ينشط في أكثر من 25 دولة في العالم.. “كارتل خاليسكو الجيل الجديد” الأخطر في المكسيك

عربي بوست
تم النشر: 2023/08/25 الساعة 14:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/26 الساعة 06:16 بتوقيت غرينتش
Shutter Stock/ كارتل خاليسكو الجيل الجديد في المكسيك

يعتبر كارتل خاليسكو الجيل الجديد واحداً من أخطر المجموعات الإجرامية في المكسيك، ليس بسبب كميات المخدرات التي يقوم بتهريبها وحسب، بل أيضاً بسبب توسعه الكبير في العالم والتكنولوجيا المتطورة التي يستخدمها، وكمية المجازر التي ارتكبها منذ تأسيسه وحتى يومنا هذا.

فما الذي نعرفه عن كارتل خاليسكو الجيل الجديد وزعيمها الأخطر من بين أباطرة المخدرات المطلوبين في العالم؟

كارتل خاليسكو الجيل الجديد في المكسيك

كارتل خاليسكو الجيل الجديد أو كما يُعرف اختصاراً بــ "CJNG" أو "Cartel Jalisco New Generation"، هو مجموعة إجرامية مكسيكية، تعمل في تجارة المخدرات، ظهرت كمجموعة منشقة عن كارتل سينالوا عام 2009.

على الرغم من اعتقال بعض كبار القادة في الكارتل، فإنه لا يزال يعتبر مصدر الإرهاب الأول في المكسيك، ويبدو أنه سيستمر في التوسع كذلك.

في بداياتها، ظهر كارتل الجيل الجديد كجناح مسلح لعصابة سينالوا، وخاض عنهم حرباً مميتة ضد جماعة "لوس زيتاس" في ولاية فيراكوز المكسيكية.

وخلال هذه الحرب بدأت ملامح كارتل الجيل الجديد تنكشف وتُعرف على مستوى واسع في البلاد، بسبب استخدامها عنفاً غير مسبوق، وتورطها بارتكاب العديد من المجازر.

بعد انفصالها عن كارتل سينالوا، نمت الجماعة كمنظمة إرهابية مستقلة بقيادة نيميسيو أوسيجويرا سرفانتس المعروف باسم "إل مينشو"، لتكون واحدة من أقوى الجهات الفاعلة في العالم الإجرامي في المكسيك.

كما تحولت المنظمة أيضاً من جناح مسلح إلى قوة منتجة للمخدرات تنافس حليفها السابق "كارتل سينالوا" الذي كان يزود الأسواق في جميع دول العالم.

كما طوروا من أنشطتهم ومصادر دخلهم، معتمدين على الابتزاز والاختطاف والاتجار بالبشر والتعدين غير القانوني وسرقة النفط.

كما أنهم استولوا على تجارتي الأفوكادو والنفط في ولايتي ميتشواكان وغواناخواتو.

ولدعم نموهم وطموحاتهم الدولية، قام كارتل الجيل الجديد أيضاً بتوسيع  وجوده إلى 27 ولاية على الأقل من ولايات المكسيك البالغ عددها 32 ولاية.

ما نقطة تفوق كارتل الجيل الجديد على كارتل سينالوا؟

يُعتبر كارتل الجيل الجديد من أكبر الكارتالات الموجودة في دولة المكسيك، والسبب هو علاقاته الكبيرة مع جميع العصابات.

بين عامي 2012 و2013، طور الجيل الجديد علاقاته مع مجموعات الدفاع عن النفس في منطقة تييرا كالينتي لدعم توسعهم في ولايتي ميتشواكان وغيريرو.

كما يشير تحليل نشرته شبكة ACLED المتخصصة في بحوث الجماعات الإرهابية في العالم، عن وجود علاقة تربط ما بين كارتل الجيل الجديد وما لا يقل عن 37 جماعة إرهابية في المكسيك، على الكارتل المنافس "سينالوا" الذي يحتفظ بهيكل هرمي ومركزي، يمنع التحالفات بينه وبين المنظمات الإجرامية الأخرى، وهو ما يبرز نقطة تفوق كارتل الجيل الجديد.

مجزرة فيراكروز في 2011 و 2012

في الفترة التي أعقبت ظهور كارتل الجيل الجديد CJNG، ارتفعت جرائم القتل والاختفاء القسري واكتشاف المقابر الجماعية في خاليسكو المكسكية.

كما جعل الكارتل أيضاً إحدى مهامه المبكرة محاربة منظمة تهريب المخدرات "لوس زيتاس" في ولاية فيراكروز، فأنشأ مجموعة تتبع له سمّاها "Zetas Killers"، وهي التي أصبحت فيما بعد الخلية المسؤولة عن الاغتيالات.

