هل يمكن للقصف الجوي على غزة أن يتسبب بحدوث زلزال كما ادعى العالم الهولندي المثير للجدل فرانك هوغربيتس؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/08 الساعة 13:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/08 الساعة 15:01 بتوقيت غرينتش
Social Media/ هل القصف يسبب الزلازل؟

حذّر العالم الهولندي المثير للجدل فرانك هوغربيتس، من أن القصف العنيف الذي تتعرض له غزة من قِبل الاحتلال الإسرائيلي، قد يتسبب في حدوث زلزال كبير، فهل القصف يسبب الزلازل فعلاً؟

وقال هوغربيتس، في تغريدة نشرها على حسابه في منصة "إكس"، إن العالم يجب أن يضغط على إسرائيل لوقف هذا العمل الجنوني، وبغض النظر عن أعمال الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، سيكون لهذا القصف تأثير كبير في النهاية على المنطقة ككل، حيث سيتسبب في هزات زلزالية عنيفة.

وأضاف: "سيؤدي القصف إلى تسريع حدوث زلزال كبير على طول البحر الميت".

هل القصف يسبب الزلازل؟

علمياً، فإن القصف الذي يستهدف المدن لا يمكن أن يتسبب بتحرك الصفائح التكتونية التي هي السبب الرئيسي في حدوث الزلزال.

ولكن بإمكان القنابل النووية أن تُحدث زلزالاً صغيراً ومحدود القوة في أثناء انفجارها على الأرض، وذلك لأنها تستطيع إطلاق الطاقة المخزّنة بالفعل في القشرة الأرضية، ولكن لا يمكنها خلق أي صدوع جيولوجية قد تتسبب بزلازل لاحقة.

في حين يؤكد موقع The Conversation الأسترالي هذا الأمر، موضحاً أنه على الرغم من أن الانفجار النووي يطلق الكثير من الطاقة في المنطقة المباشرة، إلا أن كمية الطاقة صغيرة، مقارنة بالضغوط الأخرى على الصفائح التكتونية.

بدورها، أكدت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن الانفجارات النووية بإمكانها التسبب في حدوث زلازل وسلسلة من الهزات الارتدادية، ومع ذلك فإن تلك الزلازل الناجمة عن الانفجار ستكون أصغر بكثير من قوة الانفجار.

وأضافت الهيئة أن الانفجارات ليست كلها يمكن أن تتسبب في حدوث زلزال مباشر، ويقتصر نطاق الزلزال المحتمل الناجم عن الانفجار على بضع عشرات من الكيلومترات من نقطة الانفجار فقط.

في حين تتميز موجات الصدمة الناتجة عن الانفجارات النووية بخصائص مختلفة عن تلك الناتجة عن الزلازل التي تحدث بشكل طبيعي.

كما لفتت إلى أن الكميات الضخمة من المتفجرات  لا تسبب أبداً أي ،ولا حتى صغيرة الحجم، وقد يستغرق الأمر مئات وآلاف الزلازل الصغيرة لتعادل زلزالاً كبيراً، حتى لو كان ذلك ممكناً.

Shutter Stock/ هل القصف يسبب الزلازل؟
Shutter Stock/ هل القصف يسبب الزلازل؟

ما هي الصفائح التكتونية؟

الصفائح التكتونية عبارة عن ألواح من القشرة الأرضية، تتحرك ببطء شديد فوق سطح الأرض.

تتشكل سلاسل الجبال عند حواف الصفائح عند تصادمها، وتتشكل أحواض المحيطات عندما تبتعد عن بعضها البعض.

تحدث البراكين في الغالب عندما تتصادم الصفائح، عندما تحلّ إحدى الصفائح محل الأخرى، مما يدفعها للأسفل إلى حيث قد تذوب جزئياً، ثم ترتفع الصخور المنصهرة جزئياً – والمعروفة أيضاً باسم الحمم البركانية – إلى السطح مسببة بركاناً.

كذلك الأمر، تتسبب حركة الصفائح التكتونية أيضاً في حدوث الزلازل، ولهذا السبب تحدث 90% منها عند حدود الصفائح.

تحدث الزلازل جميعها باستثناء الزلازل العميقة على طول الصدوع، وهي عبارة عن فواصل في القشرة، حيث يمكن للصخور أن تتحرك أمام بعضها البعض استجابة للضغط، يمكن أن يكون هذا الضغط ناتجاً عن الأحداث الطبيعية والأنشطة البشرية.

هل هناك زلازل من صنع البشر؟

الجواب: نعم، هناك الكثير من الزلازل التي حدثت من صنع البشر، ولكن لا يوجد سوى واحد منها كان بسبب القذائف، وتحديداً تلك القنبلة التي اخترعها البريطانيون للوقوف إلى جانب القوات الأمريكية في الحرب العالمية الثانية.

في وقت مبكر من الحرب العالمية الثانية، اخترع مهندس طيران بريطاني اسمه بارنز واليس ما أُطلق عليه "القنبلة الزلزالية"، التي تم تطويرها واستخدامها خلال الحرب ضد أهداف استراتيجية في أوروبا.

