من أكثر المخيمات فقراً في قطاع غزة.. مخيم الشابورة الذي يعيش فيه 40 ألف شخص في 15 كيلومتراً مربعاً فقط

عربي بوست
تم النشر: 2023/12/07 الساعة 20:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/12/07 الساعة 20:58 بتوقيت غرينتش
مخيم الشابورة | مواقع التواصل

تعرض مخيم الشابورة، الواقع في مدينة رفح، مثلما هو الحال في عدة مناطق في قطاع غزة، إلى القصف الإسرائيلي، في ظل الحرب التي تشنها دولة الاحتلال منذ بداية "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وقد تسبب عدوان الاحتلال على المخيم، يوم الأربعاء 6 ديسمبر/كانون الأول 2023، في استشهاد 17 شخصاً، وإصابة عشرات الآخرين، إضافة إلى أشخاص آخرين من المفقودين.

ويعتبر هذا المخيم من بين أكثر مخيمات اللجوء التي تعاني التهميش والفقر، مقارنة ببقية مناطق قطاع غزة، إضافة إلى مشكلة الاكتظاظ الخانق؛ وذلك لأنه يعيش نحو 40 ألف نسمة على مساحة لا تزيد على 15 كيلومتراً مربعاً.

تاريخ تأسيس مخيم الشابورة في رفح

تم تأسيس مخيم الشابورة من طرف وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، وذلك بعد النكبة سنة 1948، التي كانت سبباً في تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم.

القصف على مخيم الشابورة | مواقع التواصل
القصف على مخيم الشابورة | مواقع التواصل

وقد جاء بناء المخيم لاستيعاب جزء من اللاجئين الذين توجهوا إلى قطاع غزة، بعد تهجيرهم من المدن الأخرى في الأراضي التي تم استيطانها من طرف اليهود.

فيما جاءت تسمية المخيم بهذا الاسم الذي يعني "الأرض الخالية"، لأنه تأسس في قطعة أرض متبقية من بين السكة الحديد والطريق الرئيسي في مدينة رفح.

مهن مخيم الشابورة 

يعاني سكان مخيم الشابورة من عدة مشكلات اقتصادية، إلا أنهم معروفون باشتغالهم في عدة قطاعات مختلفة، لمحاولة الاستفادة من الموارد المتاحة والبحث عن مصادر دخل متنوعة.

ومن بين أبرز المهن التي يعمل بها رجال ونساء المخيم، يوجد المجال الزراعي؛ حيث يزرع السكان بعض أنواع الخضار والفواكه والزيتون والتين في الأراضي المحيطة بالمخيم، إضافة إلى تربية بعض الحيوانات مثل الدواجن والأغنام والأرانب.

مخيم الشابورة| مواقع التواصل
مخيم الشابورة| مواقع التواصل

كما يُعرف المخيم بالعمل في القطاع الصناعي؛ إذ يمارس السكان بعض الحرف والصناعات اليدوية الشهيرة؛ مثل النجارة والحدادة والخياطة والتطريز والنسيج وصناعة الصابون والشموع والحلويات والمخبوزات.

أما فيما يخص القطاع الخدماتي، فيشغل سكان المخيم مجموعة من المناصب، من بينها المتعلقة بالتعليم، والصحة، والتجارة والنقل والحلاقة والترفيه والتطوع والعمل الجماعي.

مشاكل وتحديات سكان المخيم 

هناك عدة تحديات ومشاكل يواجهها سكان المخيم، والتي تجعل ظروف المعيشة صعبة، في ظل الافتقار إلى الخدمات الأساسية.

ومن بين هذه المشاكل تلك المتعلقة بإمدادات المياه، والكهرباء، والصرف الصحي والرعاية الصحية، الأمر الذي يجعله واحداً من بين أكثر المخيمات فقراً وتهميشاً في القطاع.

كما أن المخيم، وحسب آخر إحصائيات، يعيش فيه ما يعادل 40 ألف نسمة على مساحة لا تزيد على 15 كيلومتراً مربعاً، الشيء الذي يجعله من أكثر المناطق اكتظاظاً في كل قطاع غزة.

فيما يعاني أبناء المخيم من نقص في الفرص التعليمية والتدريبية والتوظيفية؛ مما يرفع من معدلات البطالة والفقر في المخيم؛ إذ حسب تقرير لوكالة الأونروا لسنة 2019، فإن نسبة البطالة في المخيم تصل إلى 53.5%، ونسبة الفقر المدقع إلى 38.8%، ونسبة الأمية إلى 4.6%.

فيما يعتمد السكان بشكل عام على 70% من المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، وهي التي يتم توفيرها بشكل رئيسي من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

أما قصف الاحتلال الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة، فيعتبر من بين أكبر المشاكل التي ترافق سكان المخيم، وذلك لأنها تكون من بين الأسباب الكبرى في تدمير البنية التحتية، والممتلكات الشخصية، زيادة على استشهاد الكثيرين، مما يؤدي إلى ضرر نفسي بشكل كبير للعديد من العائلات هناك.

ثم هناك الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي يحدّ من حرية حركة السكان ويقيدهم داخل منطقة مغلقة، مما يمنع عنهم وصول المواد الأساسية والإغاثية والمساعدات إلى المخيم.

تحميل المزيد