كي لا تمتد الصدمة طوال حياته.. 12 خطوة لدعم الطفل الذي فقد عزيزاً عليه في الكوارث والحروب

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/19 الساعة 15:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/19 الساعة 15:53 بتوقيت غرينتش
الفقد والخسارة المفاجئة قد تسبب اضطرابات نفسية وعقلية للطفل - ShutterStock

نجد جميعاً صعوبة في التأقلم عندما يموت شخص عزيز علينا. فالفقد يُعد أكثر أسباب الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب.

ومع ذلك، عندما يضطر طفل صغير أن يتعرض لمشاعر الفقد والخسارة، ويواجه موت شخص عزيز عليه مثل أحد الوالدين/الإخوة/أو الأصدقاء، فإن تبعات الصدمة والحزن المصاحب لها قد تكون لها عواقب وتأثيرات طويلة الأمد قد تغير شكل حياة الطفل بالكامل، حتى بعد نضوجه وتقدمه في العمر.

لذلك من المهم مساعدة الطفل على المرور بطريقة صحية بتبعات وفاة شخص يحبه. فيما يلي نستعرض أشياء يمكن القيام بها لدعم الأطفال خلال هذا الوقت العصيب.

يمكن لفقد شخص عزيز أن يؤثر على حياة الطفل مستقبلاً - ShutterStock
يمكن لفقد شخص عزيز أن يؤثر على حياة الطفل مستقبلاً – ShutterStock

الأطفال وموت شخص عزيز

عندما يموت أحد أفراد أسرتهم، يشعر الأطفال بالحزن ويظهرونه بطرق مختلفة. وتعتمد كيفية تعامل الأطفال مع الخسارة على أشياء مثل عمرهم، ومدى قربهم من الشخص المتوفى، والدعم الذي يتلقونه خلال هذه المرحلة الحساسة.

فيما يلي بعض الأشياء التي يمكن للوالدين والأشخاص المقربين القيام بها لمساعدة الطفل الذي فقد أحد أفراد أسرته أو أحبته على التعافي والمضي قدماً بشكل صحي:

1- نقل الخبر له بكلمات بسيطة ومباشرة

إذا كنت ترعى طفلاً فقد شخصاً مقرباً، من الضروري أن تكون هادئاً ولطيفاً في التعامل مع الفكرة الجديدة، لذلك يُنصح باستخدام كلمات واضحة ومباشرة في الإشارة لموت الشخص المقرب من الطفل، ومنحه لحظة ليستوعب.

2- الاستماع له وتقديم الراحة والدعم

يتفاعل كل طفل بطريقته الخاصة عندما يعلم بوفاة أحد أفراد أسرته. بعض الأطفال يبكون. البعض يطرح الأسئلة. في حين أن الآخرين لا يتفاعلون على الإطلاق وقد يقابلون الأنباء بصمت مطبق.

كل هذه ردود الأفعال مقبولة وطبيعية، فقط يجب مراعاة البقاء مع الطفل خلالها مهما تطلب الأمور، وتقديم عناق ومواساة ودعم، مثل إجابة أسئلته أو معالجة استفساراته أو حتى مجرد البقاء معه كي لا يشعر بالانعزال والوحدة.

ولا بأس أبداً إذا رأى الطفل حزنك أو دموعك عندما تشاركه هذه اللحظة.

3- التعبير عن المشاعر بكلمات واضحة وبسيطة

بعد المواجهة وتلقي رد الفعل الأولى، يُنصح مقدمو الرعاية للطفل الذي فقد شخصاً عزيزاً أن يحثوه على الكلام والتعبير عما يشعر به ويفكر فيه.

ولتسهيل هذه الخطوة قم بوصف مشاعرك وأفكارك لهم. هذا سيجعل من السهل على الأطفال مشاركة ما لديهم. على سبيل المثال يمكن قول: "أعلم أنك تشعر بالحزن الشديد. وأنا حزين أيضاً. لقد أحببنا والدك كثيراً، وكان يحبنا".

4- إخبار الطفل بما يمكن توقعه مستقبلاً

إذا كانت وفاة أحد أفراد أسرة الطفل تعني حدوث تغييرات في حياته أو روتينه، يجب شرح هذه المرحلة بالتفصيل للطفل لكي يتأهب نفسياً للتغيرات الوشيكة.

هذا يساعد الطفل على الشعور بالاستعداد وتجنب المزيد من الصدمة. على سبيل المثال، "ستبدأ في العيش مع عمتك لبعض الوقت"، أو "جدتك ستستقبلك لكي تعيش معها".

