كما تعلمون، وصل عدد السكان حول العالم إلى مستوى غير مسبوق، إذ بات تعداد البشر قرابة 8 مليارات شخص. وفي بعض الدول، ولأسباب مختلفة، تتفوق النساء من حيث العدد على الرجال. في هذا التقرير سنستعرض عليكم تلك الدول، وأسباب ارتفاع نسب المواليد الإناث فيها:
الدول التي يزيد فيها عدد النساء على الرجال
تعاني عشرات البلدان حول العالم من اختلال التوازن بين الجنسين، حيث يفوق أحد الجنسين الآخر. في حين يهيمن الرجال على عدد السكان في عديد من البلدان، هناك عدد غير قليل من البلاد التي يتفوق فيها عدد النساء على عدد الرجال. وهناك عديد من العوامل المساهمة في انتشار هذه الظاهرة، منها الحروب والثقافة والسياسة وعلم الوراثة.
1- أرمينيا – 54.97%
خلال القرن العشرين مرت أرمينيا بعديد من الأزمات والحروب، ابتداء من خضوعها للحكم السوفييتي وانتهاء بحروبها مع الدول المجاورة، فضلاً عن الإبادة الجماعية للأرمن التي حدثت أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى، إذ قُتل آنذاك قرابة 1.5 مليون أرمني.
ووفقاً لما ورد في موقع worldatlas، تشير السجلات المختلفة إلى أن الرجال شكلوا غالبية الضحايا في هذه الأحداث.
كذلك أدت الاضطرابات الاقتصادية الأخيرة في البلاد إلى مغادرة الرجال بحثاً عن عمل، وكل هذه العوامل ساهمت في ارتفاع عدد النساء مقارنة بالرجال لتصل نسبتهن في البلاد إلى 54.97%.
2- بيلاروسيا – 53.90%
لا تزال بيلاروسيا تحمل ندوب ماضيها أيضاً، إذ مرت البلاد بواحدة من أحلك القصص في أوروبا الشرقية. تقع بيلاروسيا على حدود ما كان في السابق ألمانيا النازية، وقد تعرضت المنطقة التي ستصبح يوماً ما بيلاروسيا، لدمار كامل خلال الحرب العالمية الثانية. ولقي أكثر من ربع سكان البلاد مصرعهم في أثناء القتال.
كذلك، فإن بيلاروسيا واحدة من أفقر الدول في أوروبا، وهي آخر ديكتاتورية حقيقية بالقارة. وتعتبر مستويات المعيشة منخفضة فيها والآفاق الاقتصادية محدودة. وقد دفع هذا عديداً من الشباب إلى الفرار إلى أجزاء أخرى من أوروبا.
3- أوكرانيا – 53.71%
مع الوضع الحالي لأوكرانيا، واحتدام الحرب وتزايد الخسائر، من المرجح أن تزداد الفجوة الموجودة أصلاً بين أعداد الرجال والنساء. والوضع الحالي لأوكرانيا ليس السبب الوحيد لهيمنة أعداد النساء فيها، إذ لطالما كان انخفاض عدد الرجال قضية موجودة قبل اندلاع الحرب الحالية مع روسيا. ويتفق عديد من المؤرخين على أن الحرب العالمية الثانية كانت مدمرة للغاية للسكان الأوكرانيين الذكور، لدرجة أنها لم تتعافَ بعدُ لتعود أعداد الذكور كما كانت قبل عام 1941. وتبلغ نسبة النساء في أوكرانيا حالياً 53.71%، لكن إذا استمرت الحرب الروسية الأوكرانية، فمن غير المرجح أن تزداد هذه النسبة.
4- لاتفيا – 53.68%
تقع دولة لاتفيا الأوروبية الصغيرة على طول ساحل بحر البلطيق ولديها واحدة من أعلى نسب الإناث إلى الذكور على وجه الأرض. ويرجع هذا التفاوت إلى نمط الحياة والعادات التي يتبعها كثير من الذكور في لاتفيا والتي تهدد حياتهم بالخطر، وضمن ذلك شرب الخمر والتدخين بكثرة. تساهم هذه الأنشطة في عديد من المضاعفات الصحية مثل أمراض القلب وأنواع السرطان المختلفة. ويبلغ متوسط العمر المتوقع للرجال في لاتفيا نحو 68 عاماً، في حين يبلغ متوسط العمر المتوقع للنساء 78 عاماً. كما أن معدلات الانتحار أعلى بكثير بين الذكور.
5- روسيا – 53.55%
تماماً مثل جارتها أوكرانيا، يمكن أن تنسب روسيا أيضاً بعض هذا التفاوت بين الجنسين إلى الأثر المدمر للحرب العالمية الثانية. إذ فقد الاتحاد السوفييتي أكبر عدد من الضحايا مقارنة بباقي الدول التي دخلت الصراع، حيث خسر عدداً يبلغ قرابة 27 مليون شخص. ومع ذلك، فإن تاريخ روسيا القاتم ليس السبب الوحيد لزيادة عدد النساء فيها.
