في ظل الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والمعاناة التي يعيشها المدنيون بسبب القصف المستمر، وآلام الفقد بعد استشهاد أفراد من عائلاتهم، ظهر عدة أطفال من غزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قرروا نقل واقعهم، من خلال كاميرا هاتف أحد أقاربهم.
وقد تقمص هؤلاء الأطفال دور المراسل الصحفي، من قلب الحدث، وتصوير كل ما يدور من حولهم في عالمهم الصغير، بين صوت القصف ومشاهد الدبابات، وآلام المصابين برصاص وقذائف المحتل.
إذ عبّر هؤلاء الأطفال عن رغبتهم في أن يصبحوا صحفيين عندما يكبرون، ويكون لهم دور واضح، وصوت بارز في المجال الإعلامي، من أجل كشف الحقائق، التي تتم محاولة تضليلها عن فلسطين، حسب الرواية الإسرائيلية.
لكن ما لا يعلمه هؤلاء الأطفال، أنهم استطاعوا من خلال براءتهم، تحقيق حلمهم، ليصبح لقبُهم بين المراسلين في قطاع غزة، والجمهور في مواقع التواصل الاجتماعي، هو الصحفيين الصغار، إذ تتم متابعتهم على ثقة أنهم قادرون على نقل الخبر اليقين، حتى وإن ذلك كان بطريقة غير احترافية، كما هو الحال مع مراسلي الحرب.
الطفل ميسرة
يبلغ من العمر 10 سنوات فقط، وحلمه أن يصبح صحفياً، على الرغم من أنه يعيش بمصير مجهور، وسط الركام الذي خلفه الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
إنه الطفل ميسرة، الذي ظهر من خلال فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، داخل الخيمة التي يجتمع المراسلون الصحفيون الذين يغطون أحداث الحرب على غزة.
وقد ظهر ميسرة وهو يقدم مشروبات للصحفيين، وتعلو ملامحه البراءة والفرح رغم الدمار، كونه يحقق حلمه بلقاء قدواته في مجال الإعلام والصحافة الميدانية.
وشارك عدد من الصحفيين صورتهم مع ميسرة، خلال وجوده معهم في الخيمة المخصصة لهم، فيها تم إهداؤه خوذة رأس كتب عليها "press" والتي تعني صحافة، وتصويره وهو يحمل كاميرا التصوير.
الطفلة لمى جاموس
من خلال هاتف والدها، قررت لمى جاموس، البالغة من العمر 9 سنوات، نقل لحظات القصف من غرفتها بغزة لأول مرة تقرر فيها تقمص دور الصحفية، قبل أن تصبح من بين العديد من الأطفال الآخرين النازحين، بسبب الحرب.
وبعد أن استقرت رفقة عائلتها في خان يونس، ثم رفح، حرصت لمى على نقل ما تعيشه من أحداث بتفاصيل بريئة، لتصبح واحدة من بين المشاهير الذين اختاروا مواقع التواصل الاجتماعي لتكون منصة لهم، ينقلون عبرها الواقع في غزة.
وقد حققت لمى أكثر من 600 ألف متابع عبر حسابها على إنستغرام، فيما تمكنت من تصوير لقاء رفقة الإعلامي في قناة الجزيرة وائل دحدوح.
الطفل عبد الله المجايدة
بفيديو يعبر فيه عن فرحته لوقف القصف خلال فترة الهدنة على غزة، أصبح الطفل عبد الله المجايدة، البالغ من العمر 10 سنوات، مشهوراً بشكل كبير عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن كانت شهرته تزداد يوماً بعد يوم مع بداية الحرب.
وقد بدأ عبد الله رحلته كصحفي صغير في غزة، من خلال نشر محتوى عبر حساب شقيقه الأكبر أشرف مجايدة على إنستغرام.
فيما قال فيما يخص موضوع وقف إطلاق النار، وهي الجملة التي جعلته يخطف قلوب المتابعين، من خلال براءته: "فش صوت طيارات الحمد لله، صار هدنة مؤقتة.. العالم جميل بدون صوت طائرات".
ومن بين المواضيع التي يتحدث عنها المجايدة، قصة نزوحه إلى الشمال في غزة، ومعاناته وأهله في سبيل الحصول على الأكل والماء الصالح للشرب، وكذلك الرعب الذي يعيشه بشكل يومي بسبب صوت الطائرات الحربية، والقصف الدائم على مدن القطاع.
الطفل عبد الرحمن بطاح
الصحفي الطفل عبد الرحمن بطاح، المشهور باسم عبود الغزاوي، والبالغ من العمر 17 سنة، أصبح من بين مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال الفيديوهات التي ينشرها بعفوية كبيرة، للحديث عن الحرب في غزة.
وقد عُرف هذا الطفل، ابن مدينة غزة، بتلقائية أمام كاميرا التلفزيون، خلال عملية نقله للأحداث، التي كان تارة يتحدث عنها بطريقة طريفة، وتارة أخرى بطريقة محزنة ومبكية، والتي كانت دائماً ما تدخل فيها جملته الشهيرة "آيس كوفي".
أما بداية فيديوهات عبود الغزاوي، فكانت دائماً تبدأ بجملة شهيرة، أصبحت تعبر عنه، وهي "مِن هنا، ومن قطاع غزة، ننشر لكم آخر التطورات في البلاد".
وقد تمكَّن عبد الرحمن، الذي كان عدد متابعيه في البداية لا يتعدى آلافاً قليلة، من أن يصبح من المشاهير في غزة رغم الحرب، ووصل عدد متابعيه إلى ما يقارب المليونين ونصف المليون، في أقل من شهرين.