عُثر على سفينة شحن رومانية قديمة، يعود تاريخها إلى القرن الأول أو الثاني قبل الميلاد، في قاع البحر الأبيض المتوسط، على عمق حوالي 160 متراً بالقرب من مدينة تشيفيتافيكيا الساحلية الإيطالية، التي تبعد عن روما 80 كيلومتراً، ووصف هذا الاكتشاف بأنه "استثنائي".
صحيفة The Guardian البريطانية، ذكرت الجمعة 28 يوليو/تموز 2023، أن السفينة التي عُثر عليها كانت محملة بمئات الجِرار، موضحةً أن علماء آثار من فرقة شرطة حماية التراث الثقافي الإيطالي، وغواصين، هم الذين توصلوا إلى هذا الاكتشاف.
شرطة حماية التراث الثقافي قالت في بيان لها، إن "هذا الاكتشاف الاستثنائي مثال مهم على غرق سفينة رومانية، واجهت مخاطر البحر في محاولتها الوصول إلى البر، وهي شاهدة على طرق التجارة البحرية القديمة".
تعمل الشرطة على مسح الموقع وحمايته، ويقدر طول سفينة الشحن بأكثر من 20 متراً وكانت مليئة بمئات الجرار الرومانية القديمة المعروفة باسم "الأمفورة"، وهذه الجرار من فئة Dressel 1 B، التي تكون عادة أنبوبية الشكل. ولم يُعرف بعدُ في ماذا كانت تُستخدم هذه الجرار.
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أن الساحل الإيطالي على البحر المتوسط يعج بالكنوز الأثرية الغارقة، وتنفذ فرق من غواصي الشرطة دوريات منتظمة لحماية هذه المواقع من اللصوص.
في العام 2021، اكتشف علماء الآثار في صقلية سفينتين رومانيتين أثريتين، إحداهما قبالة ساحل باليرمو، والأخرى بالقرب من جزيرة أوستيكا، وكانت كلتا السفينتين محملة بكميات كبيرة من جرار "الأمفورة" المخصصة للنبيذ.
كذلك عُثر على سفن رومانية أخرى في البحر المتوسط، من ضمنها سفينة في حالة جيدة يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد، في 2013، قبالة سواحل جنوة، وفي حالة هذه السفينة أُبلغت الشرطة بمكان وجودها خلال تحقيق استمر لمدة عام في قطع أثرية مسروقة بيعت في سوق خفية في شمال إيطاليا.
بحسب صحيفة The Guardian فإنه في كل عام، تعثر الشرطة الإيطالية على مئات من جرار "الأمفورة" الرومانية القديمة، في منازل تجار القطع الفنية الذين يحصلون عليها بصورة غير قانونية.
في يونيو/حزيران عام 2021، استعادت السلطات الإيطالية مئات المكتشفات الأثرية المجموعة بشكل غير قانوني من تاجر بلجيكي، يعود تاريخها إلى القرن السادس قبل الميلاد، وتبلغ قيمتها 11 مليون يورو.
هذه القطع التي يقدر عددها بـ800 قطعة "ذات ندرة استثنائية وقيمة لا تقدر بثمن"، ومن ضمنها ألواح تُعرف بـ"الشواهد"، وجرار أمفورة ومقتنيات أخرى، وعُثر عليها خلال حفريات سرية في بوليا.