الأمر الغريب لدى كارتل خاليسكو الجيل الجديد أنهم يعترفون مباشرة بأي جريمة أو مجزرة يرتكبونها، ودائماً ما يتركون خلفهم دليلاً يشير إلى أنهم أصحاب هذه الجرائم.

كارتل خاليسكو الجيل الجديد زعموا أنهم مرتكبو مجزرة عام 2011 في مدينة فيراكروز، والتي راح ضحيتها 35 شخصاً من أعضاء عصابة "لوس زيتاس"، لم تستطع قوات الأمن سوى استعادة جثث 30 شخصاً منهم بعد شهر كامل على ارتكاب المجزرة، كانت أيدي بعض الضحايا مقيدة وظهرت عليهم علامات التعذيب.

وأعاد كارتل خاليسكو الجيل الجديد هذه الجثث من خلال وضعها في شاحنتين في أحد شوارع مدينة فيراكروز، تاركين معهم رسالة تقول: "لا مزيد من الابتزاز، لا مزيد من قتل الأبرياء! عصابة زيتاس في ولاية فيراكروز والسياسيون يساعدونهم، هذا سيحدث لكم، أو يمكننا إطلاق النار عليكم كما فعلنا بكم من قبل أيضاً، يا شعب فيراكروز، لا تسمحوا لأنفسكم بأن يتم ابتزازكم؛ لا تدفعوا ثمن الحماية; سنفعل هذا لجميع أتباع زيتاس الذين يواصلون العمل في فيراكروز، هذه المنطقة لديها مالك جديد".

وعلى الرغم من زيادة الوجود العسكري في المدينة، اكتشفت السلطات 7 جثث داخل سيارة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2011 في فيراكروز.

وفي 22 ديسمبر/كانون الأول 2011، هوجمت 3 حافلات عامة من قبل أعضاء عصابة المخدرات على الطريق السريع الفيدرالي 105 في فيراكروز، مما أسفر عن مقتل 16 شخصاً، وكان من بين القتلى 3 مواطنين أمريكيين.

وفي اليوم التالي، عثرت السلطات المكسيكية على 10 جثث ألقيت على طريق ترابي، وكانوا جميعاً مقيدي الأيدي، وكانت عليهم آثار التعذيب، بينما تم قطع رؤوس 9 من أصل 10.

فيما بعد تمّ اختطاف ساتورنينو فالديس يانوس، عمدة بلدية تامبيكو ألتو، وتركت جثته في مكب للقمامة مع 10 جثث أخرى بعد أسبوع.

في 25 ديسمبر/كانون الأول 2011 بالقرب من تامبيكو، وهي مدينة على الحدود مع فيراكروز، تم العثور على 13 جثة داخل شاحنة.

ووفقاً للمسؤولين، فإن الشاحنة كانت تحمل لوحات ترخيص من ولاية فيراكروز، كما أشارت السلطات إلى أن هذه المذبحة مرتبطة بمذابح القتل الجماعي الأخرى التي وقعت في فيراكروز.

وفي 9 فبراير/شباط 2012، استخرجت السلطات المكسيكية 15 جثة من مقابر جماعية سرية في منطقة أكايوكان في فيراكروز.

في 3 مايو/أيار 2012، في منطقة بوكا ديل ريو في فيراكروز، قُتل 3 مصورين صحفيين كانوا يغطون أحداث جرائم الكارتل.

 الهجوم على القنصلية الأمريكية 2018

في 2 ديسمبر/كانون الثاني في عام 2018، في حوالي الساعة 7:30 صباحاً بتوقيت وسط أمريكا، تم إلقاء قنبلتين يدويتين على القنصلية الأمريكية في غوادالاخارا.

إحدى تلك القنابل انفجرت وتسببت في إحداث ثقب بقياس 16 بوصة (حوالي 40 سم) في جدار المبنى، وفي وقت التفجير، كان مكتب القنصلية العامة مغلقاً ولم تقع إصابات.

 جميع أصابع الاتهام كانت تشير إلى كارتل خاليسكو الجيل الجديد، فوفقاً لما ذكره موقع Dallas News الأمريكي، فإنّ الهجوم جاء بعد نحو أسبوعين من قيام الكارتل بنشر مقطع فيديو على الإنترنت هدد فيه بمهاجمة القنصلية.

مجازر أخرى ارتكبها كارتل خاليسكو الجيل الجديد

وفي أبريل/نيسان 2015، ارتكب كارتل خاليسكو الجيل الجديد مجزرة بحق ضباط شرطة مكسيكيين من خلال كمين في ولاية خاليسكو، وهي واحدة من أكثر الهجمات دموية على أفراد أمن في تاريخ المكسيك الحديث.

