أطلقت وكالة الفضاء الهندية صاروخاً السبت، 2 سبتمبر/أيلول 2023، لدراسة الشمس في أول مهمة من نوعها للوكالة، وذلك بعد نجاح هبوط الهند على سطح القمر بمركبة تشاندرايان-3.
وأظهر البث المباشر على الموقع الإلكتروني لمنظمة أبحاث الفضاء الهندية، انطلاق الصاروخ مخلفاً دخاناً وناراً، بينما كان العلماء يصفقون٫ وقالت وكالة الفضاء في وقت لاحق على منصة التواصل الاجتماعي إكس، تويتر سابقاً، إن القمر الصناعي في المدار الآن.
أهداف مهمة الهند في الفضاء!
وتابع البث أكثر من 860 ألف مشاهد بينما تجمّع الآلاف في صالة عرض بالقرب من موقع الإطلاق لمتابعة انطلاق المسبار. ويهدف المسبار إلى دراسة الرياح الشمسية التي يمكن أن تسبب اضطرابات على الأرض، تحدث عادة في صورة الشفق القطبي.
وأُطلق على المسبار اسم أديتيا-إل1، المأخوذ من كلمة هندية تعني الشمس.
وتأتي البعثة الشمسية بعد تفوق الهند على روسيا أواخر الشهر الماضي لتصبح أول دولة تهبط على القطب الجنوبي للقمر. وبينما كان لدى روسيا مركبة أكثر قوة، فقد تفوقت مركبة تشاندرايان-3 الهندية على لونا-25 الروسية ونفذت هبوطاً نموذجياً.
ويسعى رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، لأن يكون للبعثات الفضائية الهندية دور أكبر على الساحة العالمية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة والصين.
فيما قال أميت شاه، وزير الداخلية، على منصة إكس إن الإطلاق "خطوة عملاقة" نحو رؤية مودي.
وتم تصميم المسبار أديتيا-إل1 بحيث يتمكن من قطع مسافة تصل إلى نحو 1.5 مليون كيلومتر على مدى 4 أشهر، والوصول إلى ما يشبه ساحة انتظار في الفضاء؛ حيث تميل الأشياء إلى البقاء في مكانها بسبب توازن قوى الجاذبية، الأمر الذي يقلل استهلاك المركبة الفضائية للوقود.
وقال سانكار سوبرامانيان العالم الرئيسي في المهمة "تأكدنا من أنه ستكون لدينا مجموعة بيانات فريدة غير متاحة حالياً من أي مهمة أخرى".
وأضاف "سيسمح لنا هذا بفهم طبيعة الشمس ونشاطها، وكذلك الغلاف الشمسي الداخلي، وهو عنصر مهم لتكنولوجيا العصر الحالي، فضلاً عن سمات الطقس الفضائي".
وقال سوماك رايتشودري، الذي اشترك في تطوير بعض المكونات المستخدمة إن المهمة أيضاً لديها القدرة على إحداث طفرة من الناحية العلمية، مضيفاً أن جسيمات الطاقة المنبعثة من الشمس يمكنها أن تؤثر في الأقمار الصناعية التي تتم من خلالها الاتصالات على الأرض.
ويأمل علماء في معرفة المزيد عن تأثير الإشعاع الشمسي على الآلاف من الأقمار الصناعية في المدار، ويتزايد عدد الأقمار الصناعية بعد نجاح مشروعات مثل شبكة اتصالات ستارلينك التابعة لشركة سبيس إكس المملوكة لإيلون ماسك.
وقال علماء من منظمة أبحاث الفضاء الهندية إنه من الممكن أن تساعد البيانات الواردة من البعثة على المدى الطويل في فهم تأثير الشمس على أنماط مناخ الأرض بشكل أفضل ومنشأ الرياح الشمسية، وهي تيار من الجسيمات التي تتدفق من الشمس عبر النظام الشمسي.