بعبارات من التوراة.. ما هي كلمات الأغنية اليهودية التي استخدمتها “القسّام” في مقطع الأسرى الأخير؟

نشرت "كتائب القسام"، مقطع فيديو يُظهر 3 من المحتجَزين الإسرائيليين المتقدمين في السن، وهم يطالبون بالإفراج عنهم.

وحمل الفيديو عنوان "لا تتركونا نشيخ"، وهي رسالة رددها المحتجّزون للحكومة الإسرائيلية وعوائلهم، قبل أن يختتم المقطع بمقطوعة غنائية حملت عنواناً مطابقاً للعبارات المرددة.

بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي والصحف العربية والدولية لمقطع الفيديو، تصدرت عبارة "لا تتركونا نشيخ" مناقشات المتابعين، إذ تعود الكلمات لأغنية إسرائيلية معروفة تحمل ذات الاسم، يؤديها المغني تشيمي تافوري، ومنها عبارات مقتبسة من إحدى الصلوات في التوراة بالديانة اليهودية.. فما قصة هذه الأغنية التي استُخدمت كخلفية موسيقية لمقطع الأسرى لدى "القسام"؟

اقتباس من الكتاب اليهودي المقدس

الأغنية تكرر مقطعاً رئيسياً معيناً يقول بالعبرية "لا تتركني  في زمن شيخوختي.. لا تتركني عند فناء قوتي"، وهي اقتباس من ترتيل ديني يهودي مأخوذ من المزمور 71، وسفر المزامير هو أحد أسفار التناخ اليهودي (التوراة).

وفي هذه الصلاة يطلب الشخص الذي يُرتل الآية من الله عدم التخلي عنه بعد فناء قوته، فيقول في الصلاة: "لا ترفضني  في زمن الشيخوخة. لا تتركني عند فناء قوتي (..) يا الله، لا تبعد عني. يا إلهي، إلى معونتي أسرع". ويتابع المصلي قائلاً: "والآن أيضاً إذا شخت وأصابني الشيب يا الله لا تتركني، حتى أظهر قوتك لهذا الجيل، وقوتك لكل جيل يأتي".

وتختتم الصلاة بعبارات تقول "تبتهج شفتاي إذ أغني لك (..) لساني أيضاً يتكلم بعدلك اليوم، لأنك قد أخزيت من يلتمسون لي شراً".

ويُستخدم ترتيل "لا تتركني في زمن الشيخوخة" لوصف طلب عدم التنازل عن المسؤولية تجاه المتقدمين في السن في المجتمع اليهودي، وذلك عندما تنتهي الحاجة إليهم، وهو يشير إلى بر الوالدين والأجداد ووجوب عدم التخلي عنهما، وهذا يرتبط ارتباطاً مباشراً بالوصية الخامسة في الكتاب المقدس "أكرم أباك وأمك"، عندما يحتاج الوالدان إلى مساعدة أبنائهما في شيخوختهما، وتقول: "أكرِمْ أباكَ وأُمَّكَ لكَيْ تَطولَ أَيّامُكَ علَى الأرضِ التي يُعطيكَ الرَّبُّ إلهُكَ".

كلمات أغنية "لا تتركونا نشيخ"

"يمتلئ فمي بتسبيحك

يمتلئ فمي بتسبيحك

ويمجدك لساني اليوم كله

 ..

لا لا لا

لا ترفضني في زمن الشيخوخة

عندما تفنى قوتي فلا تتركني

عندما تفنى قوتي لا تتركني

لا تتركونا نشيخ".

مطرب إسرائيلي من أصل يمني

والمطرب شيمي تافوري، الذي أدى الأغنية في العام 1988، يدعى في الأصل شمشون الطويلي، وُلد في دولة الاحتلال الإسرائيلي لعائلة يهودية يمنية، وهو يُعد أحد أبرز مطربيها الكلاسيكيين في موسيقى مزراحي اليهودية الشرقية.

رسالة استغاثة من الجيل الذي "أسس الدولة"

وكان مقطعاً مصوراً للقسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، تم نشره عبر تطبيق تليغرام، الإثنين 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، يظهر 3 مسنين من المحتجَزين الإسرائيليين وهم يخاطبون حكومة الاحتلال قائلين: "نحن شاركنا في تأسيس الجيش الإسرائيلي ونخشى أن نُقتل بسلاح الجو التابع له، ونحن لا نفهم لماذا تُركنا هنا، ويجب أن يُفرج عنا بأي ثمن".

وأعرب المحتجَزون عن استهجانهم  لبقائهم حتى الآن في الأسر، وقال أحدهم: "يجب أن تفرجوا عنا بأي ثمن".

وطلب المحتجَزون من حكومة نتنياهو ضرورة الإفراج عنهم بأي مقابل، مؤكدين ضرورة عدم تركهم يموتون تحت قصف سلاح الجو الإسرائيلي.

وقال أحد المحتجزين في المقطع الذي استخدم أغنية "لا تتركونا نشيخ" خلفية موسيقية له: "نحن لا نفهم لماذا تُركنا هنا، ويجب أن يُفرج عنا بأي ثمن"، موجهاً رسالة إلى نتنياهو، ردد فيها: "لا تتركونا نشيخ" عدة مرات.