التعامل برفق ووعي يمكنه أن يصنع فارقاً ضخماً في التعافي - ShutteRStock
التعامل برفق ووعي يمكنه أن يصنع فارقاً ضخماً في التعافي – ShutteRStock

5- شرح الفعاليات المرتبطة بموت الشخص

من الضروري أيضاً السماح للأطفال بالانضمام إلى طقوس وفاة الشخص العزيز الذي توفي، مثل المشاركة في الجنازات أو خدمات العزاء. فقد أخبرهم مسبقاً بما سيحدث. على سبيل المثال، "سيكون هناك الكثير من الأشخاص الذين أحبوا والداك في منزلنا اليوم". 

6- قد تحتاج إلى شرح مفاهيم الموت

على سبيل المثال "بعد الجنازة، سيتم دفن شقيقك في المقبرة. وفيها يتم وضع جثته في كفن أو تابوت ثم دفنه في الأرض بمراسم خاصة". أو "يمكن أن يبدو هذا وكأنه وداع حزين، وقد يبكي الناس، ويمكنك البكاء إذا أردت".

وبغض النظر عن الديانة والمعتقد، يجب أن تشرح تفاصيل المراسم وأهميتها، وما سيليها بالنسبة لما سيحدث لروح الشخص بعد الموت، وذلك كي لا يشعر الطفل بالغموض والتساؤل.

7- منح الطفل دوراً معيناً 

عادة ما يشعر الأطفال بقيمة وجودهم وأهميتهم عندما يتم منحهم دوراً معيناً في فعاليات دفن وتشييع الشخص المقرب منهم، فهذا يساعدهم على أن يشعروا بأنهم جزء من الأحداث ويساعدهم على التأقلم.

مثلاً يمكنك دعوة طفلك لقراءة القرآن، أو اختيار إلقاء قصيدة، أو جمع بعض الصور لعرضها، أو وضع زهور على شاهد القبر بعد الدفن.

كما يمكن منح الأطفال فرصة تقرير ما إذا كانوا يريدون المشاركة وكيف.

8- ساعد طفلك على تذكر الشخص المتوفى

في الأيام والأسابيع الأولى من الخسارة، من الضروري تشجيع الطفل على رسم الصور أو كتابة القصص أو الحديث عن الشخص العزيز الذي فقده. إذ لا يجب أبداً تجنب الحديث عن الشخص الذي مات. وتُعد عملية مشاركة الذكريات السعيدة عاملاً محورياً في تحفيز التعافي والشفاء من الحزن.

9- منح الطفل فرصة للراحة من الأحداث

لاحظ ما إذا كان الطفل الذي تعرض للفقد والخسارة يبدو حزيناً أو قلقاً أو منزعجاً ومتحفزاً بشكل ما. اسأله عن مشاعره واستمع له ودع الطفل يعرف أن الأمر يستغرق بعض الوقت لكي يشعر بالتحسن بعد وفاة أحد أحبائه.

 قد يواجه بعض الأطفال صعوبة في النوم أو يعانون من المخاوف أو القلق. دع الأطفال يعرفوا أن هذه الأعراض سوف تتحسن بمرور الوقت ولا يجب استعجالها. وامنحهم المزيد من الوقت والرعاية والاهتمام.

10- مساعدة الطفل على الشعور بالتحسن

قم بتوفير الراحة التي يحتاجها الطفل بشكل عام، ولكن لا تحصرها فقط في المشاعر الحزينة. على سبيل المثال: بعد بضع دقائق من التحدث والاستماع له عن الشخص المتوفى، انتقل إلى نشاط أو موضوع يساعد الطفل على الشعور بالتحسن قليلاً. العبوا أو اطبخوا أو اذهبوا معاً إلى مكان ما.

11- منح الطفل الوقت الكافي للتعافي من الخسارة

يُعد التعافي من الحزن أمراً مستمراً ومتراكماً، فقط تأكد من التحدث كثيراً والاستماع لترى كيف يشعر الطفل ويتحسن مع الوقت.

وبشكل عام الشفاء لا يعني نسيان من نحب. وهذا يعني تذكر الشخص بشكل لطيف دون انهيار أو الدخول في نوبات من الاكتئاب الحاد والقلق.

يجب مراعاة مشاعر الطفل وتساؤلاته حول الموت - ShutterSTock
يجب مراعاة مشاعر الطفل وتساؤلاته حول الموت – ShutterSTock

12- الحصول على الدعم النفسي عند الضرورة

إذا كانت وفاة أحد أفراد أسرة الطفل أو المقربين منه أمراً مفاجئاً أو مرهقاً أو عنيفاً، مثل وفاة الوالدين في حادث أو خسارة شقيق أو صديق خلال الحروب والكوارث الطبيعية، فقد يحتاج الطفل إلى علاج نفسي متخصص لمساعدته على التعافي من الصدمة بشكل فعال، وذلك دون أن يتسبب الفقد في التأثير على شخصيته وصحته النفسية والعقلية بشكل مستدام يهدد فرصه مستقبلاً.

تحميل المزيد