كما أنّ الكارتل اعترف أيضاً بأنه قتل 5 رجال الشرطة الفيدرالية المكسيكية في مارس/آذار 2012 في ذات المنطقة، حتى أنّ مسؤولون مكسيكيون اعترفوا حينها بأنّ كارتل خاليسكو الجيل الجديد يمتلك أسلحة متطورة للغاية، بما ذلك مدافع رشاشة وقاذفات قنابل، استخدمها خلال ذلك الهجوم.

في مايو/أيار 2015، واصل كارتل خاليسكو الجيل الجديد خطته المميتة، حيث أسقطت طائرة هليكوبتر عسكرية، تبعها بإطلاق موجة من العنف ضد رجال الشرطة في جميع أنحاء ولاية خاليسكو، تخللها هجمات ضد العديد من المسؤولين العموميين، من بينهم وزير الأمن لويس كارلوس ناجيرا.

وفي يونيو/حزيران 2022، قام كارتل خاليسكو الجيل الجديد بمحاولة جريئة لقتل عمر غارسيا هارفوتش سكرتير الأمن العام في مكسيكو سيتي.

في نفس الشهر، قُتل قاضٍ مع زوجته في ولاية كوليما الغربية، وكان هذا القاضي مسؤولاً عن العديد من القضايا ضد أعضاء الكارتل.

آخر مجازر كارتل خاليسكو الجيل الجديد

في أغسطس/آب 2023، أفاد تقرير نشرته صحيفة New York Post الأمريكية، أن 5 شباب فقدوا في المكسيك قبل نحو أسبوع، وظهروا لاحقاً أمام الكاميرا وهم يتعرضون للقتل الوحشي على يد عصابة المخدرات المكسيكية "كارتل خاليسكو الجيل الجديد"، وقد تم استدراجهم إلى هناك من خلال عرض عمل مزيف.

الشباب الخمسة، جميعهم طلاب وأصدقاء تتراوح أعمارهم بين 19 و22 عاماً، والذين تم ربطهم بشريط لاصق وضربهم وطعنهم وقطع رؤوسهم في مقطع فيديو مصور مروع انتشر على الإنترنت.

ووفقاً للتقرير، فقد تم خداع الشباب الخمسة من خلال عرض عمل مزيف، وبعد وصولهم عرض عليهم أن يكونوا مجندين في صفوف الكارتل، وبسبب رفضهم قاموا بقتلهم بطريقة وحشية، وأنّ الكارتل دائماً ما يقوم بتجنيب الناس بالقوة.

كارتل خاليسكو الجيل الجديد يتواجد في نحو 25 دولة حول العالم

توسعت المجموعة بسرعة، وأصبح لدى كارتل خاليسكو الجيل الجديد الآن نوع من التواجد في كل جزء من المكسيك، باستثناء ولاية سينالوا وما يُعرف باسم "المثلث الذهبي" لإنتاج الهيروين.

أما على الصعيد الدولي، لدى الكارتل أعمال في أكثر من 25 دولة في جميع قارات العالم وهي: "غواتيمالا، بليز، السلفادور، هندوراس، نيكاراغوا، كوستاريكا، بنما، الولايات المتحدة الأمريكية، أستراليا، كولومبيا، الإكوادور، بيرو، البرازيل، فنزويلا، تشيلي، بوليفيا، باراجواي، غيانا، الأرجنتين، أوروغواي، فرنسا، المملكة المتحدة، إيطاليا، إسبانيا، كندا، وأيضاً دول البلقان".

في الوقت الحالي يقود نيميسيو أوسيجويرا سرفانتس المعروف باسم "إل مينشو" كارتل خاليسكو الجيل الجديد، إذ تعرض الولايات المتحدة الأمريكية مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لأي معلومات قد تؤدي للقبض عليه، وهي واحدة من أعلى المكافآت التي تم تقديمها على الإطلاق في التاريخ، بينما عرضت المكسيك مكافأتها البالغة 30 مليون بيزو (1.6 مليون دولار).

في حين حددت إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية أيضاً شخصيات بارزة أخرى مثل الكارتل، مثل: إريك فالنسيا سالازار الملقب بـ"إل 85″، الذي عرضت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل القبض عليه، وأوليسيس مورا تابيا، وخوسيه مانويل أبو زيد البيه، وألفريدو جاليندو سالازار.

قد يهمك أيضاً: تمرَّد على "إل تشابو" وكاد يقتل ابنه.. "أرتورو ليفا" إمبراطور المخدرات المكسيكي الذي نشر الرعب في قلوب منافسيه

تحميل المزيد