من المفترض أن تعزز الزهور مشاعر الجمال والرومانسية في الحدائق والمنازل أو أي مساحة تنمو فيها. ومع ذلك، فإن بعض أبشع الزهور النادرة حول العالم كسرت هذه القاعدة تماماً بسبب غرابة مظهرها، ليصبح لقب "الزهور القبيحة" هو الكلمة الوحيدة التي تتبادر إلى الأذهان عند وصفها.
بعض أبشع الزهور النادرة!
الجمال أمر نسبي وغير موضوعي بالنسبة للجميع، وما يجده شخص قبيحاً ومنفّراً، قد يجده شخص آخر جذاباً أو رائعاً. ومع ذلك، هناك بعض الزهور التي غالباً ما تعتبر غير عادية أو فريدة من نوعها، بسبب مظهرها القبيح وخصائصها التي لا توصف إلا بـ"البشعة" أو "المنفرة".
بعض هذه الزهور النادرة ليست قبيحة بالضرورة، لكنها قد تكون أقل رواجاً وإثارة للإعجاب عند رؤيتها أو زراعتها.
فيما يلي، أكثر أنواع الزهور النادرة و"القبيحة" وفقاً لتصنيفات مجلات الطبيعة والنباتات المتخصصة:
1- زهرة الجثة
تنمو أكبر زهرة في العالم، والتي تُعرف باسم "زهرة الجثة" أو (Amorphophallus titanum) في جنوب شرقي آسيا، وتنبعث منها رائحة بشعة للغاية مثل اللحم المتعفن، مما جعلها تحمل هذا الاسم.
يبلغ عرض هذه الزهرة متراً تقريباً، بينما قد يتجاوز طول بعضها قامة الرجل البالغ. وهي نبتة شاذة من عدة نواحٍ، ما يجعلها ضمن أغرب وأبشع الزهور في العالم، وأكثرها بشاعة أيضاً.
الزهرة الغريبة من نوعها ليست لها أوراق أو سيقان أو جذور، بل تُعد نباتاً طفيلياً لا يظهر إلا من خلال الكروم المضيفة، أو كجزء من عائلة العنب المعروفة باسم "تيتراستيغما" (Tetrastigma).
وتُعد زهرة الجثة قبيحة وغير عادية من نواحٍ عدة أيضاً، فهي تفتقر إلى الكلوروفيل، أي إنها لا تمر بعملية التمثيل الضوئي مثل النباتات المعتادة، ولا تقتل عادةً مضيفها.
وترجع سبب ندرة هذه الزهور العملاقة الاستثنائية إلى كونها تعيش أسبوعاً فقط تقريباً بمجرد أن تتفتح بتلتها الوحيدة وتفوح منها رائحة العفن النفّاذة.
2- أوركيد "وجه القرد"
تشتهر زهرة "دراكولا سيميا" باسم "أوركيد وجه القرد"، بسبب مظهرها الغريب. إذ تنمو هذه الأزهار النادرة على ارتفاعات عالية قد تبلغ 2000 متر فوق مستوى سطح البحر، وموطنها الأصلي في بيرو والإكوادور.
يمكن أن تزدهر زهرة أوركيد وجه القرد في أي وقت وخلال أي موسم، ما يجعلها من الزهور القليلة غير المرتبطة بطقس معين.
وعندما تتفتح زهورها لأول مرة، تنبعث منها رائحة تشبه عبير البرتقال.
يعتقد بعض الناس أن كلمة "دراكولا" في الاسم تشير إلى مسامير طويلة تشبه الأنياب، تنمو عادةً في نهاية بتلات هذه الزهور.
وعلى الرغم من وجود أكثر من 110 أنواع من أنماط مختلفة من الألوان والحجم والبتلات، فإن جميعها له شكل وجه قرد مميز يتكون من طريقة تقاطع البتلات بعضها مع بعض، ويمكن ملاحظتها بوضوح.
3- زهرة "مخالب الشيطان"
تسمى الزهرة أيضاً بـ"يد القرد" أو "اليد المكسيكية"، وموطنها الأصلي في غواتيمالا والغابات المكسيكية، حيث كانت قبيلة الأزتك الأصلية تحصد هذه الزهور لأجيال لاستخداماتها الصحية المزعومة.
إذ استخدم الأزتيك هذه الزهور كدواء تقليدي لعلاج مشاكل القلب وآلام البطن، وكانت هناك أهمية دينية للشجرة بين القبيلة.
تشبه الزهرة يد الإنسان المفتوحة والأصابع الحادة باللون الأحمر الفاتح، فتبدو كأنها خمسة أصابع طويلة ومنحنية ويتم توجيهها لأعلى، ما يُعد السبب في تسميتها بـ"مخالب الشيطان".
تظهر الأزهار في الربيع وأوائل الصيف، وتتغذى الخفافيش والنحل على رحيقها من الكوب المكون من بتلات تحت الأصابع الخماسية، وتقوم بتلقيح هذه الأزهار.
واليوم، يصعب العثور على هذه الأنواع النادرة من أبشع الزهور الغريبة، فهي الآن مهددة بالانقراض بسبب تغيرات المناخ.
4- زهرة شجر تومبو الإفريقي
تعتبر زهرة شجر تومبو القبيح الموجود في جنوب غربي أإفريقيا، وتحديداً ناميبيا وأنغولا، من الأحفوريات الحية في عصرنا الحديث. وفي البداية، ينمو جذع الشجرة بورقتين من جذع سميك واحد، ومع استمرار نمو النبات، قد تنقسم الأوراق وتتكاثر.
ونظراً إلى شكلها الجاف الذي لا حياة فيه، فهي تُعتبر عادةً واحدة من أبشع النباتات في العالم، إذ يعتقدها كثيرون كومة من النباتات الجافة والمتعفنة والتالفة، لكنها في الواقع تنمو وتزدهر بشكل طبيعي من الداخل.
5- زهرة الخفافيش السوداء
زهرة الخفاش الأسود (Tacca chantrieri) هي نبات مزهر موطنه المناطق الاستوائية في جنوب شرقي آسيا. تتمتع زهور النبات بمظهر غريب وتُعرف عادة باسم "زهرة الخفافيش السوداء".
تنتج النبتة أزهاراً غير عادية تشبه إلى حد ما، مظهر الخفافيش بأزهار بنية أو أرجوانية داكنة مائلة إلى الأسود، ولها "شعيرات" طويلة يمكن أن يصل طولها في بعض الأحيان إلى 70 سم.
6- زهرة بادما العملاقة
الزهرة العملاقة والمعروفة علمياً باسم (Rafflesia arnoldii) هي نوع من النباتات الأصلية بالغابات المطيرة في سومطرة وبورنيو، وهي معروفة عادة باسم زهرة بادما العملاقة.
تُعد الزهرة العملاقة نباتاً طفيلياً وهي تشبه الفطريات، وبالتالي فهي تحتاج إلى الارتباط بمضيف من أجل الحصول على العناصر الغذائية والماء.
لا تحتوي البادما العملاقة على جذور أو سيقان أو أوراق ظاهرة. الجزء الوحيد الذي يمكن ملاحظته هو الزهرة العملاقة اللحمية عندما تتفتح وتفوح منها رائحة نفاذة وقوية.
يشتهر هذا النبات بإنتاج أكبر زهرة فردية في العالم، يصل قطرها تقريباً إلى متر كامل.
وإلى جانب مظهرها الغريب، تنبعث من هذه الزهرة رائحة كريهة تشبه رائحة اللحم المتعفن، ما يجذب العديد من أنواع الحشرات الملقحة لها؛ لمساعدتها على التكاثر.