأشاد كثير من مشاهدي المقطع بإيثار الزوجين وتفانيهما في تربية أبنائهما وسط هذه البيئة القاسية.