حذر الممثل الأمريكي توم هانكس معجبيه من أن هناك إعلاناً عن خطة تأمين لعلاج الأسنان استخدم صورة لوجهه، إلا أن هذه الصورة مزيفة وقد أنشئت باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، 2 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي رسالة نشرها هانكس لمتابعيه على إنستغرام البالغ عددهم 9.5 مليون، قال إن صورته استُخدمت دون إذنه، وكتب فوق لقطة شاشة لصورة ملتقطة له من مقطع الفيديو: "تحذير!! يوجد مقطع فيديو يروج خطة تأمين ما لعلاجِ الأسنان باستخدام نسخة ذكاء اصطناعي من صورتي. إلا أنه ليس لي علاقة بالأمر".
وسبق أن أعرب الممثل الحائز جائزتي أوسكار عن مخاوفه بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في السينما والتلفزيون، إلا أنه لم يتردد في الموافقة على استخدام نسخ معدلة رقمياً من صورته في أفلامه.
واستخدم فيلم الرسوم المتحركة The Polar Express (الصادر في عام 2004) نسخةً منشأة بالحاسوب CGI لصورة هانكس. واستُخدم الذكاء الاصطناعي أيضاً ليبدو أصغر سناً في مشاهد من فيلم A Man Called Otto الصادر في عام 2022.
وفي لقاء لهانكس مع الممثل الكوميدي البريطاني آدم بوكستون في حلقة بودكاست أذيعت في 18 أبريل/نيسان، قبل أيام قليلة من بدء إضراب كتاب هوليوود، قال هانكس عن تقنيات الذكاء الاصطناعي: "لقد شهدنا صعود هذه الأدوات. وتوقعنا أن يأتي الوقت وتُتاح هذه القدرة على إدخال الأصفار والآحاد داخل الكمبيوتر وتحويلها إلى وجه وشخصية. وكل ما حدث أن الأرقام تضاعفت مليار مرة بعد ذلك، وصرنا نرى هذه النسخ في كل مكان".
وتابع هانكس: "هناك مناقشات تجري في جميع النقابات، وجميع الوكالات، وجميع المكاتب القانونية للوقوف على التداعيات القانونية لاستخدام نسخ من وجهي وصوتي -ووجه كل شخص آخر وصوته- التي تعود ملكيتها الفكرية لنا".
وقال أيضاً: "في الوقت الحالي، إن أردت، يمكنني أن أعزم أمري وأسمح بعرض سلسلة من 7 أفلام أمثل فيها دور البطولة، ويكون عمري فيها 32 عاماً من الآن وإلى الأبد. بل يمكن لأي شخص الآن أن يعد نسخة لنفسه في السن التي يريدها عن طريق الذكاء الاصطناعي أو تكنولوجيا التزييف العميق".
وأردف هانكس: "هكذا، قد تصدمني حافلة غداً، وأموت، لكن العروض يمكن أن تستمر إلى الأبد. وبعيداً عن إدراكك بأن هذه النسخة قد أنشئت باستخدام الذكاء الاصطناعي أو التزييف العميق، فلن يكون هناك شيء يخبرك بأنني لست من أظهر لك على الحقيقة. بل ستكون لهذه النسخ درجة معينة من الجودة النابضة بالحياة. ولهذا بالطبع تداعيات فنية، وتداعيات قانونية".
انتهى إضراب الكتاب الأمريكيين الأسبوع الماضي، وكان أحد أبرز الأسباب الشائكة للإضراب هي المخاوف من أن استخدام الذكاء الاصطناعي بلا رقابة يمكن أن يقوض عمل المبدعين. ووافقت نقابة الكتاب الأمريكية على اتفاقية مع تحالف منتجي السينما والتلفزيون تفرض قيوداً على كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في السينما والتلفزيون.
يُذكر أنه من المقرر أن يصدر العام المقبل فيلم Here من بطولة توم هانكس، وتظهر فيه نسخة معدة من صورته ليبدو أصغر سناً، وقد استُخدم لتوليدها أداة من ابتكار شركة Metaphysic للذكاء الاصطناعي. وقالت الشركة إنها تستطيع إنشاء "نسخ واقعية عالية الدقة لوجوه الممثلين وإزالة ملامح الشيخوخة عنها أثناء التصوير مباشرة وفي الوقت الفعلي دون احتياج إلى مزيد من المونتاج أو إضافة مؤثرات بصرية".