بها أول دير مسيحي، وبقيت معقلاً لفرسان الهيكل حتى فَتْحِها صلاح الدين الأيوبي.. تاريخ مدينة “دير البلح”

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/27 الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/27 الساعة 13:47 بتوقيت غرينتش
Social Media/ أين تقع دير البلح وسبب تسميتها؟

فتحها عمرو بن العاص في عام 13 هجرية، كانت أول مدينة تحرر في فلسطين من الصليبيين على يد صلاح الدين الأيوبي، فيها مقام الخضر الشهير، إنها مدينة دير البلح الواقعة وسط قطاع غزة، فما الذي نعرفه عنها؟

أين تقع دير البلح وسبب تسميتها؟

دير البلح هي مدينة فلسطينية تقع في وسط قطاع غزة، وهي العاصمة الإداريّة لمحافظة دير البلح.

تقع دير البلح جنوب مدينة غزة على بُعد 14 كيلومتراً، فيما تبعد عن القدس 92 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي، أما عدد سكانها فيقدر بنحو 300 ألف نسمة، وفقاً لإحصاء عام 2021 الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

يعود تاريخ دير البلح إلى العصر البرونزي المتأخر، حين كانت حصناً من حصون المملكة المصرية الحديثة، فيما يُقال إن أول اسم أطلق على دير البلح كان "الداروم"، ومن ثمّ "الدارون"، وهما في اللغتين الكنعانية والآرامية يعنيان "الجنوب".

في حين أن الداروم يعني أيضاً بستان النخيل الذي كان يقع غربي المدينة، وهو الاسم الذي عرفت به في السجلات العثمانية أيضاً "دير داروم".

كما عرفت في فترة من الفترات باسم "مار جرجس" و"دير الخضر" نسبة إلى مقام الخضر المسيحي.

Shutter Stock/ أين تقع دير البلح وسبب تسميتها؟
Shutter Stock/ أين تقع دير البلح وسبب تسميتها؟

فيها مقام الخضر المسيحي، وعمرو بن العاص أدخل الإسلام إليها

يعود تاريخ بلدة دير البلح إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، خلال العصر البرونزي المتأخر، حيث كانت تستخدم كحصن للمملكة المصرية الحديثة على حدودها مع بلاد كنعان.

تحولت مدينة دير البلح إلى أقوى حصون مصر الستة في منطقة شرق البحر المتوسط، تحت حكم الملك رمسيس الثاني، الذي حكم من عام 1303 قبل الميلاد حتى عام 1213 قبل الميلاد.

بدأت سلسلة الحصون هذه من حصن سيناء في الغرب، وامتدت عبر طريق حورس العسكريّ حتى وصلت إلى بلاد كنعان.

استمرت دير البلح تحت سيطرة المصريين حتى حوالي عام 1150 قبل الميلاد. ومن ثم، غزا "الفلستيون" المنطقة الساحلية الجنوبية من أرض كنعان.

في حين أن دير الخضر كان أول دير مسيحي يُبنى في فلسطين، وذلك على يد القديس هيلاريوس خلال الحقبة البيزنطية، والذي أقام فيه حتى مماته، وهو أقدم دير لا يزال قائماً في فلسطين.

ويقع الدير على بعد حوالي 200 متر شمال شرقي مركز مدينة دير البلح، ويتميز بوجود رسومات لعناقيد مصلبة تذكر بفن العمارة الصليبي، كما توجد في المكان نفسه بعض النقوش اليونانية والتيجان الكورنثية والأعمدة الرخامية، الأمر الذي يؤكد بناء مقام الخضر فوق الدير الصليبي، فيما تقول الروايات الأخرى إن اسم المقام منسوب إلى القديس "جرجس"، وتعني هذه الكلمة "الخضر" باللغة العربية.

أما بداية الحقبة الإسلامية في دير البلح فكانت في عام 632م (11 للهجرة) عندما شن القائد المُسلم أسامة بن زيد غارةً على دير البلح التي كانت تسمى آنذاك بـ"داروم" التي كانت تحت سيطرة البيزنطيين حينها، ولكنه لم يستطع دخولها.

وفي عام 13 هجرية كانت دير البلح من أوائل المناطق التي ضُمَّت إلى الخلافة الراشدة في فلسطين، بعد أن دخلها عمرو بن العاص وأدخل الإسلام إليها، لا سيما أنها كانت إحدى المدن الرئيسية في مملكة القدس الصليبية.

معقل لفرسان الهيكل إلى حين فتحها على يد صلاح الدين الأيوبي 

بعد سيطرة الصليبيين على دير البلح، استخدموا المدينة نقطة انطلاق لعدد من العمليّات العسكريّة ضدّ مصر الفاطمية، ولكنّها باءت بالفشل.

بعد أن عاد عموري الأول، وهو ابن فولك ملك مملكة بيت المقدس، من هجومه الخامس على مصر عام 1170، قام صلاح الدين الأيوبي -الذي كان في صف الفاطميين حينها- بالهجوم على الحصن ومُحاصرته في إطار غزوه لمملكة بيت المقدس الصليبي.

وعلى الرغم من تحقيقه بعض المكاسب، فإنه لم يتمكن من الدخول إلى داروم أو تدميرها، وأصبحت داروم بعد ذلك معقلاً لفرسان الهيكل وفرسان الإسبتارية القادمين من القدس بقيادة الملك بالدوين الثالث.

وفي عام 1177، عاد صلاح الدين الأيوبي، الذي بات حينها سلطان الدولة الأيوبية، إلى دير البلح، وقام بفتحها، لتكون أول مدينة حُررت في فلسطين من أيدي الصليبيين.

دير البلح في العصر الحديث

سقطت دير البلح في أيدي القوات البريطانية بعد استسلام خان يونس في 28 فبراير/شباط 1917.

تم إنشاء مطار ومعسكر للجيش البريطاني في تلك المنطقة، وأصبحت نقطة انطلاق للقوات البريطانية خلال هجومها على غزة وبئر السبع، اللتين كانتا تحت سيطرة العثمانيين في ذلك الوقت.

أضحت دير البلح جُزءاً من فلسطين الواقعة تحت الانتداب البريطاني ابتداءً من عام 1922.

في عام 1948 نزح إلى دير البلح أعداد كبيرة من الفلسطينيين التابعين إلى لواء غزة، والقليل من لواء اللد ويافا، واستقروا على ساحل دير البلح وعددهم 24 ألفاً.

وفي سنة 1967 وقعت دير البلح في أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وبعد احتلال قطاع غزة أوقف خط السكك الحديدية، واقتلعت القضبان الحديدية والأخشاب، وبنيت مكانها العديد من العقارات والبيوت السكنية.

وفي عام 1994 حُررت المدينة من الاحتلال الإسرائيلي الذي دام 27 سنة، ودخلت قوات الأمن الوطني والشرطة الفلسطينية مدينة دير البلح.

تتبع محافظة دير البلح مخيمات المنطقة الوسطى، وهي النصيرات – والبريج – والمغازي – ومخيم دير البلح.

يعمل الكثير من سكان محافظة دير البلح في الزراعة، وتشتهر بالنخيل، والحمضيات، والخضراوات، والزيتون، والتين، وفقاً لما ذكرته وكالة وفا الفلسطينية.

قد يهمك أيضاً.. نفذتها قوات شارون الخاصة بهدف تدميرها وتهجير سكانها.. ماذا تعرف عن مذبحة قبية 1953؟

تحميل المزيد