في ظل حصار مستمر على قطاع غزة منذ أكثر من شهر متواصل، يقوم الاحتلال الإسرائيلي بحرمان الفلسطينيين من حقهم الإنساني في الحصول على المياه للاستهلاك والاستخدام اليومي.
هذا الحرمان يضع عشرات الآلاف من المواطنين أمام كارثة إنسانية تضطرهم إلى استهلاك مصادر الماء غير الصالحة أو الموثوقة لتعويض النقص، مثل استخدام مياه الأمطار وبرك الماء الراكدة في الشرب وتحضير الطعام وللنظافة الشخصية، الأمر الذي يهدد سلامتهم ويعرض حياتهم للخطر بسبب التلوث.
أولاً: ما هو تعريف الماء الملوث؟
المياه غير الآمنة هي المياه التي تحتوي على جراثيم أو طفيليات أو مواد كيميائية سامة. ويمكن أن تصل الجراثيم والطفيليات والمواد الكيميائية الضارة إلى الماء من مصادر عديدة، بما في ذلك براز الإنسان أو الحيوان (البراز)، والطين، والمبيدات الحشرية، والمواد الكيميائية الأخرى. وترتبط المياه الملوثة وسوء الصرف الصحي بانتقال أمراض مثل الكوليرا والتيفوئيد وشلل الأطفال.
1- الإسهال الحاد
يعد الإسهال السبب الرئيسي الخامس لوفاة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات حول العالم. ومن عوامل الخطر الرئيسية للإسهال بين هؤلاء الأطفال هي الهزال في مرحلة الطفولة (انخفاض الوزن بالنسبة للطول)، واستهلاك المياه غير الآمنة، والصرف الصحي غير الآمن.
وعادة ما تنتشر الجراثيم المسببة للإسهال عن طريق الطعام أو الماء الملوث بفضلات الإنسان أو الحيوانات. ويمكن أن يحدث هذا التلوث في البيئة بسبب عدم فعالية أنظمة الصرف الصحي وعدم كفاية مصادر مياه الشرب والمنتجات الغذائية.
2- داء السالمونيلات
يصاب الأشخاص عادة بالسالمونيلا بعد تناول طعام أو شرب مياه ملوثة بالبراز. عندما تترك الحيوانات الأليفة أو البرية برازها في أو بالقرب من مصدر الماء، يمكن لفيروس السالمونيلا بعد ذلك الدخول إلى الآبار الخاصة أو خزانات المياه أو أي إمدادات مياه أخرى.
ويمكن بعد ذلك أن تتحد النفايات الضارة مع المياه من الوسائط المختلفة، بما في ذلك جريان مياه العواصف الملوثة، والجريان السطحي الزراعي، وغيرها.
علاوة على ذلك، يمكن أن يأتي المرض من اللحوم غير المطبوخة ومنتجات البيض والفواكه والخضراوات وأنواع أخرى من المياه والأغذية الملوثة.
تشمل الأعراض الأكثر شيوعاً لداء السالمونيلا والقيء والحمى والإسهال وتشنجات البطن والجفاف.
3- التهاب الكبد أ
التهاب الكبد A هو مرض شديد العدوى يؤثر في المقام الأول على الكبد. يمكن الإصابة بالمرض عن طريق شرب الماء الذي يحتوي على فيروس التهاب الكبد الوبائي (HAV) أو عن طريق الاتصال الوثيق بشخص مصاب بالعدوى.
كما أن غسل وتناول الأطعمة المحضرة بمياه ملوثة يمكن أن يعرض الأشخاص للإصابة بالمرض.
ويُعد الأشخاص الذين يعيشون في مناطق تعاني من سوء إدارة الصرف الصحي والنظافة هم أكثر عرضة لخطر التعرض للفيروس.
تشمل بعض أعراض التهاب الكبد A آلام البطن، والاكتئاب، والغثيان، والتعب، وفقدان الوزن، واليرقان، والحمى، وفقدان الشهية وغيرها.
4- التيفوئيد
التيفوئيد هو عدوى بكتيرية تهدد الحياة وتتميز بتقرح معوي حاد وعدوى. البكتيريا المسؤولة عن هذه العدوى المروعة تسمى السالمونيلا التيفية. وهو نفس النوع من البكتيريا الموجودة في بعض البيض والدجاج. تُعرف العدوى أكثر بالتسمم الغذائي أو التسمم بالسالمونيلا. وينتشر عادة عندما يستهلك الناس المياه الملوثة أو الطعام المغسول بالمياه الملوثة. يمكن لأي شخص يعاني من التيفوئيد أن ينقل البكتيريا الضارة إلى مجرى الدم والأمعاء.
