قبل ملايين السنين عاشت على كوكبنا العديد من الحيوانات، التي لم يُكتب لها الاستمرار بسبب تغيرات المناخ والظروف التي تسببت في انقراضها، من أهمها الديناصورات التي لا يزال العلماء إلى يومنا هذا يحاولون معرفة أسرارها وطرق عيشها.
إلا أن هناك بعض الحيوانات استطاعت التكيف مع الزمن والتطور منذ ذلك الحين، ولا تزال تعيش معنا إلى اليوم من الأحجام الكبيرة إلى ما هو جد صغير، كما استطاعت عبر السنين التطوير من شكلها الخارجي؛ لكي تتكيف مع البيئة التي أصبحت تعيش فيها.
يتقاسم البشر الكوكب بالفعل مع أنواع قديمة قدم الديناصورات، وأنواع أخرى تنحدر منها مباشرة. بعضها لم يتغير كثيراً على مدى عشرات الملايين من السنين الماضية، في حين أن بعضها الآخر لا يمكن التعرف عليه عملياً، من بين الحيوانات التي عاصرت الديناصورات واستطاعت النجاة قبل ملايين السنين نجد:
التماسيح.. أشرس الزواحف في عالمنا
حسب موقع "bbc earth" البريطاني عند إمعان النظر في التماسيح، لابد من ملاحظة أنها تشترك مع الديناصورات في بعض الأشياء، تُعرف علمياً باسم الأركوصورات (الزواحف الحاكمة) والتي يعود تاريخها إلى قرابة 250 مليون سنة.
حسب العلماء يعود أقدم أنواع التماسيح إلى حوالي 95 مليون سنة أي أواخر العصر الطباشيري، تنحدر التماسيح الحالية من نوع من التماسيح التي عاشت فيما قبل التاريخ عرفت باسم "الدينوسوكس" وهي حيوانات مفترسة تعيش في المياه على عمق منخفض، ولها خطم طويل، وذيل قوي، والكثير من الأسنان.
مع الوقت تطور هذا النوع من الديناصورات ليصبح في شكله الحالي، توجد في عالمنا الآن العديد من أنواع التماسيح المنتشرة في مختلف القارات من تمساح النيل الضخم إلى تماسيح المياه المالحة بأستراليا وغيرها.
سيدة البحار الضخمة.. أسماك القرش
ليست التماسيح فقط التي استطاعت النجاة والاستمرار في العيش منذ القدم، تطورت أسماك القرش على مدى 450 مليون سنة منذ العصر السيلوري. لقد نجوا من كل حدث انقراض كبير منذ أن امتلأت البحار بثلاثيات الفصوص.
نجحت أسماك القرش في النجاة من 4 أحداث انقراض جماعي على الأقل، ولكن قبل 19 مليون سنة، اختفى نحو 90% من هذه المفترسات لسبب غير مفهوم. ولكن لم يُكتشف حدث الانقراض الجماعي المدمر والغامض الذي أودى بحياة أغلب هذه الحيوانات المفترسة.
خلال السنوات الأخيرة تم إطلاق تحذيرات جديدة من قبل علماء البيئة بشأن أسماك القرش، إذ انخفضت أعدادها في المحيطات بنسبة 71% منذ عام 1970، وذلك بسبب الصيد الجائر إلى جانب ظاهرة الاحتباس الحراري الذي تعيشه الأرض في العقود الأخيرة.
الشبنم طائر من العصور القديمة
إذا حكمنا من خلال أقدامه العملاقة التي تشبه المخالب وحدها، فمن السهل أن نرى لماذا يعتقد الناس أن هذا الطائر العملاق ينحدر مباشرة من الديناصورات مثل فيلوسيرابتور. تعتبر الشبنم ثالث أكبر أنواع الطيور في العالم، ومن المعروف أنها تهاجم البشر. يمكن العثور على هذه المخلوقات في شمال أستراليا وبابوا غينيا الجديدة وإندونيسيا.
ما جعل العلماء يربطون طائر الشبنم مباشرة بالديناصورات هي الخوذة الموجودة على رأسه وشكله الغريب، بالإضافة إلى الشعر الجلدي فوق رؤوسهم.
