بعد انتهاء الهدنة التي استمرت 6 أيام بين كل من المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، انطلقت الحرب من جديد بين الطرفين، فيما تستمر المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، إذ يجند الاحتلال الإسرائيلي عدداً من جنوده في معظم الألوية للقيام بتوغلات عسكرية داخل القطاع.
من بين أشهر الألوية التي يعتمد عليها الاحتلال في حروبه منذ تأسيسه اللواء 900 أو ما يسمى بـ"لواء كفير"، والذي يترأسه "أفيف كوخافي" إلى أواخر سنة 2023، والذي من بين الخطط التي من المقرر القيام بها داخل هذا اللواء مواجهة كل من إيران وحزب الله.
فما هو لواء كفير؟ ومتى تأسس؟ وما دوره في الحرب الأخيرة على غزة والتي تلت طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ما هو لواء كفير أو اللواء 900؟
حسب موقع "alkhanadeq" تأسس لواء "كفير" سنة 2005 كجزء من اتحاد عدة كتائب، حيث كانت تلك الكتائب وحدات قتالية مستقلة سابقاً. يُعرف هذا اللواء أيضاً باللواء 900، ويُعتبر واحداً من أكبر ألوية جيش الاحتلال.
منذ إنشائه ولفترة طويلة، تمركز اللواء في الضفة الغربية المحتلة بهدف دعم القوات المدرعة. يعمل "كفير" تحت إمرة "القيادة المركزية" في جيش الاحتلال، ويتألف من عدة كتائب، بما في ذلك كتيبة "نحشون" التي تحمل الرقم 90، وكتيبة "شمشون" أو الرقم 92، وكتيبة "حاروف" تحت الرقم 93، بالإضافة إلى كل من كتيبة "دوشيفات" وكتيبة "نيتساه يهودا".
تشمل مهمات لواء كفير القتال في الحروب الصغيرة داخل المدن، مع التركيز على المناطق المعقدة والمأهولة. يسعى اللواء أيضاً إلى إحباط عمليات المقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى اعتقال الفلسطينيين.
تشير إحصائيات الاحتلال الاسرائيلي لعام 2019 إلى أن هذا اللواء كان مسؤولاً عن حوالي 70% من عمليات الاعتقال في الضفة الغربية. يقوم اللواء أيضاً بدوريات وإقامة نقاط التفتيش، وتنفيذ ما يُعرف بـ"أنشطة أمنية منتظمة". كان المركز الرئيسي للواء في قطاع غزة قبل انسحاب الاحتلال منه في عام 2005.
يعرف جنود لواء كفير بارتدائهم للقبعات المموهة والأحذية الحمراء، ويُشترط على الجنود إتمام 8 أشهر من التدريب القتالي قبل خدمتهم الفعلية.
تُخصص الأشهر الأربعة الأولى لتعلم الجنود الانضباط وتطوير لياقتهم البدنية، واستخدام الأسلحة المختلفة. بعد ذلك، يخضعون لفترة تدريب متقدمة تستمر 3 إلى 4 أشهر، تركز على حروب المدن، واستخدام الأسلحة المتقدمة، والقتال من ناقلات الجند المدرعة، بالإضافة إلى التدريب على التعامل مع الحروب الكيميائية.
لواء كفير في حرب 2018
في 11 نوفمبر/تشرين الثاني سنة 2018، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال الإسرائيلية وفصائل فلسطينية في منطقة خان يونس جنوبي قطاع غزة، نتيجة لعملية سرية نُفذت من قبل جيش الاحتلال.
وقد أسفر هذا الهجوم عن استشهاد 7 فلسطينيين ومقتل جندي إسرائيلي، بالإضافة إلى إصابة جندي إسرائيلي آخر.
حسب تصريحات كتائب عز الدين القسام، الجناح المُسلح لحركة حماس، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفّذت عملية تسلل داخل قطاع غزة باستخدام سيارة مدنية، حيث تمكنت من قتل القائد المحلي نور بركة. وفي مطاردة تلك العملية استشهد 6 فلسطينيين، فيما قتل جندي إسرائيلي، وتم تحديد هويات القتلى من خلال تقارير وزارة الصحة في غزة.
نفى جيش الاحتلال الإسرائيلي شائعات اختطاف جندي إسرائيلي، مشيراً إلى أن الهجوم كان بهدف تعزيز الأمن. ولم يقدّم الجيش رواية مفصلة حتى الآن.
لكن في ديسمبر/كانون الأول سنة 2018 قتل كل من الرقيب يوفيل مور يوسف، والرقيب يوسف كوهين، خلال عملية إطلاق نار فلسطينية وسط الضفة الغربية. بالإضافة إلى رقيبين آخرين من لواء "كفير".
كورونا ولواء كفير
خلال سنة 2020، أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيف كوخافي، عن تغييرات جذرية في مهام "لواء كفير"، حيث تحول إلى لواء كبير يضم الوحدات البارزة مثل "غولاني" و"ناحال" و"جفعاتي".
فيما تم تكليف اللواء بالعمل في "عمق أراضي تل أبيب" على جميع الجبهات، ليتحول بذلك إلى جزء من القوات المنتشرة في أماكن حساسة بدلاً من الضفة الغربية.
تجري تغييرات هيكلية كبيرة في "لواء كفير" كجزء من استراتيجية كوخافي، حيث يتجه اللواء نحو تحول إلى قوة مشاة مناورة قوية. إذ أشار ضابط عمليات في كتيبة "كفير" إلى أن هذه التغييرات ستنتهي بحلول نهاية عام 2022، مع التركيز على تحسين كفاءة اللواء في مختلف الأوضاع والتحديات، خاصة تلك المتعلقة بالحرب ضد حزب الله في لبنان.
وعلى الرغم من دور "كفير" المتوقع في مواجهة التحديات الشمالية، إلا أنه واجه تحديات في الضفة الغربية خلال فترة "انتفاضة السكاكين"، إذ خسر اللواء العديد من جنوده خلالها؛ ما دفع قيادتها بتحويل مركز اللواء وتركيزه في منطقة الخليل.
من ناحية أخرى، سجل "لواء كفير" بعض الإخفاقات، بما في ذلك تفشي فيروس "كورونا" في صفوفه في قاعدة تدريب بغور الأردن، حيث أصيب حوالي 100 جندي، وتم إرسال 400 آخرين إلى الحجر الصحي.
فيما أشارت صحيفة "هآرتس" العبرية إلى تورط جنود "كفير" في تجاوزات ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في المناطق، وذلك وفقاً لتحقيقات شرطة الاحتلال.
خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة شارك لواء كفير في التوغلات العسكرية داخل قطاع غزة، وكان مسؤولاً عن قرابة 70% من الاعتقالات داخل القطاع، إلا أنه خسر العديد من جنوده خلال هذه الحرب، فيما أُسر آخرون.