تشمل بعض الأعراض الشائعة للتيفود الحمى المستمرة (39 درجة إلى 40 درجة مئوية)، والضعف، والصداع، وفقدان الشهية، وآلام في المعدة، والطفح الجلدي أو البقع الحمراء، وآلام في العضلات، والتعرق. يؤثر التيفوئيد على ما يقرب من 12 مليون شخص في جميع أنحاء العالم كل عام.
5- الكوليرا
الكوليرا هي عدوى تؤثر في المقام الأول على الأمعاء الدقيقة. تُعرف البكتيريا المسؤولة عن هذا المرض باسم (Vibrio Cholerae).
ينتقل الفيروس عن طريق تناول الماء الذي يحتوي على آثار البراز. عندما تمر المياه غير المعالجة عبر مياه الصرف الصحي في المجاري المائية، فإنها يمكن أن تؤثر على إمدادات المياه.
قد يعاني الأشخاص المصابون بالكوليرا من أعراض، بما في ذلك الجفاف والغثيان والقيء، والإسهال، وتشنجات البطن، والصداع.
إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح أو في الوقت المناسب، يمكن أن تسبب الكوليرا الوفاة في بعض الحالات النادرة.
7- الزحار
الزحار هو مرض ينتقل عن طريق الماء ويتميز بالإسهال الشديد، بالإضافة إلى وجود دم أو مخاط في البراز. يؤثر بشكل رئيسي على الأمعاء وينتشر من خلال سوء النظافة.
ويمكن أيضاً أن يكون سببه البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات الموجودة في الأطعمة غير الآمنة ومياه الشرب، وعن طريق الأشخاص الذين يتلامسون مع البراز.
عادةً ما يعاني الأشخاص المصابون بالدوسنتاريا من أعراض شائعة مثل الإسهال والحمى والغثيان والجفاف وتشنجات المعدة والألم وغيرها.
أعراض ومخاطر شرب المياه الملوثة
أولاً، من المهم معرفة التأثيرات الصحية التي قد يتعرض لها الأشخاص والتي قد تظهر أو لا تظهر على الفور عند استهلاك الماء الملوث.
علاوة على ذلك، تحدد عوامل مثل الصحة العامة والعمر والحالة البدنية للشخص مدى التأثيرات الفعلية التي سيعاني منها عند استهلاك ماء ملوث.
وتشمل بعض المشكلات الأكثر شيوعاً التي يتم الإبلاغ عنها نتيجة شرب المياه غير النقية، على سبيل المثال لا الحصر، الأمراض المنقولة بالمياه التالية:
- مشاكل الجهاز الهضمي.
- الإسهال والغثيان.
- تشنجات الأمعاء أو المعدة.
- آلام الأمعاء أو المعدة.
- الجفاف.
- الموت.
ومع ذلك من الضروري الوضع في الاعتبار أن عدم ظهور أي علامات أو أعراض، لا يعني عدم وجود آثار محتملة على المدى الطويل.
الملوثات المحتملة الموجودة في مصادر المياه هي:
- بكتيريا الإشريكية القولونية.
- البكتيريا القولونية.
- النترات.
- الرصاص.
- الفلوريد.
- الزرنيخ.
- الراديوم.
- مبيدات الأعشاب.
- مبيدات حشرية.
- مواد كيميائية.
- براز.
- مسببات الأمراض الميكروبية.
- الطفيليات.
- الفيروسات.
- البتروكيماويات.
هل الماء الملوث له رائحة؟
في بعض الحالات قد تكون رائحة الماء أو طعمه مختلفاً. ومع ذلك، فإن العديد من الملوثات ليس لها طعم أو رائحة. وهذا لا يترك أي مؤشر على التلوث؛ ما يساهم أكثر في تعريض حياة الشخص للخطر بعد الاستهلاك دون وعي.
هل يمكن غلي الماء الملوث لتنظيفه؟
يقتل الغلي معظم أنواع الطفيليات والبكتيريا والفيروسات. لكن وبالرغم من ذلك، فإنه قد يزيد من تركيزات الملوثات الأخرى المحتملة بسبب تبخر الماء وتركيز تلك العناصر فيه.