تختلف القنبلة الزلزالية إلى حدٍّ ما في المفهوم عن القنبلة التقليدية، والتي عادةً ما تنفجر عند السطح أو بالقرب منه وتدمر هدفها مباشرةً بقوة الانفجار؛ في المقابل، يتم إسقاط القنبلة الزلزالية من ارتفاع عالٍ لتصل إلى سرعة عالية جداً عند سقوطها، وعند اصطدامها تخترق وتنفجر في أعماق الأرض، مسببة كهوفاً أو حفراً ضخمة تُعرف باسم التمويهات، بالإضافة إلى موجات صادمة شديدة.

وبهذه الطريقة، يمكن للقنبلة الزلزالية أن تؤثر على أهداف ضخمة جداً بحيث لا يمكن أن تتأثر بالقنبلة التقليدية، بالإضافة إلى إتلاف أو تدمير الأهداف الصعبة مثل الجسور.

كانت فكرة بارنز واليس هي إسقاط قنبلة كبيرة وثقيلة ذات طرف مدرع صلب، بسرعة تفوق سرعة الصوت (بسرعة قذيفة مدفعية) بحيث تخترق الأرض مثل رصاصة تزن عشرة أطنان تُطلق مباشرة إلى الأسفل، لتنتج موجة الصدمة الناتجة عن الانفجار قوة تعادل قوة زلزال بقوة 3.6 درجة وفقاً لما ذكر على الموسوعة الحرة "ويكيبيديا".

والهدف منها كان تدمير أية هياكل قريبة مثل السدود والسكك الحديدية والجسور وما إلى ذلك.

في حين كانت الزلازل الأخرى التي كانت من صنع البشر لم يكن ولا واحد منها بسبب القصف، وإنما معظمها كان بسبب التعدين والسدود المائية.

في عام 2008، ضرب زلزالٌ قوته 7.9 درجة مقاطعة سيتشوان، وخلَّف أكثر من 87000 شخص بين قتيل ومفقود، كان الزلزالَ الثامن عشر الأكثر فتكاً في كل العصور.

نتج الزلزال عن اصطدام الصفائح الهندية الأسترالية والأوراسية بطول 249 كم عند صدع "Longmenshan"، حيث أدت الضغوط الناتجة عن الصفيحة الهندية الأسترالية المتجهة شمالاً إلى نقل جزء من هضبة التبت شرقاً.

كما أدت القوى الانضغاطية الناتجة عن هذا التحول إلى قص الأرض في موقعين على طول الصدع، مما دفع الأرض إلى الأعلى نحو 9 أمتار في بعض الأماكن.

ووفقاً لما ذكرته منظمة International Rivers الأمريكية، فإنّ كثيراً من العلماء أكدوا أن اصطدام الصفائح وتحركها كانا بسبب الوزن الكبير للمياه المحتجزة بواسطة "خزان Zipingpu"، الذي يقع بالقرب من مركز الزلزال ويبلغ ارتفاعه نحو 156 متراً.

في صباح 25 أبريل/نيسان 2015، ضرب نيبال زلزالٌ قوته 7.8 درجة، وبعد ذلك بأسبوعين أو أكثر قليلاً تعرّض البلد لهزة أخرى من توابع الزلزال قوتها 7.3 درجة، أسفرت عن مزيد من القتلى والدمار، وهو أعنف زلزال يضرب نيبال لأكثر من 80 عاماً.

وكانت نقطة الزلزال في شمال غربي كاتماندو، وتبعد 68 كيلومتراً من بوخارا، ثاني أكبر مُدن نيبال والواقعة على سفوح جبال الهيمالايا.

السبب الطبيعي لوقوع الزلزال كان اندفاعاً مفاجئاً وإطلاق ضغط متراكم تسبب في غوص الصفيحة الهندية الواقعة أسفل جبال الهيمالايا، تحت الصفيحة الأوراسية التي تحمل أوروبا وآسيا، وفقاً لما ذكرته هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

في حين أن بيل ماكجواير ، وهو حالياً أستاذ الجيوفيزياء والمخاطر المناخية في جامعة كاليفورنيا، يعتقد أن السبب الحقيقي وراء تحرك الصفائح كان التغير المناخي الذي هو من صنع الإنسان.

وقال ماكجواير وفقاً لما نقله التلفزيون الهندي India TV News: "إن ذوبان القمم الجليدية في الهيمالايا وارتفاع مستوى سطح البحر أعادا توزيع الوزن على خطوط الصدع القاري الموجودة في نيبال، وبالتالي أثرا على حدوث الزلزال".

في دراسة نشرتها مجلة Nature العلمية البريطانية، أُجريت عام 2017، وجدت أنَّ الزلازل التي حدثت عام 2012 بمقاطعة إيميليا-رومانيا الإيطالية، كان سببها الأنشطة الهيدروكربونية في حقول النفط الموجودة بوادي بو.

في حين ضرب زلزال نادر بقوة 5.4 درجة مدينة بوهانغ في مقاطعة غيونغسانغ الشمالية بكوريا الجنوبية في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، واهتزت على أثره مبانٍ دون أن يسفر عن خسائر مادية كبيرة أو إصابات.

وقالت هيئة الأرصاد الكورية في إفادة صحفية، إن الزلزال وقع على بعد 9 كيلومترات شمالي ميناء بوهانغ في جنوب شرقي البلاد.

ووفقاً لما ذكرته شبكة تلفزيون PBS الأمريكية، فإن الزلزال حدث بالقرب من موقع للطاقة الحرارية الأرضية، حيث تم تنفيذ الحقن الهيدروليكي مؤخراً.

تحميل المزيد