قالت وكالة Bloomberg الأمريكية، في تقرير نشرته الإثنين 4 سبتمبر/أيلول 2023، إن شركة هواوي تكنولوجيز صممت بالتعاون مع أكبر شركة تصنيع شرائح في الصين، معالجاً 7 نانومتر متطوراً، لتشغيل أحدث هواتفها الذكية، في إشارة إلى أن بكين تحقق تقدماً مبكراً في جهود على المستوى الوطني للالتفاف على الجهود الأمريكية التي تستهدف احتواء صعودها في هذا المجال.
يعمل هاتف هواوي Mate 60 Pro بشريحة كيرين 9000s جديدة، صُنعت في الصين عن طريق المؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات (SMIC)، وذلك حسبما اتضح من خلال تفكيكٍ للهاتف نفذته شركة TechInsights البحثية المتخصصة في بحوث ابتكارات الشرائح، من أجل وكالة Bloomberg. ويعد معالج الهاتف هو الأول الذي يستخدم تكنولوجيا 7 نانومتر الأحدث بالنسبة لشركة SMIC، ويشير هذا إلى أن الحكومة الصينية تحرز بعض التقدم في محاولاتها الرامية إلى بناء نظام بيئي محلي لتصنيع الشرائح، وذلك وفقاً لشركة البحوث.
تقدم غير مسبوق في هاتف هواوي
لا يزال هناك كثير من الأمور غير المعروفة حول التقدم الذي أحرزته هواوي وSMIC، وضمن ذلك إذا كانت الشركتان قادرتين على تصنيع شرائح بكميات كبيرة وبتكاليف معقولة. لكن شريحة السيليكون الخاصة بهاتف Mate 60 تثير التساؤلات حول نجاعة الحملة العالمية التي تقودها الولايات المتحدة لمنع الصين من الوصول إلى التكنولوجيا المتطورة، وهي حملة مدفوعة بالمخاوف من احتمالية استخدامها لتعزيز القدرات العسكرية الصينية.
من خلال ضوابط التصدير التي فرضتها في العام الماضي، حاولت الإدارة الأمريكية وضع خط فاصل لمنع الصين من الحصول على شرائح 14 نانومتر، أي ما يعادل تخلفها بثماني سنوات عن أحدث صور التكنولوجيا في هذا المجال. كذلك أدرجت أمريكا كلاً من شركة هواوي وشركة SMIC ضمن القائمة السوداء. والآن، أظهرت الصين أنها قادرة على إنتاج كميات محدودة على أقل تقدير من الشرائح التي تتخلف عن أحدث صور الشرائح بخمس سنوات، مما يقربها قليلاً من هدفها الرامي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الحيوي لأشباه الموصلات.
قال دان هاتشيسون، نائب رئيس TechInsights: "إنه بيان مهم جداً بالنسبة للصين. التطورات التكنولوجية الخاصة بشركة SMIC تسير على مسار متسارع، وتبدو أنها تعالج المشكلات التي تؤثر على العوائد في تكنولوجيا شرائح 7 نانومتر الخاصة بها".
ارتفعت أسهم شركة SMIC التي يجري تداولها في هونغ كونغ بنسبة 11% الإثنين 4 سبتمبر/أيلول، بعد نشر التقرير، في أكبر قفزة لها منذ يناير/كانون الثاني 2021. وفي شنغهاي، ارتفعت الأسهم بنسبة 6%.
الهاتف يحتوي على مكونات متطورة
يمثل تفكيك الجهاز الذي نفذته شركة TechInsights -التي قضت عقوداً تفحص الأجزاء الداخلية الإلكترونية لمئات الأجهزة التي تنتجها كبرى شركات التقنية في العالم- التحليل الأكثر موثوقية لمكونات هاتف 60 Pro منذ أن أثار تقديمه المفاجئ موجة محمومة من التكهنات.
أطلقت شركة هواوي بهدوءٍ الهاتف على الإنترنت، بدون ذكر تفاصيل حول السمات الرئيسية للهاتف، مثل تصميم المعالج أو سرعات الاتصال اللاسلكي. وقد جاء التقديم خلال زيارة للصِّين عن طريق وزيرة التجارة الأمريكية، جينا رايموندو، التي فرضت وزارتها كثيراً من ضوابط الصادرات الرئيسية ضد الصين.
قد يتسبب طرح هاتف Mate 60 في إعادة ضبط ديناميكيات صراع التقنية الدائر، وكذلك يشير إلى أن هواوي قادرة على الاقتراب من أسرع أجهزة الهواتف، وإن كانت لا تضاهيها، وذلك عبر استخدام شريحة مصممة ومُنتجة في الصين. الاختبارات التي أجرتها وكالة Bloomberg أظهرت أن هاتف Mate 60 يملك قدرات على صعيد السرعات الخلوية تساوي أجهزة 5G، التي على شاكلة أحدث أجهزة شركة آيفون التي تنتجها شركة أبل.
تطور في صناعة أشباه الموصلات
من جانبه قال ستيفن ليونج، المدير التنفيذي في شركة UOB Kay Hian Hong Kong: "سوف تكون دفعة كبيرة بالنسبة لـSMIC وصناعة أشباه الموصلات بأكملها في الصين. يمكن أن تتواصل مسيرتهما المشتركة، لأنها تتفوق على توقعات السوق. غالبية الأشخاص لا يتوقعون أن الصين قادرة على المواكبة في هذا المجال بسرعة كبيرة".
تثير الخطوة أيضاً التساؤلات حول امتثال شركة SMIC للقواعد التي فرضتها الولايات المتحدة، بأن أي شركة تنوي إمداد شركة هواوي بتكنولوجيا أمريكية -وهو ما يظهر عبر العمليات التي تنفذها SMIC- يجب أن تحصل على موافقة واشنطن.
لم يرد ممثلون عن شركتي هواوي وSMIC على طلبات للتعليق على سمات الهاتف منذ إصداره. وقالت شركة هواوي فقط إن هاتف Mate 60 Pro هو أقوى أجهزة Mate حتى الآن. ولم ترد وزارة التجارة الأمريكية على استفسارات حول ما إذا كانت إمدادات شركة SMIC إلى شركة هواوي من شرائح 7 نانومتر، تنتهك العقوبات أم لا.