تشهد جغرافيا الأرض تغيرات تؤثر على سطحها باستمرار، من بينها ما رصده العلماء خلال عام 2023، من انقسام الهند إلى قسمين، وازدياد مساحة أمريكا مليون كيلومتر مربع، بحسب دراسات حديثة.
يقدم لك التقرير التالي، معلومات قد تسمعها لأول مرة، عما تشهده جغرافيا الأرض من تغيرات مهمة بالنسبة لبعض البلدان التي ترغب في تحديد أو توسيع أراضيها الدولية.
ازدياد مساحة أمريكا
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في 19 ديسمبر/كانون الأول، ازدياد مساحة الولايات المتحدة الأمريكية 2023 مليون كيلومتر مربع.
نشرت الوزارة خريطة بإحداثيات جديدة، تحدد ما تعتقد أنه سيكون عليه الجرف القاري الممتد على أراضيها وفق الزيادة في مساحتها.
تتشكل الرفوف القارية الجديدة، من سبع مناطق في القطب الشمالي، والمحيط الأطلسي (الساحل الشرقي)، وبحر بيرنغ، والمحيط الهادئ (الساحل الغربي)، وجزر ماريانا الشمالية، ومنطقتين في خليج المكسيك.
على إثر ذلك، تطالب الولايات المتحدة بملكية مليون كيلومتر مربع من شركة ECS، ما يعادل ضعف مساحة إسبانيا تقريباً.
من جانبه، أعلن نائب حاكم ألاسكا السابق، والرئيس السابق للجنة أبحاث القطب الشمالي الأمريكية، ميد تريدويل: "أمريكا أكبر مما كانت عليه بالأمس".
وقال: "المساحة الجديدة، والموارد الجوفية، تحت الأرض التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، أكبر بمساحة كاليفورنيا مرتين".
كيف حدثت الزيادة على مساحة أمريكا؟ الرفوف القارية (المعروفة اختصاراً بـECS)، تُعدّ مناطق من قاع البحر الضحل، تظهر على السواحل الكبيرة مع الزمن، ويمكن أن يصل طولها إلى 230 ميلاً.
ما أهمية زيادة المساحة؟ من خلال توسيع المساحة، يمكن للبلدان استغلال أي موارد طبيعية قد تكمن في هذه المناطق بشكل مشروع.
هذا يمكن أن يوسع إمكانات أمريكا في مجالات عدة، مثل التعدين والشحن وصيد الأسماك والأمن، بحسب تقرير نشرته مؤسسة ألاسكا العامة للإعلام.
تفيد تقارير لموقع "IFL Science"، بأن الولايات المتحدة تتبع بذلك خطى 75 دولة أخرى، بتوسيع نظام ECS الخاص بها.
لكن يتوجب على أمريكا، أن تقدم أبحاثها وبياناتها إلى اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لتشريع زيادة مساحتها، وذلك بحسب مركز "ويلسون" للأبحاث.
إلا أن أمريكا من الدول القليلة التي ليست جزءاً من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، نظراً لنزاعات سياسية طويلة الأمد، ما يمثل عقبة أمامها.
انقسام الهند إلى قسمين جغرافياً
كشفت دراسة جديدة نشرتها مجلة "Science"، أن الصفيحة القارية الهندية التكتونية تنقسم إلى قسمين.
يرى العلماء أن التغيير يحدث أفقياً على الصفيحة القارية، وأنها تنقسم إلى طبقات منفصلة، ما يثير الجدل في المجتمع العلمي، حول علاقة ذلك بتشكّل هضبة التبت، أكبر هضبة في العالم وأعلاها على جغرافيا الأرض.
جاء في الدراسة أن الجزء الأعلى من قسمي الصفيحة، يفسر ارتفاع هضبة التبت، في حين أن الجزء السفلي يفسر انخفاض المكان حولها.
استخلص الباحث سيمون كليمبيرر من جامعة ستانفورد، والمشاركون معه في الدراسة، انقسام صفيحة القارة الهندية، من مستويات الهيليوم الموجودة في ينابيع التبت.
تتوفر الدراسة، في موقع الأرشيف المفتوح ESS للدراسات الأكاديمية، وتشير إلى أن وشاح الأرض كان قريباً بما يكفي من سطح الأرض لظهور الهيليوم-3 النادر، عبر الينابيع، في شمال التبت.
تغيّرات جغرافيا الأرض
تشهد جغرافيا الأرض تغيرات دائمة، لا سيما أن حركة الماء مستمرة، والطقس متقلب، بالإضافة إلى حدوث الزلازل والبراكين، والأعاصير، وكلها تعد أسباباً رئيسية لإحداث تغيرات مفاجئة.
يضاف إلى ذلك تعرية الأرض والجليدية الثلجية التي تحدث بسبب تآكل الأنهار الجليدية، وكذلك التعرية متأثرة بالرياح، بالإضافة إلى عاملي التآكل والترسب بشكل بطيء.
الصفائح الأرضية أو التكتونية تعد الطبقة الخارجية من سطح الأرض أو الغلاف الصخري (Lithosphere)، وتتحرك بشكل بطيء جداً بمقدار سنتيمترين إلى 15 سنتيمتراً في العام الواحد، عند المنطقة الفاصلة بين الغلاف الصخري والغلاف المائع. صفيحة القارة الهندية وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، هي 3 صفائح من أصل 9 رئيسية، بحجم القارات والمحيطات جغرافياً. تسمى كل صفيحة وفق المنطقة التي تقع فيها، وهي: الصفيحة الهندية، صفيحة أمريكا الشمالية وصفيحة أمريكا الجنوبية، وصفيحة المحيط الهادئ، والصفيحة الأوراسية، والصفيحة الأفريقية، والصفيحة الأسترالية، والصفيحة الهندوأسترالية، وصفيحة القارة القطبية الجنوبية. الصفائح التكتونية نظرية تطورت من نظرية "الانجراف القاري"، للعالم الألماني ألفريد فيغنر (1908 و1912)، التي تقول إن الأرض كانت قارة واحدة فقط، قبل 240 مليون سنة، وتفككت لاحقاً على مدار ملايين السنين.الصفائح الأرضية