يُعد استخدام هذا الملحق الشبيه بالخصلة موضوعاً لبعض الجدل. يعتقد بعض العلماء أنه يمكن استخدامه لتقليل الحرارة، بينما يقترح آخرون أنه يُستخدم لمساعدة طائر الشبنم على تحقيق ندائه المدوّي، والذي يمكن أن يصل إلى ترددات منخفضة جداً، بحيث لا يستطيع البشر سماعها.
السرطان ومقابض بدائية من عهد الديناصورات
إنهم ليسوا من نسل الديناصورات، وليسوا سحالي ولم يتطوروا إلى طيور، لكن السرطانات تستحق إشارة خاصة في هذه القائمة لتطوير نوع من الأسلحة الشخصية التي من شأنها أن تجعل الأنكيلوصور يفكر مرتين.
ظهرت تغذية القشريات لأول مرة قبل الديناصورات بملايين السنين، وفي الواقع ظهرت المخلوقات التي نسميها بسرطان حدوة الحصان منذ حوالي 450 مليون سنة. لكن السرطانات الحقيقية هي ظاهرة تعود إلى عصر الديناصورات، إذ ظهرت على الساحة منذ ما بين 200 إلى 150 مليون سنة.
لقد ازدهرت بشكل جيد في الواقع، لدرجة أن العلماء أطلقوا اسماً على أعظم فترة تنوع لديهم، والتي تطورت خلالها 80% من مجموعات السرطانات الحديثة: "ثورة السرطان الطباشيري"، مهد تنوعها الطريق أمام السرطانات لتعيش في مجموعة واسعة من السرطانات. من البيئات.
وقد وضع هذا الأساس لهم للبقاء على قيد الحياة بعد حدث الانقراض الجماعي الذي قضى على ثلاثة أرباع الأنواع النباتية والحيوانية على الأرض، بما في ذلك الديناصورات.
السحالي تطورت واختلفت في الشكل عن الديناصورات
ورغم أن السحالي والديناصورات تشترك في سلالة زاحفة تعود إلى ملايين السنين، بالاضافة إلى تشاركها في العديد من السمات الجينية، فإن السحالي والديناصورات اتبعت مسارات منفصلة من التطور.
تشير أرجلها مباشرة إلى الأرض، مثل الخيول أو البشر. وعلى النقيض من ذلك، فإن السحالي والتماسيح لها أرجل تمتد إلى الجانب. على الرغم من أن كلمة ديناصور تعني "السحلية الرهيبة"، فإن السحالي ليست سوى علاقة بعيدة عن الأركوصورات، بعد أن انفصلت عن أسلافها المشتركة عندما ظهرت لأول مرة في أواخر العصر الترياسي.
السلاحف البحرية واحدة من أقدم الحيوانات
إلى جانب كل الحيوانات التي سبق ذكرها، تعتبر السلاحف البحرية واحدة من أكثر الحيوانات التي استطاعت التأقلم مع الأوضاع البيئية منذ ملايين السنين، فهي موجودة في كل قارة باستثناء القارة القطبية الجنوبية، والتي تطورت لتعيش على الأرض وفي المياه المالحة والعذبة.
السلاحف هي مجموعة الزواحف التيستودين، والتي تعود إلى عهد الديناصورات حيث ظهرت لأول مرة منذ حوالي 230 مليون سنة، وتظهر مرونة ملحوظة بالنظر إلى أن زملائها من المخلوقات يتم القضاء عليها.
نجت السلاحف أيضاً من انقراض جماعي واحد في نهاية فترة العصر الثلاثي، مما ترك مساحة تطورية للديناصورات لتتطور، وكذلك تلك التي حدثت في نهاية العصر الطباشيري، والتي قضت على الديناصورات.
من الواضح أن هذه الأصداف قوية للغاية، لأنه مباشرة بعد تلك الكارثة، بدأت السلاحف في التنويع بشكل كبير. هناك بعض الجدل حول ما إذا كانت السلاحف تعتبر من الأركوصورات، أو ما إذا كانت أكثر ارتباطاً بالثعابين والسحالي.