قال بحث جديد إن الأطفال الذين يشاركهم آباؤهم القراءة واللعب والغناء والرسم يُظهِرون زيادةً "صغيرة ولكن مهمة" في تحصيلهم العلمي بالمدرسة الابتدائية، بحسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 21 سبتمبر/أيلول 2023.
بحسب الصحيفة، فإن ما خلص إليه البحث هو أن 10 دقائق فقط يومياً يمكن أن تُحدث فرقاً.
في حين أنه من المُسلم به منذ فترة طويلة أن مشاركة الوالدين أمر بالغ الأهمية لتعليم الطفل ونموه، فإن دراسة أجرتها جامعة ليدز تزعم أن الآباء لديهم "تأثير فريد ومهم" على النتائج التعليمية للأطفال.
وجد البحث أن زيادة مشاركة الآباء قبل التحاق أطفالهم بالمدرسة الابتدائية تعطي ميزة تعليمية للأطفال في عامهم الأول، في حين أن المشاركة الأكبر في سن الخامسة تساعد على زيادة التحصيل في تقييمات المرحلة الأولى الرئيسية عند السابعة. ويكون التأثير أوضح قليلاً في الرياضيات.
وميزت الدراسة، التي مولها مجلس البحوث الاقتصادية والاجتماعية، بين تأثير الأمهات والآباء. وبينما كان لمشاركة الآباء تأثير على التحصيل العلمي، كان للأمهات تأثير أكبر على السلوكيات العاطفية والاجتماعية.
توصي الدراسة الآباء بضرورة تخصيص أكبر قدر ممكن من الوقت للمشاركة في أنشطة مرحة وتعليمية مع أطفالهم كل أسبوع. وخلصت إلى أن "الانخراط في أنواع متعددة من الأنشطة المنظمة عدة مرات في الأسبوع -حتى لو لفترات قصيرة من الوقت- يساعد على إثراء التطور المعرفي واللغوي لدى الطفل". وأضافت الدراسة: "10 دقائق فقط في اليوم يمكن أن تكون لها آثار مفيدة".
توصي أيضاً بأن تأخذ المدارس ومقدمو التعليم في السنوات الأولى بشكل روتيني، تفاصيل الاتصال بالوالدين حيثما أمكن ذلك، وأن تضع استراتيجيات إيجابية لإشراك الآباء. وتقترح أن تنظر مفتشية المدارس في إشراك الآباء في عمليات التفتيش.
وقالت الدكتورة هيلين نورمان، الزميلة الباحثة بكلية إدارة الأعمال بجامعة ليدز، والتي قادت البحث: "لا تزال الأمهات يملن إلى تولي دور مقدم الرعاية الأساسي، وبالتالي يملن إلى القيام بمعظم رعاية الأطفال، ولكن إذا شارك الآباء بنشاط في رعاية الأطفال أيضاً، فإن ذلك سيؤثر بشكل كبير على الأطفال". وأضافت: "يزيد ذلك من احتمال حصول الأطفال على درجات أفضل في المدرسة الابتدائية. ولهذا السبب فإن تشجيع ودعم الآباء على مشاركة الأم في رعاية الأطفال، منذ مرحلة مبكرة من حياة الطفل، أمر بالغ الأهمية".
وتستند الدراسة، التي نشرت الأربعاء، إلى عينة تمثيلية لما يقرب من 5 آلاف أسرة من الأمهات والآباء في إنجلترا، وهذه العينة كانت مستمدة من دراسة الألفية (التي جمعت بيانات عن الأطفال الذين ولدوا في الفترة من 2000 إلى 2002)، ورُبِطَت بالسجلات التعليمية الرسمية للأطفال من المرحلة التأسيسية في سن الخامسة، وقاعدة بيانات التلاميذ الوطنية في سن السابعة.
كان لمشاركة الآباء تأثير إيجابي على تحصيل الطفل بغض النظر عن جنس الطفل أو عرقه أو عمره في العام الدراسي أو داخل الأسرة. وأقرت الدراسة بالآثار الضارة الكبيرة للفقر المبكر على التحصيل العلمي.
وقالت هيلين دود، أستاذة علم نفس الطفل بكلية الطب في إكستر: "هذا بحث قوي، يوضح أهمية مشاركة الوالدين في تنمية الأطفال. ومن المثير للاهتمام بشكل خاص، أنهم وجدوا أن مشاركة الآباء والأمهات قد تكون مرتبطة بنتائج مختلفة للأطفال، حيث ترتبط مشاركة الآباء، بشكل خاص، بالنتائج التعليمية الواسعة، في حين أن مشاركة الأمهات كانت مرتبطة، بشكل أوثق بالرفاهية العامة والاهتمام والصحة النفسية والبدنية والمهارات الاجتماعية".