كيف تحوّل “بينوكيو” إلى رمز لكشف الدعاية الإسرائيلية الكاذبة على مواقع التواصل؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/23 الساعة 10:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/23 الساعة 14:27 بتوقيت غرينتش
أنف بينوكيو صار رمزاً لكذب الرواية الصهيونية/ مواقع التواصل

رافقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ادعاءاتٌ وكذبٌ إسرائيلي غير مسبوق، فبدأت الدعاية الإسرائيلية في شيطنة المقاومة الفلسطينية من خلال اختراع كذبة قطع رؤوس الأطفال، ثم تحوّلت إلى تبرير القتل وسفك دم المدنيين الفلسطينيين في المنشآت الطبية والمدنية، من خلال ادعائها وجودَ أنفاقٍ ومقراتٍ لقيادة حماس أسفلَها، وهو ما عجزت عن إثباته حتى اللحظة. 

وأمام موجة الكذب والتضليل الممارَسة من قِبل الاحتلال الإسرائيلي وداعميه في الغرب، انتشر إيموجي بينوكيو للردّ على تلك المزاعم والتضليلات، ليتحوّل بينوكيو، وهو أشهر شخصية كرتونية ترمز للكذب، إلى رمزٍ لكشف ومواجهة الدعاية الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي.

من هو بينوكيو؟ ومتى ظهر؟ 

بينوكيو هو شخصية خيالية من تأليف الكاتب الإيطالي كارلو كولودي،  ظهرت القصة لأول مرة في شكل مسلسل عام 1881 في مجلة "جورنال دي بامبيني"، وتم نشرها في شكل كتاب عام 1883. ظهرت باللغة الإنجليزية تحت عناوين مختلفة، وذلك وفقاً للموسوعة البريطانية.

تم نحت بينوكيو من قطعة من الخشب بواسطة نحات الخشب جيبيتو، الذي صار والداً له، وفي القصة، يتصرف بينوكيو مثل الطفل البشري، إذ سرعان ما يقع كثيراً في المشاكل، وغالباً ما يكون مندفعاً ويتعرض للأذى.

بينوكيو
بينوكيو الشخصية الخيالية التي ترمز إلى الكذب/ ويكيبيديا

اللافت في شخصية بينوكيو، هو أنه عندما يكذب يطول أنفه، وعندما يقول الحقيقة يعود أنفه إلى حجمه الطبيعي، وهي الجزئية التي بُنيت حولها الأساطير والخرافات، وارتبط من خلالها كلّ شخص يكثر من الكذب بشخصية بينوكيو.

إذ يعاقب بينوكيو على كل كذبة يرويها من خلال إطالة أنفه، ولا توجد قيود على طول أنف بينوكيو، فهو ينمو كلما روى الأكاذيب وينمو لفترة طويلة لدرجة أنه لا يستطيع الخروج بأنفه عبر باب الغرفة عندما يكثر من الكذب، وانطلاقاً من قصة أنف بينوكيو صار الأخير رمزاً عالمياً للكذب.

أنف بينوكيو.. توقف عن الكذب

كانت الدعاية الإسرائيلية توجّه كامل جهودها من أجل تبرير القصف الهمجي والعشوائي الإسرائيلي الذي نتج عنه استشهاد أكثر من 13 ألف فلسطيني، أكثر من نصفهم أطفالٌ ونساء. 

ومن بين الادّعاءات كان استهداف إسرائيل لمستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات غزة، بالادعاءات المضللة، وذلك من خلال الترويج لإقامة قيادات حماس تحت المستشفى، واعتباره مركزاً لقيادة عمليات المقاومة الفلسطينية. 

وبعد اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي عجزت الدعاية الإسرائيلية عن إيجاد دليلٍ واحدٍ لتبرير ادعاءاتها، رغم مرور أكثر من 10 أيام على اقتحامها للمستشفى. 

بعد ذلك الفشل غصَّت مواقع التواصل الاجتماعي برمز بينوكيو، للتعليق على فيديوهات الاحتلال الإسرائيلي، التي يدّعي فيها وجود أنفاق وأسلحة بالمستشفيات والمساجد وروضات الأطفال. 

ويرمز "إيموجي بينوكيو" إلى الكذب، إذ يستخدم في مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن الكذب، في رسالةٍ واضحةٍ من المستخدمين للجيش الإسرائيلي، بالتوقف عن الكذب الفاضح. 

ويعدّ بينوكيو، تلك الدمية الخشبية صاحبة الأنف الطويل، رمزاً عالمياً للكذب.

نتنياهو بأنف طويل

وفي تعبيرٍ عن حجم الكذب في الدعاية الإسرائيلية الفاضحة في حربها على غزة، انتشرت عدة رسومات كاريكاتيرية، يظهر من خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بصورة أنف طويل الذي يدل على الكذب.

 وفي رسمٍ آخر يظهر نتنياهو بأنف بينوكيو وهو يسيّر الإعلام الغربي أمامه كالنعاج التي تمشي حيثما يريد راعيها، وهذا ما يحدث في حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل ضد غزة.

تحميل المزيد