علماء يحذرون من انتشار وباء “فيروسات الزومبي”.. ما علاقتها بالقطب الشمالي؟

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/27 الساعة 10:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/27 الساعة 10:54 بتوقيت غرينتش
فيروسات الزومبي تهدد بانتشار أوبئة كانت خاملة لآلاف السنين - CC0

حذَّر علماء من إمكانية انتشار وباء "فيروسات الزومبي" القديمة، موضحين علاقة ذلك بذوبان الثلوج في القطب الشمالي.

كان بعض الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحدثوا عن أنه لم يبق أمام البشرية إلا وباء الزومبي، في معرض سخريتهم بعد انتشار وباء كورونا (كوفيد-19)، لكن الأمر قد يصبح حقيقة، بحسب تحذيرات خبراء من انتشار سلالات فيروسية قديمة تدعى بـ"فيروسات الزومبي".

فيروسات الزومبي

قد لا يكون أثر هذه الفيروسات كما في أفلام الزومبي في هوليوود، ولكن العلماء يخشون من أوبئة قاتلة بقيت خاملة لآلاف وربما ملايين السنين، داخل جليد القطب الشمالي.

لفظ الزومبي هذه المرة يطلق على الفيروسات نفسها وليس على المصابين، بسبب إمكانية عودة نشاطها بعد أن كانت خاملة داخل التربة الصقيعية في القطب الشمالي، إلا أنه بفعل تغير المناخ يمكن أن يؤدي الذوبان إلى انتشارها كوباء عالمي، بحسب مجلة "the open journal Viruses".

تسمى الأمراض الخاملة باسم "ميكروبات ميثوسيلا"، ويطلق عليها أيضاً اسم "فيروسات الزومبي"، داخل التربة الجليدية في كل من كندا وسيبيريا وألاسكا، وهي تغطي خُمس نصف الكرة الشمالي.

بحسب تقرير حديث لصحيفة "theguardian"، فإن ما يزيد مخاوف العلماء من اقتراب انتشار الأوبئة من "فيروسات الزومبي"، هو تغير المناخ الذي يتسبب في ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي بمعدل أسرع أربع مرات من بقية الكوكب.

أفاد أيضاً بأن "العلماء الذين يراقبون الفيروسات القديمة يخططون لإنشاء شبكة مراقبة في القطب الشمالي، لتتبع أي حالات مبكرة لمرض ناجم عن أي سلالات قديمة من الفيروسات".

وقالت الصحيفة إنه سيتم كذلك فرض حجر صحي وعلاج طبي متخصص للأشخاص الذين يصابون بهذه الفيروسات، لمنع انتشارها.

ونقلت الصحيفة عن البروفيسور كلافيري، من جامعة إيكس مرسيليا، قوله: "في الوقت الحالي، تركز تحليلات التهديدات الوبائية على الأمراض التي قد تظهر في المناطق الجنوبية، ثم تنتشر شمالاً، وليس العكس".

في حين أنه "على النقيض من ذلك لم يتم إيلاء سوى القليل من الاهتمام لتفشي المرض الذي قد يظهر في أقصى شمال الأرض، ثم ينتقل إلى الدول الأخرى جنوباً، وأعتقد أن هذا خطأ غير مقصود"، وفق قوله.

اختبارات لعينات من آلاف السنين

درس علماء عينات عدة من التربة الصقيعية، ووجدوا "فيروسات لديها القدرة على إصابة البشر، وبدء تفشي مرض جديد قد يصل إلى مرحلة الوباء العالمي".

في عام 2023، وجدوا كذلك أن إحدى العينات التي تم العثور عليها يبلغ عمرها حوالي 48500 عام.

علق على ذلك عالم الفيروسات ماريون كوبمانز، من مركز إيراسموس الطبي في روتردام، بالقول: "لا نعرف ما هي الفيروسات الموجودة هناك في التربة الصقيعية، ولكني أعتقد أن هناك خطراً حقيقياً باحتمال وجود فيروس قادر على التسبب في تفشي المرض". 

توقع من بين هذه الأمراض فيروسات الزومبي، "شكل قديم من شلل الأطفال"، مؤكداً: "علينا أن نفترض أن شيئاً من هذا القبيل يمكن أن يحدث".

التغيرات على الأرض التي يقف وراءها الإنسان تُسهم في انتشار الأمراض بحسب البروفيسور كلافيري، الذي أوضح أن هناك بعض الأمثلة التاريخية على ذلك، بينها "انتشار فيروس نيباه عن طريق خفافيش الفاكهة التي طردها البشر من موطنها، وربط جدري القرود بانتشار التحضر في أفريقيا".

انطلاقاً من ذلك قال: "ها نحن على وشك أن نشهد ذلك في القطب الشمالي، جراء ذوبان الثلوج بفعل التغير المناخي المسؤول عنه الإنسان بشكل كبير"، مع انتشار المصانع وحرق الوقود المسبب لانبعاثات بجميع القطاعات الاقتصادية، ويُعدّ مصدر أكثر من 70% من انبعاثات الغازات الدفيئة حول العالم.

لكنه أشار إلى أن "سيناريو انتشار فيروس غير معروف كان قد أصاب الإنسان القديم ليعود إلينا مجدداً، يصبح مع الزمن احتمالاً حقيقياً"، وأن الهدف من التحذير منه هو التوعية بخطره، ومحاولة مواجهت من الآن، وليس إثارة الذعر.

فيلم الزومبي

فيلم الزومبي أو مسلسلات الزومبي مثل The Last of Us، تحظى عادة بمتابعات وتقييمات جيدة، لا سيما الأخير، الذي يعد من آخر إنتاجات السينما عن الزومبي، وهو مستوحى من لعبة فيديو شهيرة.

كذلك الأمر بالنسبة لمسلسل "The Walking Dead" المستمر منذ عام 2010، واشتق عنه العديد من المسلسلات الأخرى، لما تلقاه الإنتاجات المتعلقة بالزومبي من متابعة كبيرة.

تحميل المزيد