أعلن تطبيق "تيك توك" عن تغييرات، امتثالاً لقواعد الاتحاد الأوروبي الجديدة الصارمة، ومن بينها السماح للمستخدمين الأوروبيين بإيقاف تشغيل خاصية عرض مقاطع الفيديو بناء على اهتماماتهم، وجاءت هذه التغييرات بعد تهديدات أوروبية بعقوبات كبيرة في حال عدم امتثال المنصة وغيرها للشروط التي تم وضعها.
بموجب القواعد الجديدة في الاتحاد الأوروبي، سيضطر عمالقة الإنترنت إلى اتخاذ إجراءات أشد، بشأن خصوصية البيانات وحماية الطفل والمعلومات المضللة وخطاب الكراهية، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، الجمعة 4 أغسطس/آب 2023.
كانت سلطات الاتحاد الأوروبي قد أمهلت أكبر 19 شركة على الإنترنت، من بينها "تيك توك"، و"أمازون"، و"آبل"، و"جوجل"، و"ميتا"، و"مايكروسوفت"، حتى 28 أغسطس/آب 2023 للامتثال، تحت طائلة تكبدها غرامات باهظة.
كان المفوض الأوروبي المشرف على السوق الرقمية، تييري بريتون، قد حثّ "تيك توك" الشهر الماضي على تسريع امتثاله للقواعد الجديدة.
استجابة للدعوة، أعلن "تيك توك" أنه سيسمح للمستخدمين في أوروبا "بإيقاف التخصيص"، في إشارة إلى خاصية عرض مقاطع الفيديو ذات المحتوى الموصى به بناء على الاهتمامات الشخصية.
أضافت المنصة العملاقة في بيان أن المستخدمين الأوروبيين يمكنهم اختيار تلقيهم توصيات بمشاهدة مقاطع فيديو شهيرة، من الأماكن التي يعيشون فيها، ومن مناطق أخرى حول العالم.
أشارت المنصة في بيانها أيضاً إلى أنها "ستواصل الوفاء لا فقط بالتزاماتنا التنظيمية، بل سنسعى أيضاً جاهدين لوضع معايير جديدة من خلال حلول مبتكرة".
وبفضل ميزات التخصيص والخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يحظى "تيك توك" بشعبية، لا سيما بين الفئات الشابة، ولديه أكثر من مليار مستخدم.
لكن التطبيق يخضع إلى تدقيق غربي صارم بشأن علاقاته مع الصين، وهو مملوك لشركة "بايت دانس" الصينية، لكنه ينفي أنه تحت وصاية بكين.
كان موقع "تيك توك" قد أعلن عن إجراءات أخرى لضمان الامتثال لقانون الخدمات الرقمية للاتحاد الأوروبي، تشمل تسهيل إبلاغ المستخدمين الأوروبيين عن المحتوى غير القانوني، وحظر الإعلانات الموجهة للمستخدمين في أوروبا الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً.
أضاف أنه سيكون أيضاً أكثر شفافية بشأن قرارات الإشراف على المحتوى، ما يمنح المستخدمين مزيداً من المعلومات حول سبب حذف مقاطع الفيديو.
تسعى دول عدة لوضع شروط على عمل "تيك توك" في بلدانها، مع استمرار الانتشار الواسع للتطبيق، إذ حقق التطبيق نمواً في نسبة انتشاره خلال 2022، كمصدر الإخبار الرئيسي الوحيد، بحسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية، الجمعة 21 يوليو/تموز 2023.
بحسب الصحيفة، يلجأ 10% من البالغين الآن إلى الشبكة الاجتماعية المملوكة للصين للحصول على الأخبار، بعد أن نمت بثلاث نقاط مئوية على أساس سنوي لتتفوق على إذاعة Radio 1 والقناة Channel 5، التابعتين لشبكة BBC (اللتين تقف كلتاهما عند نسبة 8% من جمهور البالغين).
بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً، كان تيك توك هو المصدر الوحيد الأكثر استخداماً للقصص الإخبارية، إذ يستخدمه 28% من السكان، متقدماً على نسبة الـ25% الذين يعتمدون على يوتيوب وإنستغرام. وخسر كلاهما بعضاً من شهرته. ويستخدم نحو 21% من الشباب قنوات BBC التلفزيونية في أغلب الأحيان.