تأسس قبل النكبة ويُعدّ مفتاحها الجنوبي.. “حي الزيتون” أكبر أحياء مدينة غزة

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/09 الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/09 الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش
حي الزيتون/ مواقع التواصل

يعدّ حي الزيتون المدخل الجنوبي لمدينة غزة، أحد أكبر أحياء القطاع كثافة سكانية ومساحة، فهذا الحي يتربع على مساحة 9156 دونماً، ويقطنه نحو 78 ألف نسمة، وهم أعلى الأحياء كثافة في العالم.

يقع الحي في قلب المدينة التلية القديمة، ويخترقه شارع عمر المختار أحد أشهر شوارع غزة، أمّا ميزته الاستراتيجية فهو المدخل الجنوبي لمدينة غزة، وتعطي المساحات الواسعة لأشجار الزيتون التي يحتضنها الحي ميزة عسكرية له لجعله أحد أكثر الأحياء التي أفشلت اقتحامات جيش الاحتلال الإسرائيلي لجنوب مدينة غزة. 

تأسس في ثلاثينيات القرن الماضي، واستقبل مهجّري النكبة في الأربعينيات 

كانت قرية غزة هي أبرز المناطق الحضرية الفلسطينية، غير أنه مع مطلع القرن الـ20، لم تعد تلك النقطة الحضرية تسع عشرات الآلاف من العائلات الفلسطينية، وبدأت غزة في التمدد جنوباً.

قبل الحرب العالمية الأولى، كان حي الزيتون يمثل الجزء المكمل لحي الدرج، قبل أن ينفصل عنه، بشقّ شارع "جمال باشا" إبان الحرب الأولى، والذي أصبح يسمى باسمه الحالي "شارع عمر المختار" والذي يضم أسواقاً تجارية أشهرها "سوق السروجية".

وفي الثلاثينات والأربعينيات من القرن الماضي بدأت نواة حي الزيتون في التمدد، مستقطبةً اللاجئين الذين هجروا من أراضيهم وقراهم الفلسطينية خصوصاً بعد نكبة عام 1948، وكانت عائلة مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس الشيخ أحمد ياسين إحدى العائلات التي استقرت في حي الزيتون بعد النكبة. 

ويُعزى جزء كبير من تمويل البناء الأولي لحي الزيتون إلى مؤسسات أجنبية، مثل المستشفيات التبشيرية. 

ما سرّ تسميته بحي الزيتون؟ 

لا شكّ أنّ تسمية حي الزيتون بهذا الاسم لها ارتباطٌ مباشرٌ بأشجار الزيتون الكثيفة التي زرعت في مساحات واسعة منه، إذ يعكف سكان الحي منذ تأسيسه إلى غرس أشجار الزيتون، فعلى الرغم مما دمره الاحتلال الإسرائيلي من أشجار الزيتون في الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية للحي، إلّا أنه وفور كل تدمير يقوم أهل هذا الحي بإعادة زراعة الزيتون مرة أخرى. 

وأصبح الحي رئة قطاع غزة؛ إذ يُعد أكبر أحياء مدينة غزة مساحة، وثاني أكبرها من حيث عدد السكان، وأكثرها احتواءً على أشجار الزيتون ويغطى بمساحاتٍ زراعية واسعة.

معالم تاريخية في حي الزيتون

يضم الحي مساجد أثرية عدة مثل جامع الشمعة الذي اندثرت معالمه القديمة، ومسجد "العجمي"، وجامع "كاتب الولاية" الذي يضم مئذنة عتيقة مكتوباً تحتها بأسطر منذ عام 735 م: "بسم الله الرحمن الرحيم، أمر بعمارة هذه المئذنة مولانا المقر الأشرفي السيفي أفنان العلاني نائب السلطنة الشريفة بغزة المحروسة ابتغاءً لوجه الله في مستهل ذي الحرام سنة خمس وثلاثين وسبعمائة".

حي الزيتون
كنيسة "برفيريوس" بحي الزيتون /مواقع التواصل

كما كان يضمّ هذا الحي مقبرة يطلق عليها "تربة الشهداء" يتوسطها أعمدة رخامية نقشت عليها أسماء العديد من الشهداء الذين استشهدوا في الحروب ضد الغزاة وهم يدافعون عن المدينة.

 وعلاوة على الآثار الإسلامية، يضم الحي أيضاً كنيسة "برفيريوس" التي قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي أحد المباني التابعة لها في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهي ثالث أقدم كنيسة في العالم؛ حيث بنيت في القرن الخامس الميلادي. 

كما يضمّ الحي أيضاً المستشفى المعمداني الشهير والذي بُني مع تأسيس الحي، والذي شهد مجزرة إسرائيلية مروعة في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي راح ضحيتها أكثر من 700 فلسطيني.

شاهدٌ على جرائم الاحتلال الإسرائيلي

كان حيّ الزيتون أحد الشواهد على همجية الاحتلال الإسرائيلي، فإذا كان العالم أجمع قد شهد مجزرة المستشفى المعمداني خلال حرب الإبادة الجارية حالياً ضدّ غزة، فإنّ الحي شهد مآسي أخرى مع كلّ حربٍ أو تصعيدٍ يشنه جيش الاحتلال على القطاع. 

ففي سنة 2004، شهد الحي أكبر اجتياحٍ إسرائيلي له، غير أنّ ذلك الاجتياح كان منطلقاً لمقاومةٍ باسلة ستمرغ أنف الاحتلال لسنين طويلة، وخلال ذلك الاجتياح تمكنت المقاومة الفلسطينية من قتل 6 جنود إسرائيليين بتفجير لغمٍ في آليتهم المحصنة، والاحتفاظ برأس أحد الجنود والتفاوض عليه من أجل وقف العدوان.

حي الزيتون
إحى الغارات على حي الزيتون/ مواقع التواصل

وفي الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة في الفترة ما بين ديسمبر/كانون الأوّل 2008 ويناير/كانون الثاني 2009، شنت قوات الدفاع الإسرائيلية توغلاً برياً في حي الزيتون وقامت بارتكاب مجازر مروّعة في حق عائلاتٍ من الحي، كما واجهت مقاومة عنيفة من المقاومة الفلسطينية.

وتكرر الأمر في حرب 2014، عندما قام الجيش الإسرائيلي بمجزرة مروعة في هذا الحي قاتلاً الأطفال والنساء ومدمراً البيوت على رؤوس ساكنيها بقصف مكثف من الدبابات والطائرات.

تحميل المزيد