أمريكا تخسر 112 مليار دولار في عام بسبب عمليات السطو والسرقة.. كبّدت الشركات والمتاجر خسائر فادحة

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/28 الساعة 12:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/28 الساعة 12:55 بتوقيت غرينتش
الشرطة الأمريكية - تعبيرية / رويترز

أثارت موجة من السرقات العنيفة مخاوف المتاجر في الولايات المتحدة؛ حيث أدّت مستويات الجريمة "غير المسبوقة" إلى خسائر بلغت 112 مليار دولار العام الماضي، وفق ما نقلت صحيفة The Times البريطانية.

وتعرَّض العمال للضرب وحتى القتل عند مواجهة لصوص المتاجر المُشتبَه بهم؛ ما دفع العديد من المتاجر إلى توظيف حراس أمن إضافيين لحماية الموظفين، فيما التقطت كاميرات المراقبة مقاطع للعديد من عصابات الجريمة المنظمة مراراً وتكراراً وهي تقتحم المتاجر وتعبئ ملء أيديها بضائع مسروقة من الرفوف قبل الهروب.

وتُنظَم بعض ما تُسمَى بـ"نوبات النهب" على الشبكات الاجتماعية، من بينها أحد المؤثرات في أمريكا المعروفة باسم "Meatball"، حيث خرجت في بث مباشر أثناء مداهمة المتاجر في وسط مدينة فيلادلفيا. 

ووفقاً لصحيفة The New York Post، قالت Meatball، واسمها الحقيقي دايجيا بلاكويل، لمتابعيها البالغ عددهم 650 ألفاً عبر إنستغرام وتيك توك: "أخبروا الشرطة أنهم إما سيحبسونني الليلة، أو سأحول المكان لكرة نيران مثل الأفلام". 

وأُلقِي القبض عليها لاحقاً مع 52 شخصاً آخرين. وبحلول مساء الأربعاء 27 سبتمبر/أيلول، وُجِّهَت الاتهامات إلى 30 شخصاً بارتكاب جرائم من بينها السطو والسرقة. وكانت فيلادلفيا بؤرة للعديد من عمليات النهب الجماعية، مقترنة بالاضطرابات المدنية.

"السرقة تهدد سلامة فريقنا وعملائنا"

في سياق متصل، وصل معدل الانكماش، وهو مقياس للمخزون المفقود بسبب عوامل من بينها الجريمة، إلى 112.1 مليار دولار في عام 2022، ارتفاعاً من 93.9 مليار دولار في العام السابق، وفقاً للاتحاد الوطني الأمريكي للبيع بالتجزئة.

وأعلنت شركة Target، المالكة لإحدى أكبر سلاسل متاجر التجزئة في أمريكا، أنها ستغلق متاجرها في المدن الكبرى بما في ذلك نيويورك وسياتل وسان فرانسيسكو وبورتلاند، مضيفة: "لا يمكننا الاستمرار في تشغيل هذه المتاجر، لأنَّ السرقة والجرائم المنظمة تهدد سلامة فريقنا وعملائنا، وتساهم في أداء أعمال غير مستدام".

بدوره، قال ديفيد جونستون، نائب رئيس حماية الأصول وعمليات البيع بالتجزئة في الاتحاد الوطني الأمريكي للبيع بالتجزئة، إنَّ أكبر الشركات في البلاد والمتاجر التي تديرها العائلات على حد سواء تعاني من موجة الجريمة. 

وأوضح جونستون: "يشهد تجار التجزئة مستويات غير مسبوقة من السرقة إلى جانب تفشي الجريمة في متاجرهم، والوضع صار أخطر. وبعيداً عن التأثير المالي لهذه الجرائم، لا يزال العنف والمخاوف بشأن السلامة تمثل الأولوية لجميع تجار التجزئة، بغض النظر عن الحجم المتاجر أو فئتها".

لصوص يزدادون عنفاً

ووجد تقرير صادر عن الاتحاد الوطني الأمريكي للبيع بالتجزئة، الذي أجرى عملية مسح شملت 177 علامة تجارية للبيع بالتجزئة تمتلك أكثر من 97000 متجر في جميع أنحاء الولايات المتحدة، أنَّ تجار التجزئة يواجهون لصوصاً يزدادون عنفاً. 

إذ قال ما يقرب من تسعة من كل عشرة إنَّ سارقي المتاجر "يكتسبون عدوانية وعنفاً أكثر فأكثر مقارنة بالعام الماضي"، فيما أبلغت الشركات التي تتتبع على وجه التحديد عدد حوادث السرقة العنيفة من المتاجر عن ارتفاع بنسبة 35% في المتوسط. 

وقال الاتحاد الوطني الأمريكي للبيع بالتجزئة إنَّ تجار التجزئة توجهوا لتعزيز الإجراءات الأمنية وخفض ساعات العمل وإغلاق المتاجر، رداً على هذا الارتفاع.

ووجد التقرير أنَّ الانكماش كان مدفوعاً في المقام الأول بالسرقة، الداخلية والخارجية، التي شكَّلت 65% من الخسائر، حيث قال الاتحاد الوطني الأمريكي للبيع بالتجزئة إنَّ السرقة في بعض المناطق شكّلت أكثر من 70% من معدل الانكماش.

وأدت "الإخفاقات والأخطاء في التشغيل والتحكم" إلى انكماش إضافي بنسبة 27%، وكان الباقي يرجع إلى أسباب أخرى أو غير معروفة.

وتعتبر سرقة المتاجر والمخاوف من ارتفاع معدلات الجريمة من القضايا السياسية المشحونة، إذ يزعم الجمهوريون أنَّ المناطق التي يسيطر عليها الديمقراطيون هي بؤر للجريمة، حيث يواجه اللصوص عواقب قليلة للغاية عند القبض عليهم، كما تُتهَم ولاية كاليفورنيا تحديداً بأنها متساهلة للغاية في التعامل مع هذه القضية.

تحميل المزيد