تعتبر قرية يانغسي، الواقعة في مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين، واحدة من بين الأماكن التي حيّرت العلماء لعدة عقود من الزمن، وذلك لأنهم لم يستطيعوا فك شفرة سبب انتشار القزامة هناك دون مناطق أخرى من البلاد، الأمر الذي جعلها تعرف بقرية الأقزام.
إذ يصل عدد السكان قصار القامة في القرية إلى ما يعادل 40%، وأطوالهم لا تتجاوز 115 سنتيمتراً، وهناك من هم أقصر بكثير من هذا المعدل، لكن على الرغم من هذا لم يتمكن أحد من تقديم تفسير منطقي ومحدد لهذه الظاهرة.
قرية الأقزام ومنازل السنافر
على الرغم من أنها كانت واحدة من بين القرى المهمشة قديماً، بسبب موقعها الجغرافي، إلا أن اشتهارها على أنها واحدة من بين أكثر الأماكن التي يجتمع فيها قصار القامة في الصين، جعل الأنظار تنجذب إليها مع مرور الوقت.
وقد أصبحت قرية يانغسي تعرف اليوم باسم آخر وهو "قرية الأقزام"، بعد أن أصبح يتوافد عدد كبير من السياح إلى هذا المكان البعيد، من أجل إلتقاط الصور التذكارية مع السكان، ومعرفة طريقة عيشهم، وطريقة بنائهم للمنازل، والمجالات التي يعملون فيها، وفقاً لقصر قامتهم.
وتحتوي هذه القرية على جميع المرافق العامة التي يحتاجها أي مواطن عادي، والمتمثلة في المؤسسات الحكومية والمحلات والمطاعم، والمدارس، والمستشفيات، حتى محلات الديكور التي تبيع أثاثاً منزلياً صغير الحجم ليناسب طول سكان القرية، ومنازلهم التي لا تشبه المنازل العادية، وكأنها منازل السنافر في أفلام الكرتون.
مرض خبيث.. سبب انتشار القزامة في قرية يانغسي
بعد انتشار قصة قرية الأقزام، وحسب ما نشره الموقع الإخباري "news18"، حاول عدة علماء وباحثين معرفة الأسباب التي جعلت سكان يانغسي من الأقزام، إلا أن أبحاثهم لم تصل بهم إلى نتيجة دقيقة.
إذ حسب شيوخ القرية، فقد دمر حياتهم الهادئة والسعيدة مرض فيروسي خبيث، ضرب المنطقة منذ حوالي 60 سنة، وذلك في إحدى ليالي الصيف الجميلة.
ومنذ ذلك الحين، عانى العديد من السكان المحليين من حالة غامضة أثرت بشكل رئيسي على الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و7 سنوات.
إذ توقف هؤلاء الأطفال عن النمو، وظلوا على الحجم نفسه لبقية حياتهم، فيما كان بعضهم ضحية لعدة إعاقات مختلفة.
وحسب ما يقوله بعض المسؤولين في المنطقة، فقد تم اكتشاف المرض الغريب سنة 1951، إذ كان المصابون آنذاك يوصفون بذوي الأطراف القصيرة.
وقد أجري إحصاء سنة 1985، حيث اكتُشفت حوالي 119 حالة من المصابين بهذا المرض الغامض في القرية، إلا أن المرض لم يتوقف عند الضحايا الأصليين، لكنه انتقل بعد ذلك إلى الجيل التالي أيضاً.
لعنة السلحفاة السوداء.. أساطير قرية الأقزام
بعيداً عن قصة المرض الغريب الذي ضرب قرية الأقزام، إلا أن هناك العديد من الأساطير والقصص والروايات الغريبة التي تشاع عن السبب وراء تحول السكان المحليين إلى قصار القامة.
ومن بين هذه الروايات رواية تقول إن القرية محاطة بقوى الشر، وإنها تفتقر إلى فلسفة الطاقة الإيجابية التي يؤمن بها الصينيون، والتي تسمَّى "فنغ شوي".
بينما يعتقد آخرون أن السبب وراء ما حصل لهم هو أنه لم يتم دفن أجدادهم القدامى بطريقة جيدة تليق بهم، فقاموا بإنزال لعنة عليهم، حولتهم إلى أقزام.
لكن التفسير الأكثر غرابة حتى الآن ينص على أنه منذ زمن طويل، اكتشف رجل يدعى وانغ سلحفاة سوداء بأقدام غريبة، انقسمت الأراء بين تركها أو أكلها، فكان الرأي الثاني هو الفائز، إلا أن النهاية كانت حزينة بعد أن أصابتهم لعنة السلحفاة، وتحولوا إلى أقزام!!