اقتحم 11 ألف جندي وضابط شرطة سجن توكورون الفنزويلي ليعثروا على ملعب بيسبول للمحترفين، وحمامات سباحة، ومعدات لعب للأطفال، وحديقة حيوانات صغيرة تحتوي على القردة وطيور النحام الوردي، بحسب ما كشفته صحيفة Washington Post الأمريكية، الخميس 28 سبتمبر/أيلول 2023.
وعثرت القوات كذلك على أنفاق خرسانية لدخول السجن والخروج منه، كتلك الأنفاق التي كانت موجودةً في السجن الذي كان يقطنه زعيم كارتل سينالوا خواكين "إل شابو" غوزمان، فضلاً عن أنهم عثروا كذلك على 200 امرأة وطفل يعيشون في الداخل.
لكن القوات لم تعثر على أشهر سجناء توكورون: هيكتور "إل نينو" غيريرو.
إذ يرأس إل نينو منظمة ترين دي أراغوا الإجرامية التي ترعرعت داخل السجن، وانتشرت بطول دول أمريكا اللاتينية بين صفوف جاليات الشتات الفنزويلي، التي مثلت الضحايا الرئيسيين للمنظمة.
بينما بدأت الآن سلطات فنزويلا، وكولومبيا، والإكوادور، وبيرو، وتشيلي رحلة مطاردة المجرم الهارب. كما أصدر الإنتربول نشرةً حمراء تطلب القبض عليه. فيما يتساءل النقاد حول الكيفية التي استطاعت بها عصابته أن تحول السجن إلى منتجع ذي 5 نجوم.
ولا شك في أن المطاردة العابرة للقارات تؤكد حجم الخوف من منظمة "ترين دي أراغوا" التي تُروّع الفنزويليين، الفارين من حكومة نيكولاس مادورو المستبدة، وتستخدم في ذلك أساليب الابتزاز والخطف والقتل وتهريب البشر.
وقد حذرت الشرطة في بيرو من أن "ذلك المجرم الخطير ربما دخل إلى الأراضي البيروفية"، ومن المحتمل أنه يخطط لجرائم تحافظ على "تفوق" تجارته القائمة على الابتزاز هناك. فيما أعلنت الحكومة البيروفية عن مكافأةٍ قدرها نحو 132 ألف دولار مقابل أي معلومات تساعد في تحديد موقع غيريرو أو احتجازه داخل بيرو.
وجرى نشر أكثر من 400 ضابط شرطة على حدود بيرو مع الإكوادور لتعزيز أمن الحدود. بينما قالت السلطات في تشيلي البعيدة إنها تعمل على تقوية أمنها الحدودي أيضاً.
قال ريناتو ريفيرا، محلل الجريمة المنظمة الإكوادوري، إن البحث عن غيريرو "يكشف عن مدى ضعف الحدود البرية لبلداننا وسهولة اختراقها".
أمرت الحكومة الفنزويلية، الأسبوع الماضي، بشن عملية القائد جوايكايبورو لاستعادة السيطرة على السجن.
وذكر وزير الداخلية الفنزويلي أن العملية التي جرت في الـ20 من سبتمبر/أيلول، أسفرت عن القبض على 88 شخصاً من المتورطين مع منظمة ترين دي أراغوا. وأفادت السلطات بمصادرتها قنابل يدوية، وقاذفات صواريخ، وذخيرة. وتحدث وزير الداخلية، ريميغيو سيبايوس، إلى المراسلين من داخل السجن في أثناء هدمه بالمعدات الثقيلة، قائلاً إنهم وجهوا ضربةً قاصمة للعصابة.
وأردف الوزير: "لقد فككنا عصابة ترين دي أراغوا المزعومة بالكامل".
لكن الرئيس قال إن العديد من رجال السلطة وحرس السجن تعرضوا للاعتقال بتهمة مساعدة بعض السجناء على الفرار، ومنهم غيريرو.
من ناحيته حذر هومبيرتو برادو، مدير منظمة مراقبة السجون الفنزويلية، من أن السيطرة على السجن لا تعني أن الحكومة قد فككت العصابة.
وأوضح باردو أن العملية المذكورة جاءت بعد تفاوضٍ بين قوات الحكومة وغيريرو على الأرجح.
ثم أردف باردو: "هذا مجرد عرض من أجلنا؛ حتى يتمكنوا من القول إنهم سيطروا على المبنى من جديد". لكن سيبايوس نفى ذلك الادعاء.