البندقية الإيطالية تفرض رسوماً عالية على دخول السياح! تدفق الزوار إليها بعد جائحة كورونا جعلها تتخذ القرار

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/14 الساعة 10:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/14 الساعة 10:37 بتوقيت غرينتش
مدينة البندقية/istock

صوّت مجلس مدينة البندقية الإيطالية، إحدى أكثر المدن تضرراً من السياحة الانتقامية بعد جائحة كورونا- وهو مصطلح يشير إلى توافد ملايين الأشخاص المتعطشين للسفر على الوجهات السياحية، بعد قضاء عامين في العزل- بالموافقة على اتخاذ إجراءٍ هو الأكثر صرامة، حيث قررت المدينة فرض رسم دخول بقيمة 5.40 دولار على زوار اليوم الواحد.

وتقول صحيفة The Economist البريطانية إن هناك مستويين من الصعوبات التي تعانيها الوجهات السياحية، إذ يتألف النوع الأولى من الأماكن التي تتمتع بجمالٍ باهر لا يتناسب مع حجمها الصغير مطلقاً كقرية "هالشتات" الجميلة التي تقع على ضفاف بحيرة في النمسا، حيث يقطنها نحو 700 نسمة، لكنها تستقبل ما يصل إلى 10 آلاف زائر يومياً. 

وشهد الشهر الماضي تحرك السكان المحليين الممتعضين لإغلاق النفق المؤدي إلى القرية. بالمقابل تحاول جزيرة بوراكاي الساحرة في الفلبين استيعاب مليوني سائح سنوياً داخل جزيرةٍ بمساحة 10 كيلومترات مربعة، وذلك دون أن يتسبب السياح في تدمير الجزيرة. 

وتتمثل نقطة الصعوبة الثانية في المواقع "التي يجب زيارتها"، سواءً كنا نتحدث عن أكروبوليس أثينا الذي سيقيد عدد الزوار خلال الشهر الجاري، أو المعبد الرئيسي لأنغكور وات في كمبوديا. لكن نجد أن مدناً مثل برشلونة أو حتى دولاً كاملةً صغيرة مثل أيسلندا شهدت احتجاجات مناهضةً لاكتظاظ المكان بالسياح.

البندقية إيطاليا
مدينة البندقية الإيطالية/istock

السياحة الانتقامية تضع الدول بأزمة

ويمكن القول إن السياحة الانتقامية فاقمت من المشكلة القائمة ليس أكثر، إذ يمكن الحديث عن العديد من الأسباب الأخرى هنا، وأولها زيادة أعداد السياح الوافدين من دول سريعة النمو وذات كثافة سكانية عالية. ففي عام 2000، سافر 10.5 مليون سائح صيني فقط إلى خارج البلاد بحسب البنك الدولي. بينما وصل الرقم في عام 2019 -قبل إغلاق الصين- إلى 154.6 مليون سائح. 

في ما نما سوق السياح الهنود في الخارج من 4.5 مليون إلى 26.9 مليون سائح خلال الفترة نفسها.

أما السبب الثاني، فهو زيادة حجم السفن السياحية التي تستطيع أكبرها حمل آلاف الركاب. ووصل الأمر بجونو، عاصمة ولاية ألاسكا، إلى تقييد عدد السفن الوافدة عند 5 سفن كبيرة في اليوم فقط.

وفي الوقت ذاته، أدت مواقع مثل Airbnb إلى زيادة مهولة في عدد الأسرة السياحية الإضافية الشاغرة. بينما زادت الشبكات الاجتماعية من شعبية مؤسسات فردية بعينها لدرجة لم يتصورها أحد في السابق، ونتحدث هنا عن منافذ الوجبات السريعة تحديداً.

واستهدفت العديد من التدابير المضادة حتى الآن تخفيف آثار السياحة الجماعية فحسب -بدلاً من خفض أعداد السياح. وكشف بحث أجرته وكالة السفر Holidu أن مدينة دوبروفنيك الكرواتية هي أكثر وجهات العطلات الأوروبية ازدحاماً بالسياح. لكن الاستجابة الوحيدة من السلطات الكرواتية تمثّلت في توصية الزوار بالتخلي عن الحقائب ذات العجلات مؤقتاً قبل دخول المدينة، وذلك بهدف تقليل الضوضاء. كما سيجري تطبيق مبادرة البندقية لفترات محدودة من الوقت فقط.

وتقول الصحيفة إن السياحة الجماعية تجلب الكثير من المال. كما أن لها تأثيراً غير مباشر يتمثل في تقليل الشكاوى بالتزامن مع رحيل السكان، سواءً بدافع اليأس أو من أجل تأجير منازلهم. بينما يمكن العثور على نهجٍ بنّاءٍ محتمل في محاولة توزيع السياح على مساحةٍ أكبر.

 وقد كشفت فرنسا عن خطة تستهدف إغراء المصطافين بزيارة المناطق الأقل ازدحاماً بالسياح في البلاد. لكن من المستبعد أن تحظى فكرة كهذه بإعجاب السياح الجدد الذين لم تسبق لهم زيارة اللوفر أو سان تروبيه.

تحميل المزيد