أمريكية دافعت عن الفلسطينيين وقتلها الإسرائيليون.. قصة “راشيل كوري” التي أحبَّت فلسطين

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/27 الساعة 14:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/17 الساعة 10:16 بتوقيت غرينتش
من هي "راشيل كوري" الأمريكية التي أحبَّت فلسطين؟/ wikipedia

قبل 20 سنة قامت ناشطة أمريكية تدعى راشيل كوري بالسفر إلى مدينة غزة الفلسطينية؛ حيث قامت بمحاولة إيقاف جرافات إسرائيلية أثناء محاولتها هدم بعض المنازل في مدينة رفح بقطاع غزة؛ ما أدى إلى قتلها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية.

كانت راشيل ضمن مجموعة من الناشطين الدوليين الذين سعوا إلى وقف هدم الممتلكات الفلسطينية؛ إذ وقف العديد من الشباب الأمريكيين في وجه الجرافات الإسرائيلية التي لم تكترث لوجودهم؛ ما أدى إلى مقتل راشيل في 16 مارس/آذار 2003.

من هي راشيل كوري؟

وُلدت راشيل كوري في 10 أبريل/نيسان 1979 ونشأت في أولمبيا بولاية واشنطن، الولايات المتحدة. كانت البنت الصغرى لوالدها كريغ كوري، الذي كان يعملل في مجال التأمين.

بعد تخرجها في مدرسة كابيتال الثانوية، انتقلت كوري لحضور كلية الإيڤرجرين ستيت، أيضاً في أولمبيا، حيث درست عدة دورات في مجال الفنون. أخذت عاماً من الاستراحة عن دراستها للعمل كمتطوعة في هيئة حفظ الطبيعة في ولاية واشنطن. 

<strong>من هي راشيل كوري؟</strong>/ wikipedia
من هي راشيل كوري؟/ wikipedia

وفقاً لتقارير حركة التضامن الدولية، قضت ثلاث سنوات في زيارات أسبوعية لمرضى الأمراض العقلية.

أثناء دراستها في كلية الإيڤرجرين ستيت، أصبحت "ناشطة سلام ملتزمة"؛ حيث نظمت فعاليات سلام من خلال مجموعة محلية تدعى "أولمبيانز فور بيس آند سوليداريتي". انضمت فيما بعد إلى منظمة حركة التضامن الدولية (ISM) من أجل الاحتجاج على سياسات جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة.

في سنتها الدراسية الأخيرة اقترحت راشيل برنامجاً دراسياً مستقلاً يتيح لها السفر إلى غزة، والانضمام إلى فريق ISM، وبدء مشروع "مدينة شقيقة" بين أولمبيا ورفح". قبل مغادرتها، نظمت أيضاً برنامجاً للمراسلة بين أطفال أولمبيا ورفح.

راشيل كوري وحب فلسطين؟

كانت راشيل كوري ناشطة سلام دولية أمريكية، عُرفت بمناصرتها للقضية الفلسطينية كما كانت عضواً فعّالاً في حركة التضامن الدولية المؤيدة للفلسطينيين (ISM)، وكانت تنشط في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية.

سنة 2003، في مدينة رفح التي تقع في قطاع غزة؛ حيث كان الجيش الإسرائيلي يقوم بهدم منازل فلسطينية في ذروة الانتفاضة الفلسطينية الثانية. كوري قررت الوقوف في وجه جرار دبابة مدرعة، سعياً لوقف الهدم، لكن المأساة انتابتها عندما سحقتها الجرافة بظروف متنازع عليها.

قد جاءت كوري إلى غزة كجزء من مقترح دراستها المستقلة للسنة النهائية في الكلية، بهدف ربط مدينة أولمبيا برفح كمدينتين شقيقتين. وأثناء إقامتها هناك، انضمت إلى نشطاء آخرين في ISM في محاولات لمنع هدم الممتلكات الفلسطينية.

اخر صورة لراشيل بعدما دهستها جرارة الاحتلال/ wikipedia
اخر صورة لراشيل بعدما دهستها جرارة الاحتلال/ wikipedia

تزعم السلطات الإسرائيلية أن الهدم كان يستهدف القضاء على أنفاق تهريب الأسلحة، ولكن هذا الادعاء تم تحدّيه من قِبل منظمات حقوق الإنسان الدولية. 

النقاش حول طبيعة وفاة كوري ومدى مسؤولية مُشغِّل الجرافة مستمر فزملاء النشطاء أكدوا أنها تعرضت للدهس بشكل متعمد، بينما زعمت القوات الإسرائيلية أنه كان حادثاً لعدم رؤية مشغل الجرار لها.

بعد الحادث، قام الجيش الإسرائيلي بفتح تحقيق مع سائق الجرار، واستنتج أن وفاة كوري كانت نتيجة حادث لعدم قدرة السائق على رؤية كوري أمام الجرار. جذبت هذه النتيجة انتقادات من منظمات العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش"  و"بتسيليم ويش دين".

خلال سنة 2005، قام والدا كوري برفع دعوى قضائية مدنية ضد الدولة الإسرائيلية، اتهموها فيها بعدم إجراء تحقيق كامل وجدير بالاعتماد في القضية، وبالتالي تحمّل المسؤولية عن وفاة ابنتهم. 

رفعوا دعوى للحصول على تعويض رمزي قدره دولار واحد فقط. ومع ذلك، رفضت المحكمة الإسرائيلية دعواهم في أغسطس/آب سنة 2012، مؤكدة نتائج التحقيق العسكري، ومعلنة أن الحكومة الإسرائيلية ليست مسؤولة عن وفاة كوري.

تم سماع استئناف ضد هذا الحكم في 21 مايو/أيار  2014، ولكن تم رفضه في النهاية من قِبل المحكمة العليا في إسرائيل في 14 فبراير/شباط سنة 2015.

مؤسسة راشيل كوري للسلام 

منذ وفاة راشيل قام كل والدها ووالدتها من إتمام ما بدأته من خلال مؤسسة راشيل كوري للسلام والعدالة، وهي منظمة شعبية غير ربحية تدير وتدعم البرامج التي تعزز الروابط بين الناس، والتي تبني التفاهم والاحترام والتقدير للاختلافات، والتي تعزز التعاون فيما بين المجتمعات المحلية والعالمية.

تشجع المؤسسة وتدعم الجهود الشعبية الرامية إلى تحقيق حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، والتي تعتبرها المؤسسة متطلبات مسبقة للسلام العالمي. وأيضاً استمراراً للعمل الذي بدأته راشيل كوري، كان التركيز الأولي للمؤسسة منصباً على الاحتلال الإسرائيلي والقضية الفلسطينية.

تدير المؤسسة وتدعم المشاريع التي تعمل على التثقيف من أجل السلام والعدالة، والتي تعزز الروابط والتفاهم بين الشعوب على المستويين العالمي والمحلي، والتي تشجع استخدام الفن والكلمة المكتوبة في تعزيز العدالة والسلام، والتي تشجع المشاركة الشعبية الفردية في تحقيق رؤية إيجابية للعالم.

خلال سنة 2020 منح الرئيس الفلسطيني محمود عباس  الناشطة الأمريكية الراحلة راشيل كوري وسام نجمة الحرية الذي يعتبر من أرفع الأوسمة في فلسطين.

تحميل المزيد