إذ يقع عدد كبير من الذكور الروس ضحية لإدمان الكحول، مثل إستونيا وليتوانيا. وقد تفاقم هذا الأمر بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في أوائل التسعينيات. وعلى مدار الأعوام الثلاثين الماضية، أو ما يقرب من ذلك، عانى كثير من الذكور الروس من الآثار الصحية المدمرة للشرب المفرط واستخدام السجائر يومياً.
6- ليتوانيا – 53.07%
على غرار جارتها في البلطيق لاتفيا، تعاني ليتوانيا من سلوك التدمير الذاتي نفسه الذي يتبعه الذكور. فمعدلات تعاطي الكحول والتدخين أعلى بكثير بين الرجال في هذه الدولة.
ويعد تدخين السجائر شائعاً جداً في هذا الجزء من العالم، لدرجة أن أكثر من ثلث الرجال الليتوانيين يدخنون يومياً. لذلك جعلت السلطات الصحية الليتوانية تثبيط استهلاك السجائر إحدى أولوياتها القصوى. كذلك وقعت ليتوانيا ضحية لمغادرة شبابها ورجالها المنتجين للعثور على فرص عمل أفضل في أجزاء أخرى من أوروبا مثل ألمانيا أو إنجلترا.
7- جورجيا – 52.98%
جورجيا دولة صغيرة يبلغ عدد سكانها 3.7 مليون نسمة فقط. من بين هؤلاء، نحو 52.98% نساء و47.02% رجال.
جورجيا واحدة من أقدم الدول المسيحية في العالم، ولها تاريخ طويل من القتال من أجل الحصول على حريتها من جيرانها الأقوياء مثل روسيا وتركيا. علاوة على ذلك، تشجع الأوضاع الاقتصادية السيئة عديداً من الذكور على البحث عن عمل في أماكن أخرى، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الهجرة. في نهاية المطاف، الوفيات هي الرقم الوحيد المسؤول عن عدم التوازن بين السكان الذكور والإناث. مثل عديد من البلدان الأخرى في هذه القائمة، يقع اللوم على إدمان الكحول والتدخين .
8- زيمبابوي – 52.83%
في زيمبابوي، اعتباراً من فبراير/شباط 2021، شغلت النساء 31.9% من المقاعد في البرلمان. ومع ذلك، فإن هذا الموقف الإيجابي يضعف بسبب العدد غير المتناسب من النساء الموجودات في البلاد، والذي يمكن أن يسبب مشاكل خاصة به. في عام 2020، بلغ معدل وفيات الذكور 413%، وهو معدل قاتم بالمقارنة مع 138% في الولايات المتحدة. يمثل هذا المعدل احتمال الوفاة بين سن 15 و60. في السنوات القليلة الماضية، انخفض معدل الوفيات الإجمالي في زيمبابوي، لذلك من الممكن للغاية في المستقبل أن تستقر الاختلالات في النسبة بين الذكور والإناث.
9- البرتغال – 52.82%
تزامنت الزيادة في عدد النساء في البرتغال منذ عام 2010 مع زيادة المساواة بين الجنسين. وعلى الرغم من التحسينات بالنسبة للمرأة، فقد كافح الاقتصاد البرتغالي في العقد الماضي. ونتيجة لذلك، غادر عديد من الرجال البرتغاليين من أجل مستقبل أفضل. وقد كان المكان الأكثر شيوعاً لهجرة الرجال البرتغاليين هو البرازيل والدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي. ويُعزى ارتفاع عدد النساء أيضاً إلى انخفاض متوسط العمر المتوقع للرجال البرتغاليين. في المتوسط، يعيش الرجال البرتغاليون 78 عاماً، في حين يعيش نظراؤهم من الإناث لمدة 84 عاماً.
10- إستونيا – 52.57%
مثل دول أوروبا الشرقية الأخرى في هذه القائمة، لا تزال إستونيا تعاني من مشاركتها في الحرب العالمية الثانية، إلى جانب سلسلة من قضايا الصحة العامة المرتبطة بشرب الخمر والتدخين. يستهلك الرجل الإستوني العادي 17.5 لتر من الكحول سنوياً، أي أكثر من ضعف ما تستهلكه النساء في هذه الدولة. ولدى إستونيا أيضاً واحد من أعلى معدلات الانتحار في أوروبا بنحو 12.2 لكل 100.000، حيث ينتحر الرجال في هذه الدولة أكثر بخمسة أضعاف مقارنة بالنساء. كذلك فإنَّ ما يقرب من 11000 شخص يغادرون إستونيا كل عام إما للاستقرار في دول أخرى بشكل دائم وإما للعمل بشكل مؤقت. ومعظم هؤلاء المهاجرين رجال يبحثون عن آفاق اقتصادية أفضل.